الشعوب العربية شعوب بدائية.
التفكير في شؤون الشعوب
العربية بمختلف كياناتها ،ومكوناتها العرقية والمادية والمعنوية متعب ، يشل العقول
،ويجمد الخيال ،ويدخل كل ممكن في حيز المحال. والواقع دلل على مدى قرون - ومازال
يدلل- على أنها من أكثر شعوب الكرة الأرضية بدائية ،تلكم هي الخلاصة التي لا يمكن
لأي عاقل استنتاج غيرها .
هذا الحكم مجسد بالأدلة الصارخة في
تشرذمها الفكري والسياسي ، وتنافرها
العاطفي ،وسلوكها اللاأخلاقي والفوضوي المتناقض والمتعارض تماما مع أبسط مقتضيات التجمعات البشرية ،والمعاكس لأقدس
أدبياتها المعلنة، ولأخص خصوصياتها المفترضة فيها؛ شعوب لا تقرأ وأول أمر نزل في
دينها ، وفي كتابها " إقرأ" ، أمة تحفظ كتاب دينها وتقرأه وترتله في كل حين ولكنها تعيش بلا دين ، أمة من
مقدساتها "أَنَّهُ مَنْ
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا ، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا "" المائدة 32
وهي تعد البطل والزعيم فيها أشدها فتكا بأهله .
أمة ربها حرم الظلم
على نفسه ، وقضاتها أحلوه لأنفسهم ، وجعلوه
وسام أحكامهم وعَلَم سلطانهم ؛تجزيهم عليه سلطات ضالة مستبدة ، وتقرهم عليه جحافل صامتة، مظلومة مكلومة ، استولى عليها الإحباط واليأس
،فاكتفى بعضها بشكوى العاجز الذليل ، الذي
ضل الطريق وافتقد الدليل، و استعجل بعضها الرحيل ، مفضلا لظى النار ،وويل الانتحار
، وآلام الاغتراب وصنوف العذاب على الخضوع لسطوة الأهل الأراذل.
أمة كانت (..خيرة أمة أخرجت للناس). فغدت
أبشع أمة ابتلي به الناس، حيثما توجهت ، وجدت سفهاءها هم قوادها وروادها؛ في الدين
والسياسة، في التجارة والعمارة، في الصناعة والإدارة... و بهم وبأتباعهم ؛ امتد بلاؤها على مدى
يزيد عن أربعة عشر قرنا ، وكلما خطا الزمان خطوة وتقدمت الشعوب والأمم الأخرى في مدارج التطور والرقي ، كلما نكصت هي وانتكست و زادت صراعاتها
العنيفة الظاهرة والخفية، الداخلية ، والقطرية ،الدينية والمذهبية؛ المادية والروحية ، الفكرية والسياسية تشعبا وتعقيدا وحدة،واشتد أذاها
بتطور أساليب وأدوات القتل .
.... هذا الحكم مجسد في بشاعة سمعتها في العالم على جميع المستويات ،ومن خلال الكم المرعب للجرائم الرهيبة والمجازر الوحشية التي ارتكبها ، ويرتكبها أبناؤها ضد أصولهم وفروعهم ، وضد كل من انتسب إليهم بسبب أوصلة ، ضد أبائهم وأبنائهم ، وضد أمهاتهم وبناتهم، وضد إخوانهم وأخواتهم، ضد زوجاتهم ونسائهم ، وضد جيرانهم في جميع الأقطار العربية ؛ قبل إيذاء الغريب .
