الأحد، 10 أغسطس 2014

نحن والعالم -6


نحن والعالم

داعش بين تطبيق الإسلام الحقيقي أو الكفر الحقيقي؟.
 
الأنظمة العربية؛ مثلها مثل الجماعات الجهادية  ,والإخوانية على السواء ؛ وبنفس الدرجة ، مهوسة بطلب السلطة والثروة ، ومستعدة لاستعمال كل ما تستطيع فعله  لتحقيق مآربها ؛ حتى وإن كان ذلك خارج كل الأطر الأخلاقية والقانونية التي اعتمدتها المجتمعات الإنسانية المتحضرة ،وفي مقدمة ما تبادر باستعماله الإرهاب والتوحش لإنزال الرعب في قلوب  أعدائها وخصومها ، شعارهم وقدوتهم وجميعا  "نصرت بالرعب مسيرة شهر..."[صحيح البخاري:1199]   وإن كانت الأنظمة تنكره قولا وتطبقه عملا.


،والجماعات الدينية تعتمده قولا وفعلا ، فإنزال الرعب تطبيق للشرع  ، والرعب أقدر الجيوش على كسر النفوس ، وإخضاع الأمم ، وفتح الأقطار ، وكسب الرزق  "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري" [صحيح البخاري: باب ما قيل في الرماح] فالعزة في استعباد الرعية ، وتطبيق الشرع الذي أوجب عليها السمع والطاعة "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" [النساء : 59]  وإلا عدت رعية مرتدة مهدورة الدماء تستحق القتل بكل الطرق ، وهو نفس الرعب  الذي يليق بالكفار والمشركين والمنافقين الذين ارتضوا الحكم بغير ما أنزل الله.
  
 
 وقد أوصى تعالى الجميع  في المعسكرين الاستعداد لمواجهة أعدائهم بقوله: " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ"[الأنفال : 60]
 فمن هو عدو الله ؟:

عدو الله  في تصور غالبية المسلمين وأئمتهم المعتبرين  هو كل إنسان  كافر عرض عليه الإسلام ورفضه ،  أو ابتغى غيره دينا ؛ أو عاش ملحدا ، أو قبله و أنكر فرضا من فرائضه كالصلاة والزكاة  والجهاد ؛أو أنكر أي معلوم من الدين بالضرورة ، كإنكار الجنة أو النار، أو قبله  ظاهريا ؛ولم  يلتزم أوامره  ونواهيه التزاما حرفيا ،  وكل  طاغوت  ( طاعون) حكم بغير ما أنزل الله ،  وكل من ارتضى حكمه ووالاه  من عبدة الطاغوت ، كما هو الحال في اعتقاد من  يرى أن  غالبية المسلمين مرائين لا يثبتون على حال  ؛ هذا طبعا  يكثر في نظر فئة المثقفين بالسماع والعنعنة،  المهمشين الذين ليس  بأيديهم الحكم الموصوفين بالسلفية (المتطرفين) ، وأما بالنسبة للمسلمين  (المعتدلين)الذين بأيديهم الحكم والثروة والسلاح فلا شأن لهم بكل ما سبق ذكره ، والقرآن ,الدين كله بضع أية واحدة [أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ] (النساء 59) ، وحديث واحد [تسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ] فالكفر عندهم هو " الخروج على طاعة الحاكم الواجبة شرعا  حتى وإن كان فاجرا ، ضرب ظهرك ، وأخذ مالك"  [صحيح مسلم: 4891] وعند الفئتين  فالمواطن كافر في جميع الحالات  ولن يؤمن حتى يخضع ويخنع وإلا فهو كافر مجرم يستحق العقاب و الإعدام بشتى الطرق وإن لم يرتكب أي جرم من الجرائم المتفق عليها  في القوانين الدولية. 
 ومدَّعُو الإيمان هؤلاء في منظور المسلمين هم خيار الخيار الفائزون  عند ربهم  ولغيرهم  الخسران والنار "و مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسرين " [آل عمران: 85]. فكما تقرر النصوص الدينية ، وغدا من معلوم  الدين ، فإن  بقية الشعوب غير الإسلامية  كالمشركين، والمنافقين، واليزيديين ؛ واليهود ؛ والمسيحيين ؛ وسكان الشرق الأقصى ؛ والهنود الحمر في أمريكا ، ووثني إفريقيا كلهم غثاء الكون ،  كفرة  مباحة دماؤهم وأموالهم وأعراضهم ،في منظور الجهاديين  .
 وهؤلاء الجهاديون والسلفيون  ومن لف لفهم من الجماعات الجهادية الإرهابية الذين يريدون الاستيلاء على السلطة لإقامة حكم الله ، بدورهم كفرة مرتدين؛ في منظور مسلمي الأنظمة الحاكمة والجميع  أعداء لله،  و لرسوله ؛ وبالنتيجة فالجميع أعداء للإسلام والمسلمين  كونهم "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . [البقرة :9] "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ [البقرة :18] وعليه حق وعد الله " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله "[آل عمران: 151] وجاء أمره للمؤمنين فـ" قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة : 29] " وتعهد بالعون ، وبين نوع القتل الواجب "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب"[محمد :4] و" سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ،[الأنفال : 12] "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 5] "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44] وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة : 45]، وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد : 41] وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الممتحنة : 10]

