الجمعة، 20 أبريل 2012

رائحة الخميرة


رائحة الخميرة


ما تبثه القنوات التلفزية التي ظهرت في المدة الأخيرة  بموجب قانون تحرير المجال الإعلامي في تقاريرها، كقناتي النهار والشروق ،أو تلك التي تبث مكالمات المواطنين من العواصم الغربية ، كقناة المغاربية ،يكشف حجم الجريمة البشعة التي تسببت فيها القنوات الحكومية ،  وفي مقدمتها القناة الأرضية ،التي عملت منذ 1978م ، على إخفاء الحقائق ، وتشويه الواقع بجميع مكوناته ، وتسطيح الفكر  وإغراء الحكام  على الإمعان في الضلال ، وتشجيعهم على التوغل في مستنقعات  الفساد والإفساد؛ وزرع الفرقة ،  والضغائن ، والأحقاد بين الأجيال،  والقطاعات المختلفة ؛  وتنمية  الفقر والبطالة ، والنهب والسرقة ،  والترويج  لتجارة المخدرات  واستهلاكها ، ودفع الشباب دفعا إلى مهاوي اليأس  وأحضان الجريمة كالقتل ، والانتحار ، والسطو  ومختلف أنواع الموبقات  والتي كانت في نفس الوقت  سترا واقيا  لمافيــــــا البيرو قراطية  الموبوءة و المريضة ، و التي غرزت مخالبها وأنيابها  المسمومة في مناصب  الدولة على اختلافها واختلاف مستوياتها ، وجعلت منها مزارع استثمار عائلية وفئوية .
معظم هؤلاء الناس المسؤولين - مع استثناء فئة قليلة جدا– الذين صنعتهم وسائل الإعلام الحكومية التعيسة من العدم ،وتسترت على جرائمهم البشعة طوال هذه المدة ، عليهم أن يحاربوا وسائل الإعلام الحرة أو يدجنوها بسرعة ،أو عليهم أن يستعدوا لمغادرة مناصبهم ، والتخلي عن استثمارهم في شقاء البشر ،  أو يتحملوا المسؤولية كاملة ومعهم  " اليتيمة البلهاء" وبناتها ؛  في حال ما إذا أحترق الوطن مرة ثانية – نقول هذا الكلام رغم إدراك الجميع أن هذه الشريحة من المخلوقات  لا خلاق لها ،  ولا ضمير  وتحميلها المسؤولية  كتحميل  الحمير مسؤولية  إفساد العشب  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...