وهي جرائم -كانت ومازالت وستبقى - مستمرة عبر الحقب والأزمنة ،وعلى جميع المستويات :
في أوقات السلم ، وفي أوقات الحروب والاضطرابات،
فالجميع عدو للجميع عمليا ، والجميع يحرض على الجميع ، و الجميع ينهب الجميع بلا رحمة ولا شفقة، والكل يغش الكل بكل الطرق والمبررات ، والجميع يسخر من الجميع ويسخره،
يستغله بأبشع الطرق ،فالمسؤول من أبناء
هذه الشعوب تنحصر مسؤوليته في رعاية
الفساد والإفساد : إفساد الأجيال وتسميم الأرزاق ، وتخريب العقول وتلويث الأخلاق
،وبذل أقصى ما لديه من وسع وطاقة ينفقه في إرهاب شعبه وإهانته وإذلاله وقمعه ، وإخضاعه لعصابات الأنظمة المعادية له،المتحكمة في مصيره عنوة وقهرا بحد السلاح ، الفاسدة المفسدة التي تذوى ووتلاشى في مناخ حكمها كل المثل والفضائل بدون استئناء ، وتزدهر في تربة عبثها الآفات و الرذائل ،ترويها شعارات كاذبة خادعة مخدرة ،تنشرها أجهزة، ووسائل ،ومنظومات إعلامية مسمومة مأجورة ، مهنتها خيانة الوطن بمن وبما فيه ، وبما تحته وعليه ، وهي في بنياتها ، ووظائفها، وغاياتها ؛ أمتداد طبيعي لإعلام المستعمر القديم والجديد، وبفضلها تمد الشرور جذورها نحو الأعماق ، وفي كل الاتجاهات بيسر ونعومة يوما بعد آخر،
ويربو السلوك و العادات الممقوتة التي بادت عند الأمم الأخرى كالكذب ،والنفاق ، والنذالة ، والخداع والسفه،والجور،والتهور، والجبن ،والأنانية والجشع،والكِبْر وغدت هذه المهلكات هي المؤهلات للمسؤولية،وهي دلائل الكفاءة والاستحقاق للإمساك بحبل السلطة والتصرف في الشأن العام ، وبذلك تتدعم وتتعزز عصابات المافيا المرتزقة
والحاكمة ، البارعة في تزوير الحقائق، وتحريف وقائع التاريخ ،وتغطية أعمال السلب والنهب
والتخريب ، وتحويل ممتلكات الأمة ومقدراتها
وثرواتها إلى خزائن أفرادها ؛ لإشباع شبقهم الحيواني ، وجوعهم الأبدي ، أو إلى مصارف الغرب وبنوكه ، وقهر كل محتج أو معارض ، أو رافض .
والمصيبة العظمى ، وداهية الدواهي
، وقاصمة الظهور، وفاتحة فوهات المدافن والقبور،
المنبئة بالويل المقبل هي كون أفراد هذه العصابات المافياوية وجرائمها ، قد أصبحت هي
القدوة والنموذج المرغوب ، والمثال
المحتذى والأمل المطلوب الذي تتطلع إليه أجيال هذه الشعوب البدائية،على اختلاف
أعمارهم وطبقاتهم ،حتى يمكن للملاحظ أن يقسم
غير آثم ؛ أن أغلب هذه الشعوب قد أصبحت تعشق جلاديها عشق قيس ابن الملوح
لليلاه ، ولا تلد إلا مجرما أوضحية.
حكام الشعوب العربية من أبنائها وبناتها ، وأخلاق هؤلاء الحكام وسلوكهم
زبدة تربية الأسرة ، والمسجد، والمدرسة، والتراث المكتوب ، والشفهي ؛ ولا شيء غير ذلك
،ويستحيل على من له ذرة من عقل أن ينسب فساد الإنسان العربي إلى غير هذه المؤثرات
، لأن العربي كانت هذه حاله ، مع أهله، ومع حكامه ، وحال حكامه مع رعاياهم منذ النشأة
الأولى ،أي منذ الغزوة الأولى ، والغارة الأولى إلى اليوم.
ولم تستطع الحضارات الإنسانية
القديمة والحديثة والمعاصرة أن تؤثر ، أو تغير قيد أنملة من حقيقة الإنسان العربي
القارة ، الثابتة ثبات الجبال الراسخة في
مواقعها.
فالعصابة الظالمة التي تلغى من الوجود كل من لا ينتمي إليها، ولا يقرها على
ظلمها عملا ، هو جوهر الوجود العربي. ولا بأس في المخالفة القولية من باب التقية،والمخادعة ، وتوظيف
أساليب التضليل بالقول والمغالطات المنطقية باعتبار ذلك من أسلحة العصابة.
وشعار العصابة ؛ قول شاعرها:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابرة ساجدينا.
نشرب إن وردنا الماء صفوا ويشربه غيرنا كدرا وطينا.
