الأحد، 28 سبتمبر 2014

مأساة بصير



في اليوم الثالث والأخير من الزيارة ؛كان السيد بصير مصطحبا ضيفه ؛ قد تجولا في المدينة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، صعودا ونزولا ، وغاصا في أزقتها، وتفسحا في شوارعها ، وطافا ساحاتها ؛ وجلسا في مقاهيها ، وكان السيد بصير قد حرص على تقديم العديد من أقاربه ؛و أصدقائه؛ وأعيان مدينته لضيفه وأعز أصدقائه الحاج الساسي ؛ الذي كان بدوره حاضر الذهن ؛ يتفحص كل صوت يتلقاه ؛ وكل مشهد يقع عليه بصره بعين الناقد العارف، ولما حان موعد الوداع ،عانق الحاج الساسي مضيفه وقال بحزن يظلله الأسى: يا صديقي العزيز ؛لقد قمت نحوي بأكثر مما يجب ؛وهو ما يدعو للفخر والإعجاب ؛غير أن ما آلمني – مع اعتذاري مسبقا- هو أنك قد برهنت لي على أنك تسكن مدينة أنت أكبر منها بكثير؛ على شساعتها وكثرة قاطنيها.
نزلت على خدي السيد بصير دمعتان؛ سرعان ما غابتا في شعر ذقنه الذي جلله الشيب ، وصفر القطار...

الأحد، 7 سبتمبر 2014

شيوخ الأزهر



افتضاح شيوخ الأزهر.
 
تابعت في الفترة الأخيرة هجمة شرسة ، أثارتها زوبعة سببتها  القراءة الجهرية بصوت الشيخ محمد عبد الله نصر لما في نصوص صحيح البخاري وقد كشفت هذه الهجمة  مدى التردي  الفظيع الذي انحدرت إليه أخلاق نخبة من رجال الدين الأزهريين ومستوياتهم  العلمية .

فعلى المستوى الأخلاقي ، ومن حيث لغة  التواصل مع محاورهم : ألفاظا وعبارات  غلبت عليها التفاهة والسوقية ؛  و لم ترتفع أبدا عن لغة الخضارين والبلطجية  ، في الأسواق والحارات والشوارع  . تسلطية انتهازية فقد كان (العلماء الافاضل ) يطلبون  من مدير الحوار إسكات  محاورهم ؛   بعد عجزهم عن  مواجهته بأسلوب علمي ؛ موضوعي؛  منطقي ؛ متزن وهادئ ؛ وكالمألوف من عاداتهم ؛ دقو طبول الحرب وتنادوا للإغارة على هذا المتمرد الذي دل كلامه على وجود تفكير منهجي  محرم في دينهم ؛ يتفاعل داخل  جمجمته ، فالمنطق في عرفهم علم فلسفي ملعون ؛ يشي بوجود عقل  ، فهبوا في حملاتهم المغولية  القديمة ،واستهلوا حربهم بمبدئهم المعروف ،ابدأهم بالصراخ يفروا : الشتم والتهجم والتهديد والوعيد والتحقير ، وما إليها من لغة
الحمير المربوطة في ردهات الدير.


كما  غلب على ردودهم الكذب والتكذيب، بشكل ينم عن جهل فظيع بمواد تخصصهم نفسها، بالإضافة إلى المراوغة والحيدة المقصودة عن صلب الموضوع ،"السيد الله" أو "السيد هو الله وحده" ليس حديثا عندهم ، والتردي تعني  في معاجمهم النزول من أعلى ، ولا تعني السقوط المميت من شاهق، كما ذهب إليه الدكتور الجاهل الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف ومن سانده في الحملة التتارية، كالدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع  البحوث الإسلامية وعميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر و  خالد الجندي المهذار كبير المدلسين المراوغين ،وأعداء الأمانة العلمية ونظرائهم من شيوخ الوهابية وأتباع ابن تيمية . في السعودية وبيشاور

 

وعلى المستوى الموضوعى عجزت" أمة الأزهر" التي هدرت في ردها على أسئلة الشيخ محمد عبد الله نصر هديرا جعجع لمدة طويلة دون فائدة ،مع محاولات يائسة في لي معاني الألفاظ ، وإخراجها عن سياقاتها ، وكأن رواية حديث التردي كان الغرض منها أن تخبرنا ان الرسول كان حين فتر عنه نزول الوحي فترة يصعد إلى رؤوس الجبال كي ينزل منها  ، فهل قول البخاري " حديث 6581 ... كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ..." . وفي هامش الكتاب في شرح الالفاظ (يتردى : يسقط نفسه ).
 فكيف أصبحتم دكاترة وأنتم عاجزون عن شرح كلمة لا يعجز عنها طالب عادي في متوسطة ، فلو سئل في مثلها لربطها بالردى أي الموت ، أو بالرداءة يعني الأمر الساقط .؟؟؟.

