السبت، 21 مارس 2015

الثيران والبشر


الثيران  والبشر.


 في مجتمعاتنا المتخلفة القائمة  على الأنظمة  الأليغارشية l'oligarchie البدائية، حين تطرح إشكالية ما ، أو يتم الاحتجاج من فرد أو  من جماعة على موقف ، أو  ظاهرة  فيها خطورة تهدد مستقبل الوطن ، يسارع  أدعياء الوطنية ، المستفيدون والمنتفعون المتكسبون منها ؛ ثائرين صارخين  في وجه من  أثارها ، وقد كدسوا  كما هائلا من التهم  ؛  والشتائم  والاعتراضات ، متذرعين بحجج فئوية ؛ أو تاريخية  ؛أو وظيفية ؛أو اقتصادية ؛ أو دينية أو سياسية ... تميزية  مستعملين أقوى عبارات الاحتجاج ؛ والشذب  والإدانة ،منكرين ،  نافين  في عناد أن تكون أعمالهم ضارة بالوطن ؛  وبالعلاقات الاجتماعية بين المواطنين ؛  وبين هؤلاء  ومؤسسات الدولة  ؛  موظفين كل أنماط الاستدلال الزائف والانتهاك المتعمد لقواعد المنطق - " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مصلحون "  [البقرة : 11]-   وغاية ثورانهم هو دوام المفاسد ؛ كي تستمر معها منافعهم ،   ولا ضير  عندهم إذا استمر تدهور وضع الأمة والوطن برمته. ويبدو سلوكهم  هذا في نظرهم  نضالا  ؛ وعملا  أخلاقيا مشروعا ؛  باعتبارهم إياه دفاعا عن حقوق مكتسبة ؛ بغض النظر عن مدى استحقاقهم أو عدم استحقاقهم لها ، وبغض النظر عن مدى  شرعية  ؛ أو عدم شرعية الطرق والأساليب التي اكتسبت بها. ويستمر صراخهم  ، وتهديدهم ووعيدهم  ؛  رغم كونهم ؛ هم ؛ ومكتسباتهم ؛ ومصالحهم بالنسبة لمنفعة الوطن ،  مجرد فراغ

فراغ  ذاك الذي لا يرى غيره ،                 
ولا يجد الخير خيرا إذا لم يكن خيره 
فراغ فراغ  ؛

 أولا ،  لأن معظمهم لا يدرك أناه  ومتطلباتها إلا  كما يدرك الثور أناه - يعيش مكتفيا بذاته idios -"سجين تصوره الخاص للعالم ، عاجزا عن إدراك تصورات أخرى ممكنة " ؛  إدراك ببعد واحد هو الأنا المسجونة في قفص اللحظة ، وفي شهوة الجسد ''الانا الفزيائي"، مع انفصال تام عن الأنوات الأخرى التي يستحيل تقييم الذات في غيابها، وهو رغم كل ذلك يعتقد  أنه يمتلك الحقيقة كلها ، ويتفوق على الجميع ، وهو مستعد للموت من أجل ذلك (الاستعداد لكل اشكال العنف) .

وثانيا   ، لأن غياب الوعى لدى هؤلاء  بجدوى وجود الآخر ،و أساليب  التواصل الإنسانية معه ، وبفعل سيادة الفراغ في وجودهم ، مع توفرهم على أسباب القوة التي تبعد عنهم خشية العقاب، في حال وجودهم في مناصب القرار ، أو  في حال شعورهم  بالحماية التي توفرها الفئة أو القطيع ، يفسح المجال لديهم لتبني خطابات فارغة ، تشبه خوار الثيران تماما ،  في الأوضاع التي تحتم  التصدي لمشاكل وإشكاليات المجتمع  ، بل يتجاوز  الأمر عندهم  ذلك  إلى استعمال أدوات القمع  ، والبطش ، حتى  تغلق كل النقاشات أو الاحتجاجات الداعية  الى إعادة النظر في القضية ، أو التراجع عنها ، أو على الأقل تكيفها بطريقة تقلل من خطورة نتائجها. 

