الجمعة، 25 مايو 2012

فن التلخيص

فن التلخيص

إن القدرة على تلخيص النصوص وتقليصها من العمليات الصعبة والمهمة والمجدية في نفس الوقت ، تقاس نجاعتها بمدى  قدرة النص الملخص أو المقلص على الاحتفاظ  بمضمون النص المصدر ، بحيث يكون الناتج هو عملية مركبة تعكس قدرة الملخص أو المقلص على إتقان القراءة والتحكم في أدواته، وعلى قدرة تحليل المقروء ومعرفة ما أراده صاحب النص من نصه أو ما يحمله النص من أفكار و معاني وقيم في ذاته بغض النظر عما كان يريد صاحبه قوله ، لأننا لا يمكن أن نقول ما نريد كلما نريد .
تعريف التلخيص:تلخيص النص عملية لغوية أدبية تقنية إخبارية تهدف إلى نقل مضمون نص من النصوص بصورة موجزة مكثفة وصبها في نص ثان مع الحفاظ على مضمون النص المصدر قدر الممكن و المستطاع.و أهم العناصر التي يجب الحرص على نقلها هي:-
-1- الفكرة العامة -2- الأفكار الأساسية والجزئية-3- العلاقات المنطقية الإلزامية -4- بعض العلاقات غير الإلزامية ولكنها ملتصقة بفكرة أو بعلاقة منطقية إلزامية.
ولتقليص النص تتبع الخطوات التالية.
أ‌- مرحلة تحليل وتفكيك النص المراد تلخيصه.
- قراءة النص قراءة أولى لتحديد الفكرة أو الانطباع العام
- تذليل الصعوبات بتحديد الكلمات الغريبة و العبارات الصعبة والمعقدة التي قد تعيق الملخص وتمنعه من فهم النص أو جزءا منه وتذليلها. وتحديد الكلمات المحورية أو المفتاحية ، وغالبا ما تكون هذه الكلمات مرجعا تعود عليه الضمائر و الأوصاف والنعوت والأخبار..
- تحديد الفكرة العامة والأفكار الأساسية في جمل اسمية وفق الترتيب الذي وردت عليه في النص المصدر.
- تحديد العلاقات المنطقية الإلزامية والعلاقات المنطقية الإسهابية التي تربط أفكار النص وتحديد المنهج الذي يخضع له.
- حذف العلاقات المنطقية الإسهابية ، والأمثال ، والشواهد وكل ما يشكل محيطا مجاورا للفكرة الأساسية
ب –مرحلة بناء وتركيب النص الجديد
- يشرع الملخص في تأليف نص جديد يحمل نفس الأفكار، ونفس العناصر؛ ونفس العلاقات المنطقية المتحكمة في النص المصدر، دون إدخال أو إضافة أفكار أو عناصر جديدة، ودون تصويب أو تعديل أو تعليق أو استنتاج ملتزما أقصى ما يمكن من الموضوعية والحياد.
- احترام نفس الترتيب والتسلسل المنطقي، والروابط التي تحكم النص الأصلي الذي وردت عليه أفكار النص المصدر.
- استخدام الأسلوب المناسب والموافق لأسلوب النص المصدر: فأسلوب المقال الاجتماعي لتلخيص المقال الاجتماعي ، وأسلوب مقال النقد الأدبي لتلخيص نص مقال في النقد الأدبي...و هكذا.
- عدم الاستدلال أو الاستشهاد على ما يدرج في النص الناتج بمقاطع من النص الأصلي.
- حجم النص الملخص –الناتج- لا يمكن أن يتعدى ربع ¼ كلمات النص المصدر وأن يكون سماويا له في المضمون.
- أن يكون التلخيص بلغة و أسلوب الإنسان المخلص الذي يتخلى ويحذف كل أشكال الإطناب والإسهاب وكل العلاقات المنطقية غير الإلزامية كالجمل التي تكون في النص الأصلي بغرض توسيع الفكرة أو وصفها أو تأييدها أو تبرير رفضها بأدلة متنوعة ، أو زيادة التعليل والتدليل، آو تفصيل ما جاء مجملا أو أي إطناب لفظي أو معنوي فضلة.
- لا يحق للملخص استعمال ألفاظ وتراكيب النص الأصلي إلا الكلمات المفتاحية التي يؤدي ذهابها إلى ضياع المعنى أو كانت مصطلحات لا تعوض فيحق له الاحتفاظ بها استعمالها في تلخيصه.
-الالتزام بالحجم المطلوب وعدم الزيادة عليه أو الإنقاص منه.
جـ- المراجعة والتصحيح- قراءة النص الناتج وتصحيح الأخطاء التركيبية والنحوية والصرفية ومقارنته بما فيه من أفكار ومعان بما ورد في النص المصدر وخاصة الفكرة العامة والأفكار الأساسية وترتيبها المنطقي وترابطها فإن استوعبها كان التلخيص موفقا.
بعض القواعد التي يأخذ في التلخيص بعين الاعتبار:
* لا حذف إلا بدليل
*المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد يحذفان معا أو يتركان معا والمفحم بينهما أجنبي.
* حذف ما لا معنى له أولى.
* الأصل في المعارف ألا توصف.
* إنما وضع الكلام لفائدة وما زاد عن الفائدة في التلخيص يحذف
.
الضيف حمراوي

