الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

Le romantisme الرومانسية


الرومانسية Romantisme
تعريف الرومانسية:
 
       مجموعة من الحركات الفنية والأدبية ظهرت في أوروبا في بداية القرن التاسع عشر على قاعدة الرفض الكلي لكل ما قدسته الكلاسيكية وتقديس كل ما رفضته.فالرومانسية مذهب فني أدبي ونقدي تشكل بفضل جهود الرومانسيين كما عكستها أعمالهم ؛ وتجسدت فيها ثورة روح شمال أوروبا على عقل جنوبها الصارم، ولم تتضح حدود الرومانسية كمذهب متميز إلا بعد مخاض طويل استمر نصف قرن من الجهد حتى اتضحت معالمه وتحددت مع النصف الأول من القرن التاسع عشر  .
ظهور المذهب الرومانسي.
ظهرت بوادر المذهب الرومانسي أول ما ظهرت في انجلترا مع الشاعر الانجليزي يونج(E.young 1683-1765 ) في ديوان أشعاره "الليالي " ثم مع الأديب الإنجليزي صمويل ريشاردسون؛ ثم شاعت في انجلترا وانتقلت منها إلى ألمانيا فكان من روادها هناك مجموعة من الشعراء والكتاب أشهرهم شيلر،وجوته الذي اشتهر بفضل كتابه "آلام فرتر" و الذي أحدث ضجة في أوروبا وتهافت عليه القراء والدارسون.خصائص المذهب الرومانسي: 
المبدأ العام الذي قامت عليه الرومانسية  ؛ هو رفض كل ما هو كلاسيكي ؛  والثورة على جميع القيود الفنية المتوارثة من الآداب الإغريقية،  واللاتينية . فقد غلبت على الرومانسيين نزعة التمرد على هذه القيود التي التزمها الكلاسيكيون، فدعوا إلى التخلص من كل ما يكبل الملكات، ويقيد الفن والأدب، ويجعلهما تقليدا جامدا لما اتخذه اليونان واللاتين من أصول:
 - 1
إبعاد العقل عن كل نشاط له علاقة بالفن ؛  إبداعا ؛ وتذوقا.

 - 2تقديس الحرية الفردية: لتنطلق العبقرية البشرية على سجيتها دون ضابط لها ؛ سوى هدي السليقة والإحساس الطبيعي للفرد، .فتمجيد الحرية الفردية والدعوة إلى التحرر ،  هي غاية الإنسان ، وهي من أهم مقومات الحياة الإنسانية ، ومن أهم عناصر القوة في الشعر ، وأهم مصادر الإبداع
 

 - 3تمجيد العاطفة والخيال :جاءت الرومانسية لتشيد بأدب العاطفة ؛ والحزن  ؛ والألم ؛والخيال ؛ والتمرد الوجداني، والفرار من الواقع، والتخلص من غرور العقل صرامته.

 - 4العودة إلى الأصول: وهي عندهم الأغاني و الأشعار الشعبية  ،وألوان الفلكلور المحلية؛  بكل ما تحمله من بساطة و طيبة؛ وعفوية؛ وسذاجة وبراءة ؛ وطهر ونقاء.

 - 5
تقديس الطبيعة ، فلدى الرومانسيين وفي مذهبهم  كل ما هو طبيعي حقيقي وجميل وطاهر  بالضرورة، وسعادة الإنسان في الفرار إلى أحضان الطبيعة ، و مناجاتها ، والتغني بجمالها وكرمها والتعلم منها ، فهى الأم الأولى التي تمنح دون من ، والمدرسة الأولى .يتعلم فيها الإنسان من المهد إلى اللحد
 
6- الدعوة إلى الشعر الغنائي الوجداني الحر؛ الذي يعبر عن شخصية صاحبه بصدق ؛ فيعكس أحاسيسه ومشاعره.

- 7
الاهتمام بالمواضيع المستمدة من معاناة الطبقات الضعيفة ؛ والمهمشة ؛ وتحسس آلامها وأحزانها ، وأفراحها وآمالها والتعبير عن تطلعاتها. بصدق وعفوية

8- التنويع في الإيقاع ،وتوزيعه على المقاطع ،واستخدام الأوزان والقوافي بحرية في القصيدة الواحدة ، والخروج على القواعد والضوابط الكلاسيكية الموروثة الجامدة من مميزات القصيدة الرومانسية.
9- النزعة الإنسانية :  ترى الرومانسية النزعة الإنسانية كموقف فلسفي وفني  يجب أن يضع الإنسان والقيم الإنسانية فوق كل القيم الأخرى  باعتباره قيمة في ذاته ، وهو الذي يمنح كل  عناصر وأشياء الكون الأخرى قيمتها.
 
 10- استعمال الرمز في الشعر ، باعتباره حاملا للكثير من القيم والمعاني ، ومشحون بالعواطف والمشاعر بشكل مكثف ، يغني عن الكثير من القول.

