الأحد، 28 فبراير 2016

ألفاظ آرامية سريانية في لغتنا الفصحى والعامية



كلمة "أبُ" رسمها السرياني"أبُا"  الألف في السريانية تقرأ هنا مدا للضمة ، ولهذه الكلمة معنيان في السريانية :1- أب أي والد، وأنبا أي رئيس دير ،رجل دين .
2- ثمرة ،ثمر، ثمار ، منتوج يفيد.
 وقد كونت بمعناها الأول  بؤرة تجمعت حولها خلافات وتكهنات في المناقشات اللغوية والفقهية وأثيرت بشأنها شبهات حين دمجت مع مقطع ثان، وتشكل منهما اسم العلم المعروف بمختلف صوره في معظم لغات العالم " ابراهيم" Abraham-Abram-Ibraham-Ibrahim.. أبراهام ؛ أبرام، أبراهم ، أبراهيم . وتعود هذه الخلافات إلى:


  •  أولا : الحرف الأول في هذا الاسم ليس همزة وصل ؛ بل هو حرف أصلي ، وركن في الكلمة أبُ ،وحذف هذه الهمزة أو تحويلها أو تعويضها  بهمزة وصل يدمر المعنى تماما. وهو ما نفعله أحيانا في الدارجة حين نقول : بْرَاهيم بادئين بباء ساكنة.
  • ثانيا : هذه الكلمة أصبحت اسم علم لأب الأنبياء وأب اليهود والعرب ،ثم لذريته من بعده ، تكتب بالصيغ الأربعة  السابقة ؛ وكتبت بالصيغة الأولى والثانية عند اليهود والمسيحيين وبها انتشرت في كل اللغات الغربية ، وكتبت بالصيغة الثالثة والرابعة  في القرآن ،فرسمت 53 مرة في سورة البقرة إبراهم بدون ياء بين الهاء والميم ، وكتبت في باقي الآيات والسورالأخرى  ( إبراهيم) بهمزة مكسورة وياء بين الهاء والميم.
  • ثالثا :عُدَّ هذا الاسم أسما أعجميا  ؛ ومُنع من الصرف لهذه السبب عند علماء العربية وفقهائها ، وهو موقف صدمني وصعب على قبوله حتى الآن ، فإذا كان إبراهيم هو جد العرب والد أبيهم اسماعيل فكيف يكون اسم الجد  واسم الأب أعجميين باسمين أعجميين وتكون  ذريتهم ونسلهم  عربا و ليسوا بأعاجم ، وقد قرأت الكثير من التبريرات اللامعقولة لهذا الطرح ورأيتها  مجرد تخريجات لا تقنع.
رابعا : أن هذا الاسم قد أثار بين  المسلمين ؛ وبين خصومهم  الطاعنين في القرآن شبهات ولغطا ، فالمسلمون يرون أن العبرانيين قد حرفوا اسم الجد المشترك  إلى أبراهام ، أو أبرام ،بينما يرى المشككون من غير العرب أن العرب  ، قد حرفوا الاسم وهم أنفسهم  كانوا ومازالوا مختلفين في وكتابته  وقراءته ، يتناقضون في ذلك - حسب زعمهم- حتى في القرآن كتابهم  المقدس .
 ولهذه الأسباب كان ينبغى البحث في اللغة الأصلية التي تشكل في حضنها هذا الاسم وهي اللغة  الكلدانية الآرامية لغة سيدنا وأبينا  أبراهيم عليه السلام وكيف تطور.


وبالعودة إلى تحليل هذا الاسم ، نجد أنه مركب من مقطعين؛ كل منهما كلمة قائمة بذاتها ، المقطع الأول "أبُ" المعنى الأول أي الوالد للكلمة الآرامية السريانية (أبُا) سواء أكانت الأبوة البيولوجية أو الروحية أو هما معا ، والمقطع الثاني هو صيغ مشتقة من مصدر الكلمة الآرامية السريانية ألأخرى ذات المادة "رحم" "رحمت" أو "رحمة" التي تعني الرفق ، الحلم ، الشفقة ، غفران؛ المحبة ،  و الصيغ المشتقة والمستعملة في تركيب الاسم  هي تلك المعروفة في اللغات السامية المنبثقة عن الآرامية إي السريانية بشقيها الغربي والشرقي ،والعبرية ،والنبطية العربية والمتمثلة هنا في :1- صيغة مبالغة رحّام (رحوم) على وزن فعّال؛فعول.2- وصيغة اسم الفاعل راحم على وزن فاعل. 3- وصيغة الصفة المشبهة رحيم على وزن فعيل "في عبرية العهد القديم"، ثم  العربية , ومن الاسم أب ، وصيغة المبالغة؛ جاءت أبُ رحام  عند غير العرب، ومن  الاسم أب ، واسم الفاعل؛ جاء أبُ راحم ، ومن الاسم أب،  وصيغة  الصفة المشبهة ؛ جاء أبُ رحيم ؛عند العرب :
ويكَوّن هذا التركيب في السريانية جملة اسمية مفيدة من المبتدإ : أب ؛ ومن ثلاثة صيغ تخبر عنه وتصفه بالصفات التي عرف بها  : رحام ، وراحم ، ورحيم  ، وهي جمل تامة ، دمج فيها المبتدأ مع خبره  الذي لفظت فيه الحاء هاء؛  فصارت مع صيغة المبالغة: أبراهام ، وصارت معه هاء غير ملفوظه فصارت أبرام ، وصارت مع اسم الفاعل هاء ملفوظة أبراهم ، ومع الصفة المشبهة أبراهيم . وكل هذه الصيغ مدح بها سيدنا إبراهيم  ووجود إحداهن لا تلغي الأخريات بل تعززها وتؤكدها ، وبالتالي فهي كما وردت في التوراة والإنجيل أبراهام وأبرام  صحيحة ، وكما وردت في سورة البقرة  أبراهم صحيحة ؛  وكما وردت في السور الأخرى أبراهيم صحيحة فهو أب رحام ؛ راحم ؛ رحيم ، وكل  الشبهات المثارة هي شبهات متولدة عن عدم فهم بنية لاسم ومعاني مكونات هذه البنية .