هذا بعض ما حُفظ ، ويحفظ  وسـَ، وسوف يحفظ لأطفال وشباب الوطن العربي ، والعالم الإسلامي  ليكون  ذخيرة لداعش ، والنصرة ، وحماس، والإخوان المسلمين ، والقاعدة ورجالها  ولرجال الأنظمة المستبدة الفاسدة وساستها  ودعاتها و...؛ في فضائيات التحريض والتكفير، وفي المساجد والكتاتيب ، والمدارس والجامعات  برعاية وحرص الأسر : الأمهات والآباء والمنظمات المدنية وجماعات الدعوة والتبليغ والإرشاد، والحكومات الفاسدة المفسدة.
 والسؤال المأساوي  : ما هو ذنب من عمل بأوامر ربه التي تلقاها  مرغما منذ سن الرابعة عن أولي أمره ومتعهدي تنشئته ؛ من أسرته  ومعلميه وعلماء دينه ورجال الدعوة في الجامعات والحوزات العلمية ، والمجسدة في شخصيات مشهورة في ثقافته الدينية والتاريخية و التي كان  الخوف منها  يجهض الحوامل بمجرد ذكرها ،والتي أثر عنها ومدحت به أنها كانت  تدفن الكفار أحياء  وما ذنب داعش إذا ما عملت بالثابت في المقدس الصحيح من كتبها ؟  مع اليزيديين أو الأزيديين و(المرتدين) ؛ في الموصل وسنجار وأقاليم أخرى بالعراق،  وفي حلب ومختلف أقاليم الشام ،وفي لبنان  واليمن والصومال ، وليبيا وتونس والجزائر ومصر وكل شبر نكب بطلاب الجنة على جثث الأبرياء اقتداء بالسلف الصالح  أو ما ذنب الحاكم الذي بايعه أصحابه في سقيفة كي لا يبيت المسلمون بدون بيعة فيموتون إذا ماتوا بدون حجة  ميتة جاهلية [صحيح مسلم 4899]  وانقاد لحكم الشرع فقتل من  أبى مبايعته ورفض الاعتراف بسلطانه.؟ 
 فما هو ذنب هذا الإرهابي  الذي اغتصبت طفولته  في الرابعة من عمره ،وهو الصفحة البيضاء   ،اقتيد على يد والده ووالدته وعلى نفقتهما ونفقة المجتمع والدولة إلى حيث تسود وتشوه براءته بترهات الأغبياء ؛ والجهلة ؛ والمرضى المعقدين، والببغاوات المدربة، فحفر في أعماقه أن لا نجاة له من جهنم إلا إذا أرسل  أكبر عدد ممكن من "أعداء الله " إلى جهنم ؛ أو مات في سبيل الدفاع عن أميره"مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ  ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِى عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً [صحيح مسلم : 2516]  فصدق ما لقن وشب عليه ؛ وآمن به ؛ و كان منسجما مع ذاته  موقرا " علماء" أمته المختارة المفضلة على العالمين ، ولم يستطع أن ينافق مثل غيره ، فيعيش بألف وجه ، وألف شخصية.
والمأساة ؛ أن هذه الجهات الإجرامية  التي تنجب الإرهابيين، وتكونهم؛ هي نفسها الجهات التي تقدم الملايين  بل والملايير للأمم المتحدة  والدول الغربية  ومؤسساتها "المكلفة بمكافحة الإرهاب"، وتدعوها للتدخل الفوري من أجل حماية "المدنيين" " وتستجديها  بلا حياء أو خجل ؛ من أجل تقديم السلاح والقوة العسكرية لسحق ما أنجبته هي من أحشائها و حشدت له  الإمكانيات وأجهدت نفسها في تربيته وإعداده وتعبئته . .؟؟؟.