الثلاثاء، 15 مايو 2012

الحياة كما أراها


الجهل ؛ المدعو "الفقر الأخلاقي" ، حين يغتصب ، أو يتزوج ، المسماة السلطة ، أو يجمع  تحته بينها ، وبين المسماة الثروة، ينجب الشر في أبشع  صوره ؛ حتى وإن طلق إحداهما أو فارقها.

الاثنين، 14 مايو 2012

الهدية


الهدية

وانطلق موكب العروس، الفقيرة بلا حدود، تحت زغاريد النسوة المعرسات الحادة المتحدية، تنتهك حرمة أذان الجارات المتطلعات من الزوايا والشقوق،

وتنهدات الجدات، و الأمهات النافثات في العقد، وفي صدورهن.

 آزرتها طلقات البارود ؛ تزرع الرعب في قلوب العذارى من سرعة هذا الزمن القاسي  ،وتدمي بأصابعها الجارحة كلوم العوانس ؛  الواهنات ؛ الجالسات خلف الأبواب الموصدة، في هذه  البيوت الفقيرة؛  المتهالكة الجدران  ، المدعومة  بظهور شبانها  المقوسة ،  الملفوفة  في أسمال تربة، مغبرة ، متسخة ،يضحكون في بلاهة  ، ساخرين من كل شيء ، يمتعون النظر بسعف الدوم الحاد ، وأكف التين الشوكي المستعدة ؛  والمتأهبة لصفع هذه الخدود المكدودة ؛  البلهاء ،بعيونها المتلصصة المترصدة.

علا صوت من هناك مصدره " الزقاي" تصحبه قهقات هأ هأ هأ  :

-   يا البكري؛أرأيتم هذه  البرذعة  التي يحملونها فرحين،هأ – هأ- هأ  ؟.

تجاوبت معها قهقهات ساخرة؛  انطلقت من أسس الجدران المتقابلة؛ سرعان ما انكمشت، حين استدار نحوهم فارس من الموكب، وقبل أن يتحدث الفارس، أخرج حصانُه لسانَه ؛ ثم قال  -على عادة الحيوان في فن القول-  بلغة ركيكة من وراء لجامه، وكأنه يمضغ كرة من اللبان:

  - إن كنتم تسخرون منها فهي قد غادرت؛ على كل حال،  و إن كنتم تسخرون منا ؛ فإنكم لن تدركوا مقدار غبائكم إلا حين تعرفون البغل الذي نأخذها إليه... !. ثم استدار منصرفا ؛ وقد أغنى صاحبه عناء الحديث.

وبعد سنوات عديدة عادت العروس ،  سيدة منعمة مع ابنها ؛ في سيارة فخمة رباعية الدفع،ملأى بالمئونة و الهدايا ،  لجبر نفوس العوانس ، فخرج الناس  مستطلعين يتساءلون؛  لزيارة  من جاءت هذه السيدة الثرية؟  وكلهم يتمنى لو تجعل بيته مقصدها. وكان من بين الهدايا التي تلقاها"الزقاي" برذعة جديدة.... وارتفعت قهقهات  هأ - هأ –هأ . .. 

الضيف حمراوي 14/5/2012


السبت، 12 مايو 2012

معنى الإبداع

 معنى الإبداع
               مر طفل على نحات يتأمل صخرة من "الغرانيت" ثم يلامس جوانبها بمطرقته فقال له : لماذا تريد تكسيرها ؛ ما الذي تبحث عنه
بداخلها ؟ا
          نظر النحات إلى وجه الطفل؛  وقال بلطف: اٍصبر بضعة أيام وستعرف.
          وبعد مرور عدة أيام رجع الطفل إلى مكان الصخرة ؛ ولم يجدها ، بل وجد تمثالا رائعا لحصان جميل مكانها ، فأعجب به إعجابا ، وظل واقفا ، مأخوذا  بروعة  التشكيل ،  يتأمله لفترة طويلة ، وعندما التفت وجد النحات يتملى ملامحه البريئة بكثير من الحب، ولكن الطفل لم ينتبه لمشاعر النحات،  بل بادره : إنه حقا حصان جميل ورائع ، ولكن  قل لي أيها السيد ، كيف عرفت أنه كان داخل الصخرة؟ا

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...