 أما إذا أردنا إعراب الجملة التي ركب منها الاسم ، وصيغ منها اسم العلم المركب هذا ، والذي منع من الصرف ليس للعجمة والعَلمية ، ولكن  للعَلمية والتركيب بمختلف  صوره التي تتعدد ولكنها  تدل على ذات موصوفة واحدة لتنوع صفاتها : فنقول : أب : خبر لمبتدإ محذوف تقديره هذا أو هو ، ورحام ، وراحم  أو رحيم نعت تابع لمنعوتة في الرفع. هذا بشرط أن يتخلى العرب عن انحرافهم الذي تعودوا عليه في نطق الهمزة الأصلية  في أب (أبُا) مكسورة .
المعنى الثاني لكلمة :"أبُ" وتكتب أيضا " أبُا" في معناها السرياني هي : ثمرة ، ثمر ، وثمار؛ وتطلق على حمل ومنتوج الشجر ؛ وباقي المزروعات والنباتات  التي يستفيد منها الإنسان بطريقة مباشرة ، وغير مباشرة ، وقد أثارت بدورها نقاشات حول معناها في الآية " فاكهة وأبَّا"عبس 31 . لأنها رسمت باللفظ السرياني والمعنى السرياني ،  وبدأت النقاشات  مع قول منسوب لأبي  بكر حين سئل عن قوله تعالى : ( وفاكهة وأبا  ) . فقال: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم " .وقول آخر منسوب لعمر بن الخطاب في نفس المنحى :" هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ؟ ثم قال : مه نهينا عن التكلف " .
وذهبت الآراء في تفسيرها مذاهب شتى. فقيل: أن الفاكهة معروفة وهي كل ما أكل رطبا، أما شرح كلمة " أبّا" فتضاربت حولها الآراء تحت تأثير قولي أبي بكر وعمر بن الخطاب، رغم أن معناها واضح جلي  أدركه الشراح لكن بعضهم تكلف فضل ، وهي" فاكهة وثمارا "على اختلاف أصنافها ، وفي الآية انتقال من الخاص إلى العام. والآية التالية "متاعا لكم ولأنعامكم " عبس32  و طبيعى ألا تحصل المتعة والاستمتاع  بهذه الثمار  إلا بتنوعها  واستوائها ونضوجها فاكهة وثمارا  وهي آية تزيد ما قبلها توضيحا وتجليه.
الدالية: كلمة أصلها سريانية وهي شجيرة الكرمة  ؛والدوالي عنب أسود غير حالك.