والسؤال هل عناد الثيران ، وإنكار الواقع و تجاهل الآفات و المفاسد و الأخطاء أو  الجرائم  يلغي وجودها ، أو يغير من طبيعة حقيقتها ؟ أي هل استمرار الآفة يجعلها فضيلة ،  وهل  نجاح المخطئ أو نجاته  يجعل الخطأ صوابا، وهل إفلات المجرم  من العقاب يجعل الجريمة عملا شرعيا ؟ . وإذا كان ذلك مستحيلا عقلا  و أخلاقا مع أمكانية تحققه  في الواقع أحيانا بل غالبا ، فهل الاعتراض على من يستنكر أعمال الشر كيفما كانت ، وإجبار الناس على السكوت يمكن أن يعد حلا  للإشكالية أو علاجا للظواهر المقيتة ؟. بل وهل يمكن اعتباره خروجا منها يتيح التفرغ لغيرها ،أو التفرغ لممارسة الحياة العادية في هدوء واستقرار؟

وهل السلوك الفاشي القمعي الذي يتعامل به الماسكون بأمور السياسة ، العابدون لإله السلطة والمال الفاسد غالبا، لا يشركون به أحدا من جهة ، و(الراسخون) في علوم الدين التراثي السلفي  ، الرافضون لكل ما هو إنساني  ، (العالمون) بكل ما يريد الله  ، وما لا يريد من جهة ثانية ،  يمكنه أن يؤسس لدولة ؛ أو مجتمع  لهما مقومات الحياة  ؛و جديرين بالبقاء؟ خاصة مع التخلف العلمي ؛ والثقافي  ؛ والحضاري ، والعجز الاقتصادي المهيمن؟ .

كل من الفريقين أفة مهلكة ؛ سواء أإتفقا أو اختلفا ،  لأن جل ما يمكنهما فعله هو تضليل العامة ؛  للإمعان في استغلالها ؛  وامتصاص دمائها ، فكلاهما يراها  دهماء قاصرة عقل ودين؛ ولا تفقه شيئا، وليست جديرة بالاستقلالية ؛ لا في الفكر ؛ ولا في التعبير ؛ ولا في العمل.