ولنفترض أنه غم عليكم  في المسألة بسبب ارتفاع ضغط الدم لديكم بتأثير السمنة، فلم يهتد أي منكم أنتم الثلاثة الأفاضل الحفاظ  إلى اكتشاف معنى هذه الكلمة الغريبة التي لا عهد لكم بها:،ألم يسبق ولو لواحد منكم أن قرأ حديثا آخر عن التردي  كشرح حديث التردي في "فتح الباري  في شرح صحيح البخاري  لابن حجر العسقلاني مثلا "... مَكَثَ أَيَّامًا بَعْدَ مَجِيءِ الْوَحْيِ لَا يَرَى جِبْرِيلَ فَحَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا حَتَّى كَان يَغْدُو إِلَى ثَبِيرٍ مَرَّةً وَإِلَى حِرَاءٍ أُخْرَى يُرِيدُ أَنْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ" .ج12 ص360

 ومما ورد فيه لفظ  التردي بهذا المعنى  في حديث آخر ما  أورده عبد الرزاق  في مصنفه  في باب الشهيد (9572) ،  وأورده ابن حجر في فتح الباري   مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَنَّ مَنْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوس الْجِبَالِ وَتَأْكُلُهُ السِّبَاعُ وَيَغْرَقُ فِي الْبِحَارِ لَشَهِيدٌ عِنْدَ اللَّهِ  ج 6 ص44.

 فهل تجد معنى التردي كما يبين من الحديث هنا النزول من الجبل، أيها العالم الذي لا نظير له؟.

وهل هناك استخفاف بالأمة أكثر من أن يتصدى للدفاع عن مقدساتها من لا يفهم معاني الكلمات مفردة ومركبة؟ .

 وهل كنتم تعبثون ثلاثتكم  في وجه الأمة  ، وفي وجه محاوركم الذي تكأكاتم عليه ، لأنك يا نموذج النخبة الأزهرية  فسرت لرفيقيك ومن ذهب مذهبك في الفهم  بأن التردي تعني النزول من الجبل ، وعليه وبالجمع بين شرحك الألمعي للتردي  ومنطوق حديث بن مسعود   يغدو عند أتبا عباقرة  الأزهر كل من صعد جبلا لينزل منه  شهيد إذا كان محظوظا وأكلته الأسود، وعملا به قمتم ثلاثتكم قبل المجيء إلى الحصة  بالصعود إلى جبل المقطم ونزلتم  فضمنتم نيل الشهادة عند الله ، ولفضلكم على العالمين في الفهم والتفهيم  بدون أن تأكلكم الأسود  وعليه كنتم تفعلون ما يحلو لكم لأنكم عند الله شهداء.؟.

كل هذا وتكثرون على الرجل أنه لم يهتد إلى الجواب عن مكان وجود آية فاجأته بالسؤال عنها؟ و أدنى فضائله التي يتقدم بها عليكم جميها أنه صادق مع نفسه ومع سامعيه ، و أنه حين يهتدي إليها بوسعه أن يفهم معناها لأنه يعرف المعاني الصحيحة لمفردات العربية أما أنت  فلا.

ورغم أن  الأسئلة واضحة ، محددة ، دقيقة، تكفي الإجابة عنها بنعم أو لا في ثانية ؛ ليمكن الانتقال  بعدها إلى مناقشة ما يترتب عليها ، إلا أن أشهر دكاترة الأزهر وتغطية لجهلهم وعجزهم عن مواجهة الإشكالية ، راحوا يسألون الشيخ محمد عبد الله نصر ، عن وظيفته ، وشهاداته ، وهل سبق له الانتساب إلى الأزهر، وإعلام المشاهدين بأنه ليس خطيب عندهم ،  وكأن العلم من محتويات وزارة الأوقاف المصرية ومباحة لهم مباحة للمتنفذين فيها وحدهم  دون سواهم ومن وطأها بدون إذن منهم لص وكافر، وقد بلغ السقوط الحضيض حين سأل (الدكتور) الجاهل الشيخ صبري عبادة عند محاوره "من أين تأكل ؟" . ثم تحداه  أن يذكر في أي سورة  وردت الآية :وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً [الفرقان : 8]