11- الوحدة العضوية : فالنص الشعري وحدة عضوية ، وكيان مستقل متماسك ، سر مضمونه في لغته وبنيتها ، وسرجمال شكله في احتضان اللغة للفكرة أو الشعور وهو ينمو متغذيا من تناسق الكلمات والجمل واتساقها في تلاؤم وعفوية.
 12- بساطة اللغة: الابتعاد عن اللغة المستمدة من المعاجم والكتب القديمة والتراكيب المصنوعة ؛ والجنوح إلى اللغة البسيطة المستمدة من حياة الناس اليومية والمتداولة بينهم؛ الواضحة المفهومة و الخالية من التكلف.
       ومن كبار شعراء الرومانسية:[ فيكتور هيجو، V.Hugo ] و لفريد دي موسيه- Alfred de Musset ]. و [ألفونس لامارتين   Alphonse de Lamartine ]
و[ وليام وورد زوورث-  William Wordsworth]  و[كولردج- Samuel Taylor Coleridge] و [ وبايرون- George Gordon Byron.] و [ وشيلي-Percy Bysshe Shelley ]  و[كيتس- John Keats. ]
هذه هي الرومانسية التي سيطرت على الآداب الأوروبية ردحا من الزمن، وكان لابد لها أن تنهار وتسقط في خضم المذاهب الناشئة كما حدث ـ تماماً ـ للكلاسيكية قبلها.ومن أقطاب المذهب الرومانسي في انجلترا وردز ورث؛ ووكولوريدج و كيتس وبايرون وشيلي . وفي ألمانيا الإخوة جريم Grimm ؛ وجون بول ريختر ، وجوتة goeuth وشيلر؛ في فرنسا ؛ شاتوبريان ؛ وفيكتور هيجو ، ولامارتين .       وقد استمرت الرومانسية في أوروبا؛ هي الإطار والموجه والطابع الغالب على الإنتاج الفني عموما ، والأدبي على وجه الخصوص؛ طوال النصف الأول من القرن لتاسع عشر حتى سنة 1843م ، التاريخ الذي بدأت تظهر فيه الميول تتجه  نحو مذهب جديد هو المذهب الواقعي.الرومانسية في الأدب العربي الحديث:       ترك المذهب الرومانسي آثارا عميقة في الأدب العربي الحديث ، ولهذا الـتأثير سببان هما:أ-الحاجة إلى التجديد والتي فرضت نفسها بقوة على الحياة : السياسية؛  والفكرية ؛ والأدبية بين الحربين العالميتين.
ب- كون المذهب الرومانسي كان يشكل الملاذ الوحيد الذي وجد فيه الشعراء والأدباء آنذاك إطارا يعبرون من خلاله عما يضطرب في صدورهم ؛  ويختلج في جوانحهم ؛ من رغبة في دفع مظالم الاستعمار ؛  والاستبداد ؛ والثورة على القهر والحرمان ؛ و ألتوق إلى الحرية ؛ في عالم يسوده العدل والمساواة.
ظهور الرومانسية في الأدب العربي :
         دخلت الرومانسية إلى الأدب العربي على شكل مذهب نقدي؛ نظري . بفضل كتابين نقديين أولهما أصدره عباس محمود العقاد ؛ وإبراهيم عبد القادر المازني سنة 1921م تحت عنوان "الديوان" والكتاب الثاني أصدره ميخائيل نعيمة تحت عنوان " الغربال" سنة 1922م .        ثم تأسست جمعيات ؛ ومدارس للأدباء؛  والمبدعين في ظل المذهب الرومانسي أهمها.

التيـــــار الغــــــــــــــــربي  .

 

 - الرابطة القلمية (1931-1920 م):


 تأسست بمدينة نيويورك ؛ بالولايات المتحدة الأمريكية ؛ ومن أشهر أعضائها الشاعر الكاتب؛  جبران خليل جبران ؛ والأديب الناقد


ميخائيل نعيمة؛ إلى جانب عدة شعراء آخرين في المهجر.


العصبة الأندلسية: (1933-1953). تأسست على يد الأدباء المهاجرين من  الشام :السوريين واللبنانيين غلى أمريكا الجنوبية والبرازيل على وجه الخصوص ، وقد تأسست العصبة في مدينة سان باولو برئاسة الشاعر ميشال معلوف وكانت تسعى كما توحي به تسميتها إلى تقليد الشعر العربي  القديم والأندلسي على وجه الخصوص وبذلك فهي تنضاف إلى مدرسة البعث والإحياء ضد الرومنسية. وقد عرف إنتاج  الجمعيتين  : الرابطة والعصبة، بالأدب المهجري.وقد عرف أنتاج أعضائها بالأدب المهجري.
 