ووثقه حكيمها زهير بن أبي سلمى :
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ، ومن لا يظلم الناس يظلم.
ولا يذهبن بك الطمع أو النخوة الموروثة، المغررة، المغرورة فتتصور أن الجبابرة ، وغيرنا ، المقصودين هنا من أمة أخرى ،أو أن الناس هم الأغراب أو الأجانب ، لأن "الجبابرة ؛ وغيرنا ؛ والناس" هم
إخوته ، وأبناء عمومته ولا شيء وراء ذلك ، والذين يولدون كذلك بالطبع ، ولا يتغيرون ، وينشأ العربي - عرقا
أو هوية - لا يستطيع أن يعيش إلا ظالما أو مظلوما،إماما متبوعا أو مأموما تابعا، ساجدا أو مسجودا له ، غاصبا أومغتصبا، قاتلا أو
مقتولا، مستبدا أو مستبدا به ،سالبا لحقوق غيره أو مسلوب الحقوق ، مخوِّنا لغيره أو
مخوَّنا ، مكفِّرا غيره أو مكفَّرا، أو مستبيحا دم أخيه ،أو مستباح الدم ، وفي أيامنا هذه ، حين تشرف
الجماعات العربية المتناحرة بطبعها ، المتخلفة بسبب توحشها ، على إفناء بعضها بعضا، تعلق فسادها وفشلها الذريع ، وعجزها عن الرقي إلى مرتبة
الإنسان على الغرب، أو على المجتمع الدولي ،في حين أن السلاح الذي يتقاتل به العرب
أو يستعبد به بعضهم بعضا سلاح تم شراؤه برغبة من العرب أنفسهم ، وتوسلوا وتضرعوا و
رشوا وتنازلوا للغرب عن الكثير مختارين ، وحملوا أموال الضرائب المقدمة من المواطن العربي
وثرواته إلى خزائنه،سارقين لها تحت غطاء تجارة السلاح ،بعلم الرعايا الضحايا
العارفين عن يقين بأن هذه الأسلحة لن تستعمل إلا في إزهاق أرواحهم ولن توجه لأحد
غيرهم مهما حصل، والقاتل بها –والقتيل حتما- لن يكون سوى واحدا منهم هو، أبن، أو أخ أو عم أو.. (الشهيد –الخائن) الذي( استشهد - لقي
مصرع) على يد قريبه (الوطني ،الطاغية –المجاهد، الإرهابي) ؛ الطامع بدوره في نيل
الشهادة وكلاهما سيدخل الجنة خالدا فيها) ، أصالة أو بالنيابة - حين يقتل كل قاتل
في منطقته – بمبررات تافهة يتم اختلاقها لتبرير الجريمة، تحت رقابة عدالة منهم يجتهد
أفرداها كي يلووا عنق القانون كي يتطابق مع طباعهم الخارجة عن القانون.
وهذا الواقع البشع يقرر الحقيقة المرة وهي أن كل من يطمع في أن يتحضر الكائن العربي ويرقى إلى رتبة الإنسان: بمعنى أن يتصف بالعدل
والنظافة، والأنس، والرحمة، والأخوة يكون كمن يطمع في اصطياد العنقاء.
وعوض أن يحاول الانسان العربي كفرد وجماعة الاعتراف بتخلفه ، وفساد تفكيره ، وسلوكه ؛ ويقر ببشاعة جرائمه التي اقترفها عبر هذه المدة الزمنية الطويلة ومازال يقترفها ، في حق نفسه ،وفي حق أهله وبني جنسه ، وفي حق الطبيعة التي ألقى به الله فوق ظهرها ليعمرها فدمرها وأقفرها،حتى غدا أسوأ المخلوقات البشرية، وغدت التجمعات العربية أبأس التجمعات ، و عوض أن يكف عن ترديد نصوصه ، ومقولاته المهترئة التي لم تعد تقنع حتى البهائم ،تجده سادرا في غيه ، معتزا بفساده ، باحثا عن المبررات.