 والحقيقة أن العامة  هي  كذلك  فعلا ،  فهي  كائنات مدجنة  ؛مروضة؛  مطوعة ؛ مستسلمة، وفق متطلبات ومواصفات  "الغباء المبرمج" المرغوب فيه ؛ والمخطط له، والمنجز  بواسطة  وسائل إعلام  وتثقيف خادمة  لغايات مرسومة من قبل شركات الساسة ؛ واللصوص  ؛ والمال الفاسد ؛ والجهلة المنحطين المختفين وراء الألقاب الخادعة ، و أصباغ التجمل المصطنعة،  وبأساليب قمعية متنوعة ، ولغة يومية تعتمد المغالطات المنطقية منهجا وسلوكا ؛ وكتائب المرتزقة من أشباه المثقفين، ورجال الدين .
 عامة مسلوبة الإرادة ؛ مشلولة التفكير ،ترتزق وتعيش وتعبد  وفقا للعادة ، وتسبح في اللامبالاة ،وترضى بالمبتذل والمزيف والمغشوش ، لا تستطيع تفسير أحلامها ،وتعد المفسر لها بطلا ، ولا تفرق بين الحلال والحرام إلا حسب ما يروى لها، ولا يمكنها أن تتزاوج  ؛ أو ماذا تفعل ، أو تقول إذا باشرت أمرا من أمورها ،  في شؤن الحياة أو الموت  بدون رجل الدين.  ؛ وهي تؤمن حتى النخاع بحرمة انتقاد الدين ،  أو رجال الدين ، وإن انتهكت أحكامه في سلوكها بشيء من الحرج أو بدونه ،قطيع يتحرك ويثغو ويخور حسب رغبة رعاته الذين  لا يراهم ، وهو لا يدري أن أمر مصيره لا يهمهم  ؛ إلا بالقدر الذي يحقق مصالحهم وفقط ،ويمضي حياته يتسلى عن شقائه الحالي  بقوله: إنه شقاء الحياة  ، ملؤه التعاسة  بلا جدال ؛ لكنه  لا يشبه شقاء ماضيه أو شقاء أسلافه
وهي عامة لا تعرف القوانين التي وضعت لتحكمها ، ولا تعرف كيف تحترمها ، أو لماذا تحترمها   ؛ ولا تستطيع أحترامها في غياب قمع السلطة ، وهي لا تعرف لماذا انتخبت أمس  المسؤول الذي تنتقده ؛ وتشتمه  ؛ وتتبرأ منه اليوم ، وهي لا تعرف إن كان قد نجح بفضل الأصوات التي منحتها له  ؛ أو بفضل تزوير أصواتها لصالحه ؛ ولكنها  تؤمن حتى النخاع في حق السلطة  في استعمال القمع  ضد خصومها ، ولكنها في جميع حالاتها  عجينة للفريقين المذكورين : الساسة  ، ورجال الدين ؛ الذين سخروا السلطة  ؛والمال ؛ والدين  لتشكيل هذا النوع من البشر 
  المفترض أن الإنسان كائن واع ، صبور لكنه خواف الخوف من الشر أقوى بكثير من احتمال الخير كأساس للأفعال الإنسانية"(جون لوك)، خاصة إذا كان يدرك أن "عالمنا الحديث هو عالم المظاهر الخداعة" (جيل دولوز)،  والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعيش أبعاده الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل ، وهو بحكم وعيه يريد ؛ أو على الأقل يأمل ويتمنى  ألا تتكرر ألام ماضيه  وحاضره في مستقبله ، وخاصة إذا كان على معرفة بمصادر هذه الألآم ؛ وأسبابها ، والممارسات التي أفرزتها ، فهو يشعر أنه مسؤول بطريقة أو بأخرى عن مصيره  ، وعن مصير غيره ممن هم على شاكلته، بل يشعر أنه  مسؤول على مصير  خصومه ومعارضيه  الذين أعمتهم  ألأنانية والغرور، لأن  أحداث التاريخ ووقائعه  أثبتت أن المكتسبات  غير المستحقة التي تتم حيازتها في ظل الظلم والاستبداد ، قد تُنسَف في أي لحظة ،كسجن الباستيل ،أو ملك القذافي ،أو سطوة صدام، وقد تَنسِف معها الوطن ؛ إذ المعروف أن لتحمل الآلام عن الكائنات الحية عتبات إذا تجوزت، تحول سلوك الفرد أو الجماعة إلى رد فعل غير إرادي غايته حفظ البقاء بأي وسيلة، وعندئذ يُحَيد العقل جانبا ، وتمسك الأحقاد والضغائن والرغبة في الانتقام  بزمام الأمور، وتتولى توجيه الرشاشات والمدافع والصواريخ  صوب من كان سببا في الأذى ، وصوب كل من سانده ولو بالتغاضي والسكوت، وحينئذ يواجه الشر بالشر، ويتحول  الكل إلى ركام  وعدم . وفي هذه الحالة من الفوضى لا أحد يستطيع التنبؤ بمصيره ؛ أو يمكنه أن يتحكم فيه بالطريقة أو الخطة التي  سبق له إعدادها ، فجميع من دارت على رؤوسهم الدوائر كانوا قد خططوا ورتبوا طرقا للنجاة، لهم ولأبنائهم وأقاربهم ،فأعدوا جيوشا تحميهم ، واقتنوا طائرات وبواخر  ؛ وهربوا مبالغ ضخمة من الأموال الى بنوك الغرب ، واقتنوا في عواصمه القصور ؛ بل  والأراضي والضياع  والمزارع  ؛ وحين أزفت الساعة  ، كانت خسارتهم خسارات : خسروا شعوبهم ؛ وأرواحهم  ؛ وحرياتهم وأموال شعوبهم التي هربوها. وتوحدت الصيرورات في البؤس : صيرورة الحاكم المستبد والمواطن المستعبد.
 

وبالتالي ينبغي على الانسان  ككائن أخلاقي  أولا ،  وكمسؤول تعهد مختارا بتحمل كامل  مسؤولياته التي يرتبها عليه منصبه ووظيفته  الاستماع إلى كل  قول ،أو صراخ  ؛ أو إشارة احتجاج تصدر عن الآخر المغاير، أو عن الخصم  متى كانت تعكس بصدق وعفوية حالة تألم ولدها الظلم والإجحاف والتسلط،، وعدم قبول أي دعوى تبرر وجود مسببات الألم ، خارج إطار عدالة يقضي بها قضاء كفؤ ، حر ، نزيه ومستقل ، لأن الذي تعود احتمال الألم لن تستطيع بعد ذلك تخويفه أو إرهابه ، لأنه يكون قد أصبح هو الإرهاب نفسه ولا يعدم حينئذ مبررا أو نصا شرعيا لينطلق في الهدم والتخريب وتعميم الألم.