دان :حَكَمَ  فعل أصله سرياني، والدين بتشديد الدال وكسره  يوم الحشر والحساب ، والديان :الله المحاسب؛ وتأتي أيضا بمعنى القاضي. الآسي : الطبيب .تاجُ : كلمة سريانية الأصل إكليل  وهو بهذا المعنى في سفر أيوب وفي مزامير داوود ،أما التاج باللغة العبرية فهو وزان البناء ؛ ومن الكلمات السريانية المستعملة عندنا بكثرة  نجد: ذهب وهي أرامية سريانية ينطق ويكتب فيها الذال زايا  كاللهجة المصرية ،  وزيت ، يوم ،أسبوع ، شهر، ريح .أسماء الأعضاء :عين ،سمع ، صبع ،فَمُ، شفة، سنُّ ،ضرس، ناب ،جبين ؛ حاجب، شعر ، ذقن، كتف ، يد ، خنصر ، بنصر، ظفر،ذراع ، ضلع ؛ سرة ،كرش أي : بطن، معدة .معي أي: أمعاء .لب أي: قلب.دم :حياة ،عصارة، ماء الحياة . فيل ،عزبة أي مزرعة .،بورُ ما بارمن الأرض فلم يفلح ولم يعمر. تبن: التبن ،القش  أي عشب أو زرع مدروس مهروس .القش :بالسريانية ما يكنس من غبار البيت . تبان:سروال قصير.زنار:حزام  كتاب، كتَب ،يكتب . حاشا  وتكتب في السريانية بحاء فسين (حس) ولكنها تنطق حاشا (حس)   يلفظ السين شينا مع مد فتحتي  الحرفين بالنطق العربي ؛ وضم الحرف الأخير مع مده بالواو (حشو) في السريانية عند من حافظ على النطق السرياني ،ولهذا السبب تجد القراء في القراءات القرآنية يختلفون في كتابتها ، وفي تصنيفها وهل هي اسم أم فعل أم حرف ؟ وفي معناها  مع اتفاقهم في نطقها (حاشا) كما سُمعت في كلام الجاهليين  عن سواد القراء ، وهناك من يقرأها حشُ .افتقد :طلب الشيء عند غيبته . جَبَلَ : خلق أ أبدع، صاغ، عجن ،شكل .لَمَّد:تستعمل  في الدرجة بكثرة ،ومعناها :جمع وضم .  لسان أي لغة مع الميل بالسين نحو الشين وضم النون في النطق ؛ ونجد لام الملكية وكاف الخطاب وهاء الغائب والغائبة ، لي ،لك ، لكِ ،لنا ،لِهْ وما كان على صيغتها مع اختلاف طفيف في النطق ، ومثلها  قام ، يقوم ، قائم .  صلاة ، صلواة : تعني النزول والركوع. سجد . سجود . زكاة ، زكواة .  فرقان: ومن معانيه  خلاص ،نجاة ،نصر، حق ، ملك . ولد ، يلد. بمعناها المعروف في اللغة العربية . صبر :تحمل الألم والشدائد . لوح . لوحة . الهرج :أي ارتفاع الأصوات أثناء الدرس . الكوة  :أي النافذة  ،الشباك.. زكاة، جبروت ، جبار.اسماء الأقارب : أم  ̤؛ أَبُ؛ أخ ُ، أختُ ؛خال ؛خالة: أخوأو أخت الأم. حمو:أب الزوج ؛ حماة :أم الزوجة.  شاب ،شيب أي شاخ  وهرم .رأس : بكسر الراء وتخفيف الهمزة . أُذْنُ : الأذنُ عضو السمع .العامّة :أي الشعب . وز ، موز ، جليد ، قدقد أو جدجد guadguéde المستعملة في الدارجة ومعناها نسيج متماثل متطابق بعضه معقود ببعض ومنها قِدْ أو جد guéd له : أي خذ منه المقاسات لتنسج له ما يطابق جسمه  ومثلها ، ديالك ، ديالي ، ديالنا ،أي خاصتك ،خاصتي ،خاصتنا التي يستعملها العاصميون عندنا  وأيضا  البط . البطم . البلوط .نجم  . نجوم . ترجم . ترجمة . ترجمان. الحانوت  أي: دكان الخمار . الحانة : دكان يشرب فيه الخمر ،السوق :مكان لتبادل السلع والمنافع.زبون :شار، مبتاع ؛عتيق أي :قديم. وردة . خوخ . خوخة  الفاكهة المعروفة ، الليمون . اسم مروة  التي تسمى بها البنات وتعني الخزامى نوع من الزهور البرية الجميلة . جفنة : صحن كبير من طين أو فخار .ترعة، التراع أي البواب البلور ، الشمس، الجمل ، القط ؛ الذيب أي الذئب، النمر ؛الحمار ،حمارة أي أتان وهي كذلك بالسريانية أتونو. الأمة :أي الخادمة المستعبدة ؛ ولد يلد . بيت بتحويل التاء إلى ثاء. قرية أي:بلدة صغيرة، ضيعة ،شعب . مدينة أي بلدة ،منطقة، حصن. التليس  وهو جراب كبير من قسمين يوضع فوق ظهر البغل .زفت :قار، تطلى به جلود الحيوانات حين يصيبها الجرب .تكة وهي حزام ، زنار يربط به السروال ،جمع تكات ، طفي الضو واضرب النح ، نح سريانية معناها : استرح ، توقف، انقطع عن... . الثلج ، الدير، الثبور: أي الهلاك . السبت : الراحة والإنقطاع عن الحركة وعن السعي. الباكور أول كل شيء . البتية بالدارجة أي الباطية وهي وعاء لتخزين الخمر. سكَّر :فعل أمر بمعني  أغلق مع الميل بنطق الكاف نحو الخاء . بلع بلعُ أ صرط صرط  المستعملة في الدارجة ،كلها سريانية.


 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...