 
 
التيار الشرقي  المحلي وتمثله -:
مدرسة الديوان، (1921م) : تأسست بمصر ممثلة في زعمائها الثلاثة: عباس محمود العقاد، وعبد القادر المازني ، وعبدا لرحمن شكري  ، وهي مدرسة قامت على الجمع بين النقد النظري ،  والإبداع الفني. وقد بث أعضاؤها روحا جديدة في الشعر العربي؛  متمثلين الأدب الرومانسي الإنجليزي .ورغم اتفاق المدرستين ؛ من حيث الجوهر في الدعوة إلى التجديد ؛ إلا أن بينهما فوارق أبرزها : أن المهجريين يبالغون في ذكر ا لطبيعة ؛ والدعوة إلى الاندماج فيها؛  ويغالون في ذكر الأوطان.  بينما يتساهلون في الدقة اللغوية ؛ ولا يتحرون في مراعاة القواعد النحوية؛  والصرفية .
بينما تركز مدرسة الديوان؛  على القهر الذي يرزح تحته المواطن العربي ؛  في وطنه ؛ والمسلط عليه من قبل الأنظمة الاستبدادية ؛  والاستعمار الغربي والعادات المتحجرة ،وتتشدد في اللغة دون إفراط منفر، وتراعي مقتضياتها في التراكيب ، وبناء الجمل،  وتشكيل النصوص.
مدرسة أبولو ، أو جمعية أبوللو للشعر،. (1932م-1953م).
أسسها كل من أحمد زكي ، وأحمد شوقي الذي تولى رئاستها ؛ وخليل مطران. والمشهور أن هذه الجماعة ضمت تحت لوائها اتجاهات مختلفة؛  مع غلبة الطابع الرومانسي ؛  كما أن أعضاءها والمنتمين إليها كانوا من أقطار عربية مختلفة.وقد نصبت من نفسها مدافعا عن الطبقات الفقيرة ،  والمسحوقة والمهمشة، فحاربت الظلم الفردي والاجتماعي ؛ وتصدت للاستعمار الخارجي؛  وحرضت الشعوب على الثورة في وجهه ؛ و محاربته؛  ودفعه بكل السبل و الوسائل؛  كما دعت إلى التصدي للاستبداد ؛ والفساد السياسي؛  في الداخل وحثت على العدل في إتاحة الفرص أمام الجميع ؛ دون تمييز عرقـــــي أو طبقي.ومن الفنون و الأنواع الأدبية التي اتخذتها الرومانسية العربية قنوات للتعبير: الرواية والشعر، الغنائي الوجداني، وتنتمي روايات يوسف السباعي؛ وإحسان عبد القدوس؛ وعبد الحليم عبد الله إلى الرومانسية.
ومن الشعر الرومانسي الشعر المهجري، وأشعار جماعة أبوللو وأشعار أبي القاسم الشابي بينما حمل مفدي زكريا لواء الرومانسية الثورية بكل جدارة. 
ومن شعراء الرومانسية في مصر:  خليل مطران، و الدكتور إبراهيم ناجي، صاحب دواوين: الطائر الجريح، وليالي القاهرة، ووراء الغمام، وعلي محمود طه في الملاح التائه، وصالح جودت، ، وفي الشام عمر أبو ريشة، وميخائيل نعيمة ؛ وإيليا أبو ماضي.
الخصائص العامة للمذهب الرومنسي العربي
 
-         الجمع بين الثقافة العربية والإنجليزية.
-         الذاتية فالشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وهو تعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من التأملات الفكرية والفلسفية.
-         الدفاع عن الطبقات المسحوقة والمهمشة والتعبير عن آمالها وآلامها
-         غلبة العاطفة والخيال على الإبداع شعرا ونثرا لفضلهما على العقل والواقع.
-         غلبة مسحة الحزن والألم والتشاؤم واليأس على إنتاجهم الشعري والنثري، وقصص الحب الحزينة التي تنتهي دائما بالفراق المأساوي أو الموت.
-          الفرار إلى أحضان الطبيعة والتغني بجمالها والبكاء بين أحضانها واستعمال عناصرها في التعبير.
-         الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع، ووحدة الجو النفسي ؛ بحيث لا يكون البيت وحدة القصيدة، بل القصيدة  وحدة متماسكة في موضوع واحد، فلا تتعدد الأغراض، ولا تتنافى الأجزاء، بل تأتلف (تتجمع) تحت عنوان للقصيدة، فلا يجوز حذف بيت منها أو نقله من موضعه ؛ لأن ذلك يخل بها.
-         المثالية التطلع إلى المثل العليا والطموح.
-         التأمل في الكون والتعمق في أسـرار الوجـود.
-         الصدق في التعبير عن الذات الفردية والجماعية  والبعد عن المبالغات.
-         التجديد في الموضوعات غير المألوفة في الشعر القديم كشرطي المرور، والفلاح، والممرض  وبائعة الورد.
-         استخدام لغة العصر المتمثلة في الألفاظ المألوفة المتداولة والتراكيب المستقيمة الخالية من التعقيد.
-         عدم الاهتمام بوحدة الوزن والقافية منعاً للملل والدعوة إلى الشعر المرسل
-         الاهتمام بوضع عنوان دال للقصيدة كباب يؤدي ألى الولوج إلى مضامينها ووضع عنوان للديوان ليدل علي الإطار العام الذي يؤطر  تفاعل وحركية محتوياته.
-         استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال.
 
 
 

 

 



 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...