إذ زعم أحدهم مستنكرا رأيي هذا في العرب - وهو يقدم تبريره ؛ وكان في حقيقة الأمر؛ يعبر في نفس الوقت عن رأيه وعن ضمير جمعي مريض قار في ذهن الأمة كلها - مفاده أن لاغرابة في تقاتلنا ،ووحشية علاقاتنا ،وخلو سلوكنا من كل قيمة حضارية لأن أوروبا نفسها قد مرت بمثل هذه الأوضاع ؛ وشهدت شعوبها مثل هذه الحروب ، ورغم أنه لا أحد ينكر عنصر الصراع بين الأفراد والجماعات باعتباره أحد مكونات الوجود ، ولا أحد بوسعه أن يزعم ان الشعوب الغربية ومجتمعاتها مثالية أو ملائكية يخلو تاريخها من السواد ،وتخلو سجلاتها من الجرائم، إلا أن ذلك كله حين نستعمله لتبرير ما نفعله بأنفسنا يغدو في ذاته جريمة ، ومغالطة منطقية كبرى تدفع بنا في هوة سحيقة من العدمية لأن الأحداث التي شهدتها أروبا والغرب كانت مبررة بظروف تاريخية لها
معاني وقيم في حينها ، وكانت لها نتائج وثمار بعد انتهائها منها على سبيل المثال لا الحصر ظهور مفهوم القومية،
والوطن بحدوده الثابتة القارة ، والدستور ، وسيادة القانون ، والمساواة بين المواطنين ، والحرية ...كما أن حروب أروبا وصراعاتها العسكرية والسياسية كانت نتيجة وسببا في ذات الوقت لتطور علمي، وصناعي، واقتصادي، وثقافي ، ولاكتشافات جغرافية ، وفلكية ؛ ونشوء أنظمة ، ومؤسسات لم تكن موجودة من قبل وما كان لها أن توجد لولا هذه الحروب وبالتالي فهي حروب تجد تبريرها في الحتمية
التاريخية ـ أما الحروب والمظالم العربية فهي حروب ملعونة تقوم على المآسي ، وتنجب
المآسي ، وتورث المآسي في البيت الواحد ،
ولأفراد العائلة الواحدة ، والدين ، وتقوم بدون مبررات معقولة ، وتنتهي إلى
اللاشيى إذ سرعان ما يتحول الثائر المنتصر إلى فاسد أبشع ألف مرة من الفاسد البائد
.
إذن فالعقلية العربية حين تبرر حروب أبنائها وتقاتلهم
فيما بينهم ، بأنها أمر عاد مثلها
مثل حروب بقية شعوب الأرض الأخرى وأممها التي
تتدافع كما اقتضت سنة الله في أرضه ، وحين تتأسى بأن الأمم
الأوروبية نفسها سبق لها أن خاض بعضها حروبا ضد البعض الآخر، تبرير بائس بليد ، لأن سكان أرويا أجناس، وأعراق مختلفة ، مساحة أراضيها قليلة ، وثرواتها
ومواردها شحيحة ، ومناخها قاس ، وأكبر
حروبها أعني الحرب العالمية الثانية ( 1 /09/ 1939 م
- 08/05/ 1945م) كانت
حرب عرقية سعى فيها العرق الألماني الآري بقيادة زعيمه أدولف هتلر إلى محاولة بسط سيطرته على
باقي الأعراق الموجودة هناك ؛ثم نطورت الأمور وافلتت وخرجت عن التحكم وكانت النتيجة 62 مليون ضحية.
لكن في هذه الحرب المريرة لم يقتل الألماني أخاه الألماني ، أو الإنجليزي
أخاه الإنجليزي ، بل كان العرق الألماني برجاله ن ونسائه ، وأطفاله يخوض حربا ضد أعراق أخرى يريد أبادتها ليستولي
على أراضيها وأموالها وليسخرها لخدمته ،او يتخلص من أذاها ، أما العربية فهو يقتل نفسه ، عرقه ، دينه
يقتل والديه ، وأبناءه وإخوته وبدون هدف لأن الأرض بيده وهو فوقها ،ولأن تسخير
الآباء والأمهات والأهل والجيران أمر غير
معقول ، بل سخيف يأباه حتى الحيوان.وحتى الكلاب لا تصل في( تهارسها) هذا الحد من
الهمجية والتوحش