الاثنين، 9 مارس 2015

الإرهاب يعد لمحاربة الإرهاب


آخر ما تفتقت عليه العبقرية العربية من لطائف الذكاء، ما تبادله كبارهم في اجتماع (بيت المجامعة العربية ) في القاهرة  والمتمثل في الدعوة  إلى تكوين قوى عسكرية  لتحرير المسلمين من الاسلام باسم الاسلام، وتحرير الإرهابيين من الإرهاب من طرف جيوش من الإرهابيين،أي  لابد من تحرير سوريا من السوريين ، والأنبار من الأنبارين ، والموصل من الموصليين  ثم كردستان من الأكراد واليمن من اليمنيين والصومال من الصوماليين ... وهكذا.

العرب منذ خمسة عشرة قرنا وهم يتحدثون كلاما يستحيل أن يفهم أو يعرب أو يصرف، العرب الذين دمروا العراق وجمعوا عليه بلدان العالم ،ودفعوا ملا يير الملايير من الدولارات لتدميره تدميرا شاملا ،ها هم ، وبوقاحة منقطعة النظير يتباكون،و بدون حياء على قتلاه ومشرديه وجرحاه وأرامله وايتامه .

العرب الذين منهم وبأموالهم ورعايتهم تشكل تنظيم الإخوان المسلمين ، واستعمل آداة - وسيستعمل هو وكل تنظيم مشابه له إلى يوم الدين -  لإجهاض كل حركة  متنورة ،  تعي حقيقة ومعنى الحرية  ؛ وحقيقة ومعنى الدولة ومقدساتها،  هؤلاء العرب والمسلمون هم من دمر سوريا ؛ والجزائر ؛ ولبنان؛ وليبيا ومصر.  ومازالوا يسعون في تدميرها ،  وتدمير غيرها ،  حجتهم  في ذلك - :حماية الشريعة و دفع  حكم الطغاة : أي الحكم بموجب دساتير وضعية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان  وبعبارة أوضح  الحكم بغير ما أنزل الله ) -  وكل من رضي  به فهو كافر؛ يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله  ، فلا يحكم غيره في  قليل  ولا كثير " رسالة تحكيم القوانين  للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
   هذه الدعوة  إلى تدمير الدول ، استغل فيها هؤلاء البدو ،الفساد المفروض على الشعوب  من وكلاء الغرب  المتوافق مع طباعهم وأهدافهم  بحكم الموروث الثقافي المهترئ والمتكلس  ، والأنظمة التي أقاموها في أقطارهم  المأهولة بجحافل  المتخلفين والبلهاء والمرضى والمعقدين  وذلك ببذل ثرواتهم  ،  وبـ(فكرهم المتعفن)  ، وفتاوى شيوخ القصور، ودكاترة البزنسة  وتعليمهم البدوي الشيطاني الكسيح  والمتوحش. وبذلك لم يبق إلا تنفيذ ما جاء في كتابي "إعلام الأنام عن قيام دولة الإسلام" و "إدارة التوحش" لإقامة حكم الله. والنتيجة منظورة بأجلى صورها في العراق و سوريا  وليبيا واليمن حاليا.
  وهم من جمع  المنحرفين  من الشرق والغرب  ، وحرضهم  ، و دربهم على القتل والتخريب والتدمير  ، وسلحهم  وأغراهم باسم الثورة  الإسلامية بهدم أسس دول الأنظمة  الكافرة الفاسدة ،التي كانت على فسادها الذي لا يطاق تحتضن غالبية أبنائها ،في جو من الحرية يفوق آلاف المرات  ما في غيرها من دويلات القبائل والأسر التي يجلد فيها المواطنون في الأسواق العامة كل جمعة ، وترجم فيها النساء في الملاعب  ،  والغريب أن( الدول) التي كانت سببا في إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية   ، وتسليحه وتحريضه  على هدم العراق وسوريا واليمن  وليبيا هي من يطلب  مساعدة المجتمع االدولي لقتال الدواعش و من معهم ؛ من أبنائهم ؛ وشعوبهم  بحجة محاربة الإرهاب ،  وبنفاق لا يحتمل يطالبون بحماية الآثار ،  والتراث الوثني الملعون ؛ الجاهلي بوصف صحيح البخاري ومسلم و إجماع كل رواة الحديث  ، وفقه الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، التراث الذي يجمع المسلمون على نجاسته  ، والذي أمر الرسول أتباعه بوجوب تدميره  ،  والمبثوث في فتاويهم  ، والمنشور على محطاتهم التلفزية والإذاعية  ،  ووسائل إعلامهم ،  ومآذن مساجدهم ؛ فيتدلل المجتمع الدولى بدهاء وخبث ويقرن استجابته بشروط مضحكة.

