رائحة الخميرة
ما تبثه القنوات
التلفزية التي ظهرت في المدة الأخيرة
بموجب قانون تحرير المجال الإعلامي في تقاريرها، كقناتي النهار والشروق ،أو
تلك التي تبث مكالمات المواطنين من العواصم الغربية ، كقناة المغاربية ،يكشف حجم
الجريمة البشعة التي تسببت فيها القنوات الحكومية ، وفي مقدمتها القناة الأرضية ،التي عملت منذ
1978م ، على إخفاء الحقائق ، وتشويه الواقع بجميع مكوناته ، وتسطيح الفكر وإغراء الحكام على الإمعان في الضلال ، وتشجيعهم على التوغل في
مستنقعات الفساد والإفساد؛ وزرع الفرقة ، والضغائن ، والأحقاد بين الأجيال، والقطاعات المختلفة ؛ وتنمية الفقر والبطالة ، والنهب والسرقة ، والترويج لتجارة المخدرات واستهلاكها ، ودفع الشباب دفعا إلى مهاوي اليأس وأحضان الجريمة كالقتل ، والانتحار ،
والسطو ومختلف أنواع الموبقات والتي كانت في نفس الوقت
سترا واقيا لمافيــــــا البيرو قراطية الموبوءة و المريضة ، و التي غرزت مخالبها
وأنيابها المسمومة في مناصب الدولة على اختلافها واختلاف مستوياتها ، وجعلت منها مزارع استثمار عائلية وفئوية .
معظم هؤلاء الناس المسؤولين - مع
استثناء فئة قليلة جدا– الذين صنعتهم وسائل الإعلام الحكومية التعيسة من العدم ،وتسترت على جرائمهم البشعة
طوال هذه المدة ، عليهم أن يحاربوا وسائل الإعلام الحرة أو يدجنوها بسرعة ،أو
عليهم أن يستعدوا لمغادرة مناصبهم ، والتخلي عن استثمارهم في شقاء البشر ، أو يتحملوا
المسؤولية كاملة ومعهم " اليتيمة
البلهاء" وبناتها ؛ في حال ما إذا
أحترق الوطن مرة ثانية – نقول هذا الكلام رغم إدراك الجميع أن هذه الشريحة من المخلوقات لا خلاق لها ، ولا ضمير وتحميلها المسؤولية كتحميل الحمير مسؤولية إفساد العشب .