فهل هذا سؤال يصدر من دكتور؟ والجواب: يأكل من فضل الله الذي قدر له رزقه ،  فهل لديك اعتراض على الله يا خريج الأزهر الذي يملك أصول العلم ؟. و عن سؤالك الثاني فجوابك هو ، ما هي فائدة من يحفظ  ما لا يفهم  مثلك ؟ ، ولا يفرق بين تردى ، ونزل  ويصبح دكتورا ووكيل وزارة أو وزيرا؟. ثم ألم تحفظ في محفوظاتك يا (فضيلة الدكتور) أنه سبق القول عند العقلاء قاطبة أن"ليس العالم الذي إذا سئل أجاب ، إنما العالم الّذي إذا نظر أصاب" فما الجدوى  من حافظ معدوم النظر. وهل أنت وأمثالك أحفظ من الكمبيوتر؟ أم أنك تعرض نفسك كنموذج للتخلف الذي  طغى وسيطر على المناصب الحساسة في الوطن العربي والإسلامي ،فسمم الحيا العامة، و أفرز جماعات الإخوان بشتى ألوانها  ،وعصابات الإرهاب الفكري والسياسي والإجرامي، وكداعش والقاعدة والنصرة .... وما شابه.
 وعوض أن يردعك وزيرك  محمد مختار جمعة وزير الأوقاف حين اتصاله بالحصة ؛ويحثك على رفع مستوى الردود للتقليل من حجم الفضيحة المعلنة على الملأ ، سايرك بل كان أظلم و أفحش منك، ولا عجب فالطيور على أشكالها تقع ، وعلى مثل هذا الحال دام النقاش حتى النهاية مما يدل على الخواء العلمي والسفاهة والتفاهة المحمية بالسلطة المتواطئة ، وفي المقابل  كأنه ثبت لديهم يقينا أن البخاري تخرج من الأزهر ، وكان دكتورا لا مثيل له في التحقيق والتدقيق.
 
وعلى المستوى السلوكي كشف حديث غلمان الأزهر عن  جماعة داعشية متدكترة تتبناها الأنظمة المصرية بكافة طبقاتها وتوالي تقلباتها لترعب بها من  توسمت فيهم سمات التفكير المنطقي ، ليتسنى لها الاستمرار في استعمال الأزهر كشريك في الحكم والسمسرة.


وتدخلات هؤلاء البلطجية تعكس بالإضافة إلى تفاهة وخطر المستوى المتدني الذي بلغه  المستوى التعليمي في الأزهر , أن الشهادة في الأزهر تمنح للعقول المتحجرة والتافهة  والألسنة البذيئة، والوجوه التي لا تستحي أي هي شهادات وراءها بقشيش.يدافع حاملوها عن جواز الاستنجاء بالتوراة والإنجيل ، وعن جواز قتل غير المسلمين وأكل لحومهم ، ويدرسونها لطلبة الثانوية العامة بالأزهر، وقد سبق أن . نبهت في هذه المدونة قبل عام مضى -نحن والعالم-4  إلى بشاعة هؤلاء الشيوخ (العلماء)  وما يفعلونه   وإلى ضرورة أن تنتبه الشعوب العربية إلى حقيقة أن  علماء "الأزهر الشريف" يمثلون جذور الإرهاب وبذوره بما يدرسونه ويدافعون عنه - ومن
. ومن حسن الحظ -بغباء تأباه البهم في البراري
    ويشرفني أن أحيي بحرارة العالم الشيخ محمد عبد الله نصر الذي صمد في وجه الجهل المتغطرس، ورفض أن يجعل الرسول ضحية للبخاري كما يريد أن يجمع عليه (غلمان الأزهر)،  و لكنه في المقابل عمل جاهدا كي يضحي بالبخاري دفاعا عن الرسول.
  لكن النقاش العلمي لا ينبغي أن يقف هنا ؛وينبغي أن يبلغ مداه ، والسؤال كما تفترضه الروح العلمية هو : ماذا لو كانت كل الأحاديث المذكورة في البخاري ودار حولها الخصام صحيحة صحة قطعية ، والبخاري نقلها ، لأن الرسول أتاها أقوالا وأفعالا ،  من حديث التردي  حتى قصة الغرانيق ، أو كقصة رجم القرود للقردة الزانية... ، وهو ما تعتقده داعش بأجنحتها وألوانها الخادعة  وكل من يعتاش من الحرابة دفاعا عن الدين ومن ضمنهم  مهاجمي الشيخ ، لأن من أركان الدين عندهم تعطيل العقل؟
مما سيجعل الشيخ محمد عبد الله نصر في ورطة أكبر وأخطر .
ماذا سيكون موقف محمد عبد الله نصر عندئذ؟ وهو المهم عندي وتهمني معرفته، دون أي اعتبار لمهاجميه الذين لا يشملهم حتى التكليف الشرعي ،ناهيك عن السؤال لأن من شروط التكليف العقل وهو معدوم عندهم.





 


 

 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...