ومنه  فعلى العالم أن يكون يقظا ،ولا ينخدع إذا ما انبرى أي فصيل من  أجنحة  داعش ؛ أو داشإ (دولة الإسلام في شمال إفريقيا)، أو داع ( دولة الاسلام العالمية )  أو غيرها من التسميات المضللة كالجمهورية ...الداعشية ، أو المملكة.... الداعشية ، أو الإمارة... الداعشية ؛. أو سلطنة ...الداعشية. ، أو جبهة  ... الداعشية ... او الجيش الحر الداعشي تستنكر ما تفعله داعش الأخرى - (دولة الإسلام في الشام والعراق ) – وتستجدي الدعم الدولي  وتطلب من منظماته  مساعدتها كي تتصدى لـ(خصومها) .


 وفي مجمل القول فعلى العالم أن يدرك جيدا أن كل ما بداخل العالم الإسلامي  نتيجة حتمية لمنطق دموي ديني في جوهره ؛ومرجعيته واحدة  ومقاصده واحدة رغم تنوع المساحيق الخادعة ، فإذا ما دعت أجنحة  داعشية في منطقة ما  - بغض النظر عن التسمية التي تكون قد تدثرت بها ؛ ولون الراية التي تحملها ، واللواء الذي يميزها - مجلس الأمن للتدخل الفوري ، من أجل التصدي لأجنحة داعشية أخرى تماثلها في كل شيء : عقيدة ومنطلقات ، ونوايا وسلوكيات ،وأهدافا ومقاصد ،ولا تختلف عنها سوى في الأسماء والرايات ، وأساليب التمويه والخداع ، ولا سبب للعداء  بينها سوى تسابقها و تنافسها  في ارتكاب  الجرائم البشعة ضد ضعفاء البشر "اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شَرْخَهم"[ السنن للبيهقي 18164 ] وضد الأعراض و الحيوان  والممتلكات ، فإنما الغاية من مثل تلك الدعوات  هي تشتيت فكر هذا المجلس ، وإنهاكه معنويا وماديا ، وتعجيزه ، لأن مطاردة داعش  في الصحاري والجبال قد يكون ممكنا ،ولكن مطاردته في الجماجم الفارغة ، والقلوب الخربة ، وداخل  أقبية التحفيظ ، وبين الأسر، وفي صدور الأطفال والصبايا والصبيان  أمر مستحيل ، وقد تكون الأقبية ، و الأسر الداعشية  ، والداعشيين بمدن وعواصم الغرب، و بمدينة نيويورك ذاتها، بجوار مقر مجلس الأمن ، وقد يكون الداعشيون  في مكاتب وأروقة مقر الأمم المتحدة  كممثلين لـ(دول) داعشية أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس الأمن. وعليه فحتى وإن  استطاع مجلس الأمن أن ينقذ داعش المستضعفة المستجدية  من داعش القوية الباطشة فإن داعش تكون في جميع الحالات هي المنتصرة في النهاية.
فهل يمكن أن يفهمنا العالم وأن يساعدنا على التخلص من الأصول  المكونة والراعية لهذه  العقلية ؛والتفكير والفكر والسلوك العدمي سواء أكان داعشيا أم غيره ؛ عوض قتل الداعشيين العاشقين للقتل المرعب المفضي إلى  الخلود في الجنة ؟؟؟...رغم أننا - كما يثبته واقع الحال-  لا نقتل ، ولا نرعب ،ولا نرهب إلا الكفار من مواطنينا، داخل أوطاننا مع الاعتذار لإسرائيل، فإذا أصابتها بعض شظايانا الطائشة فبحكم قربها منا لا غير.
 
ولا يزعمن  أحد أن هناك آيات فيها لين ومهادنة وموادعة ، و أن الكفر عندنا أنواع : إلحاد وهو الأعلى، ثم إيمان يخالطه شرك تمثله  الأمم التي تتبع الديانات الأرضية، وأدناه شرك أهل الكتاب من اليهود والنصارى فآية السيف تبدأ بقتل الأدنى "المؤمن المشرك"
"فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [التوبة:5]. " وبالاستقراء في كتب المفسرين  المسلمين عامة ، نجدهم يتفقون على  أن هذه الآية قد  نسخت كل الآيات الأخرى التي كانت تحث على: الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن ،و الصبر، والموادعة ، والمهادنة ، والصلح، ، والكف ، والإعراض ،و قصر القتال على المقاتل فقط ...و أحلت محلها السيف للمشرك حيثما كان ، والمشرك حسب معتقدنا المنصوص عليه في كتبنا هو غير المسلم أقر هو بذلك أم انكر ، وصدق حكمنا عليه أم جانب الصواب.
 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...