النظام السوري غير ديمقراطي  ؛ وهذا لا جدال فيه ؛  لأنه عربي مسلم  ،وهو نظام مغضوب  عليه من الإخوان المسلمين ، ومن مموليهم في ممالك الخليج  ،ومن نظامهم الحاكم في تركيا، ومن المراجع الدينية في اقطار الأرض الأربعة  و بمباركة موردي السلاح في أمريكا والغرب.
 والأسد لا يملك الشرعية  ،وهذا طبيعي لأنه عربي ومسلم ،  ويستحيل أن يكون غير ذلك بحكم الجنس والدين ، وهو ليس بالأمر الغريب  إذ لم يثبت في  التاريخ أن هناك حاكما عربيا حكم شعبه بطريقة شرعية ديمقراطية . ولكن هل الأنظمة  الحاكمة في  السعودية ،أوالكويت ، أو تركيا أومصر أوالجزائر أوالمغرب،  أو قطر أنظمة ديمقراطية؟، وإذا كانت تركيا ديمقراطية كما تزعم فلماذا لم تغير اسمها إلى "ترككردستان "حتي تعكس طبيعة تركيبتها الأثنية والاجتماعية والثقافية كما هي في الواقع ، ولماذا تحارب وتتجاهل نصف شعبها ؟  وعليه فبأي حق تنادي  هذه الأنظمة  بإبعاد النظام السوري عن الحكم  لعدم ديمقراطيته؟؟؟ وهل النظام السوري نظام شيعي أم سني ، حتى يتهم بتكوين تنظيم الدولة الإسلامية السني حتى النخاع ؟ أو يتهم بأنه هو من عمل على تخريج جحافل الداعشيين السنة من جامعاته ومعاهده ، وبثهم في أركان الأرض الأربعة   في الوقت الذي يتجاهل فيه الفاعلون الحقيقيون بخبث ظاهر ومكشوف  ،  فيغض الطرف عن الأزهر ومناهجه البدائية  وبيشاور وتوحشها  ؛ومحاضن الإرهاب البدوي الصحراوي في السعودية  وقطر واليمن، ومساجد  التعبئة والتحريض والحماية الغربية في باريس ولندن وبلجيكا  ونيويورك وغيرها من الأنظمة الانتهازية المتلونة التي تقتل القتيل وتنتحب في جنازته.؟

دعك من الأنظمة ،  هل لشعوب هذه البلدان عقول تجعلها جديرة بالانتساب إلى الإنسانية العاقلة ، أو تستحق الديمقراطية؟ وهل لها القدرة على أن تتعايش مع بعضها في جو إنساني ديمقراطي عادل ومسؤول؟.
يستحيل ، لأن المسلم رغم أنه يدرج ضمن الجنس البشري ؛ ‘ إلا أنه نوع خاص ، فهو الوحيد الذي يعتمد موقفا واحدا لا يتغير يقوم على الإنكار ، إنكار قوانين الكون  ، وسنن التغير التي لا تدرك إلا بالعقل، وإنكار الآخر القريب والغريب بجميع أبعاده ، فوجوده وجود ذاتي بسيط ، مساو لنفسه ، وهولا ينكر كل ما هو آخر فقط، بل ويسعى لتدميره  .



