الأحد، 4 أكتوبر 2015

شتان ما بين الحاكم العربي والحمام


سأل أحد المواطنين الشرقيين رجلا غربيا فقال له:

- كيف ترون الفرق بين الحاكم الشرقي عندنا والحاكم الغربي عندكم ؟ فأجابه:

- الحاكم الغربي عندنا كمقعد الحمام الغربي ، والحاكم الشرقي عندكم  كمقعد الحمام الشرقي.

فقال له كيف ذلك؟ فأجابه:

  • مقعد الحمام الغربي إذا أردت تغييره فما عليك سوى أن تفك أربعَ براغٍ تُمْسْكُه لتَنزِعَهُ من مكانه  وتضعَ مكانَه غَيْرَه.
  • أما مقعد الحمام الشرقي فلن تستطيعَ تغييرَه إلا إذا حطمت الحمامَ كلَّه .
    المقصود بالشرقي هنا هو العالم العربي ومن؛  وما يدور في فلكه ، وفي فلك حضارته في عرف  المستشرقين.
  •   ويبدو أن هذا الرَّجلَ الغربيَّ ، رغم ذكائه إلا أن معرفته بالشرق  وشؤونِه وشجونِه محدودةٌ ، أو هو حيي جم الأدب ؛ دفعه حياؤه إلى ظلم الحمام الشرقي؛  رغم صحة التشبيه بين الحاكم العربي والحمام الشرقي في وجه واحد ، أما فيما عداه  من أوجه الشبه ففيها تعسف وظلم للحمام الشرقي  يظهر في مفارقات  كثيرة أبرزها:
  • الحمام الشرقي مكان يريحك ، والحاكم العربي يشقيك ويضنيك ؛ الحمام يسترك والحاكم يفضحك، الحمام يطهرك وينقيك ،والحاكم يلصق بك من التهم والعيوب ما ليس فيك فيشوهك ويحقرك ويخزيك ، الحمام يخفي كل عيوبك ويبقيها سرا لديه، والحاكم يتجسس عليك في أخص خصوصياتك وينشرها على الملأ ، الحمام تهرب إليه حين الضيق ، والحاكم تهرب منه في السعة وفي الضيق .الحاكم يستقبل أهله وعصابته ويسد الباب في وجوه غيرهم ، والحمام يقبل  من ثبتوه كما يقبل كل من لجأ إليه .
  • فشتان ما بين الحمام الغربي والحمام الشرقي ، وشتان شتان ما بين الحمامين والحاكم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...