إن مجرد الأمل في إمكانية  ان يعيش الإنسان العربي حياة إنسانية راقية   ، يعد نوعا من الهبل ،لأن المسلم بحكم تكوينه  ومعتقداته يستحيل عليه أن يعيش في سلام مع غيره أو حتى مع نفسه  ، وبصراحة وبعيدا عن كلام العرب الذي لا يفهم ولا يعرب ولا يصرف، وبناء على ثقافة المسلمين المودعة في بطون كتبهم المقدسة  التي ينقل منها أئمتهم ودعاتهم ومثقفوهم   ، والمحفورة في صدورهم المشلولة عن التفكير إلى الأبد ، فإن المسلم لابد أن يجاهد و يحارب غيره حتى يقتل أو يقتل ، و من تمام جهاده أن يكون قادرا على تمييز من هو الأولى بالقتل أو الاستعباد أو التدمير من غيره ، فالمشكل الوحيد ينحصر  في الترتيب  ، واختيار الوقت والمكان المناسبين ،  وليس في طبيعة الفعل وغايته المنصوص عليهما مسبقا والمعتبر لخلافة الله في الأرض و الجسر المفضل المؤدي إلى الجنة ومتعها التي لاعين رأت ولا أذن سمعت.

فحتى ولو بقي مسلمان : امرأة ورجل ؛ فالشرع يحتم عليهما التقاتل لأن العصمة للرجل، وهو الذي له الحق في ضربها وتأديبها وهو السابق وهي التابعة ، وشهادته مفضلة على شهادتها وكلمته هي الكلمة العليا، ووجهه يحبه الله ووجهها عورة وإلا وجب عليه إشهار السيف  وإعلان  الجهاد لإقامة شرع الله على الأرض.... ولو بقي شيعي وسني فعلى كل منهما أن يُخضِع الثاني لملته ومذهبه  أو يقتله ، ولو بقي أحدهما ودرزي فعلى الدرزي أن يخضع ويُستعبد ويكون ثالثا أورابعا في الترتيب ،  ولو بقي سنيان فعلى الأنباري أن يخضع للقريشي ، وإن بقي قريشيان فعلى التيمي أن يتبع الأموي ويأتمر بأمره وعلى هذا أن يخضع للهاشمي إن كان هناك هاشمي  وإلا كان من المكذبين واستهل اللعن.

ولو بقي المسلم وحده لتقاتلت أعضاؤه ، واتهم بعضها بعضا بالدونية ،وادعى الفضل لذاته ، فيمناه أجل من شماله ، وأكرم وأولى بالتقديم في مواضع الشرف ، وهي أولى بمباشرة الأمور الجليلة . والثانية أحط وهي  خادمة للأولى ،  فهي أولى بتناول النجاسات ، ،وهي التي تغسل الأماكن التي تعافها اليمنى، ، والشمال أول ما يدخل المرحاض وآخر من يغادره والا استحقت اللعن والقطع وهي وهي هي... ولا داعي للإطالة.

الإرهاب والغزو والأمية و التخلف ، وعبادة شهوة البطن و الجنس ، والجهاد في سبيل الفوز بأكبر قسط منها في الدنيا والآخرة  وكل المفاسد بدون استثناء ، منشؤها جزيرة العرب القاحلة، والمصيبة أنها اعتبرت فكرا ؛  بل وغدا الكثير منها هو دين المسلمين و أخلاقهم  ، يدرس في القرويين و الزيتونة والأزهر والسعودية و باقي الأقطار فيزرع القحط والخراب والعواصف المدمرة، وهو الماسك بمقاليد الحكم ، والجيوش جيوشه ، وكل من يزعم مدعيا إمكانية محاربة الإرهاب بالإرهاب  وبجيوش من بالإرهابيين  إرهابي.

الإرهاب عقيدة وثقافة وجامعات  ووسائل إعلام منحطة في كل مكوناتها،  والمسلمون ليس لهم سواها، وليس بمقدورهم أن يفقهوا غير ما في مصادرهم وما ألفوه في تاريخهم المجيد العاشق للتوحش " إن افحش درجات التوحش هي اخف من الاستقرار تحت نظام الكفر بدرجات " والكفر في نظر رجال الدين والأنظمة على حد سواء " هو الانتخابات النزيهة ، واستعمال العقل في التخطيط والتنفيذ والنقد والتقييم في ظل الحرية والمساواة والعدل الشامل الذي يضع حرية الفرد - كإنسان- وكرامته فوق كل القيم والاعتبارات.

 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...