الخميس، 21 فبراير 2013

نحن والعالم -4


 نحن والعالم

 
من كتاب " الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" مقرر على طلبة الأزهر الشريف
2012/2013




فصل في الأطعمة
 
" للمضطر أكل آدَمِيّ ميت إِذا لم يجد ميتَة غَيره كَمَا قَيده الشَّيْخَانِ فِي الشَّرْح وَالرَّوْضَة لِأَن حُرْمَة الْحَيّ أعظم من حُرْمَة الْمَيِّت.
واستثني من ذَلِك مَا إِذا كَانَ الْمَيِّت نَبيا فَإِنَّهُ لَا يجوز الْأكل مِنْهُ جزما. فإِن قيل كَيفَ يَصح هَذَا الِاسْتِثْنَاء والأنبياء أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ كَمَا صحت بِهِ الْأَحَادِيث؟.
أُجِيب بِأَنَّهُ يتَصَوَّر ذَلِك من مُضْطَر وجد ميتَة نَبِي قبل دَفنه وَأما إِذا كَانَ الْمَيِّت مُسلما والمضطر كَافِرًا فَإِنَّهُ لَا يجوز الْأكل مِنْهُ لشرف الْإِسْلَام.
وَحَيْثُ جَوَّزنَا أكل ميتَة الْآدَمِيّ لَا يجوز طبخها وَلَا شيها لما فِي ذَلِك من هتك حرمته وَيتَخَيَّر فِي غَيره بَين أكله نيئا وَغَيره.
وَله قتل مُرْتَد وَأكله وَقتل حَرْبِيّ وَلَو صَغِيرا أَو امْرَأَة وَأكله لِأَنَّهُمَا غير معصومين.
وَإِنَّمَا حرم قتل الصَّبِي الْحَرْبِيّ وَالْمَرْأَة الحربية فِي غير الضَّرُورَة لَا لحرمتهما بل لحق الْغَانِمين وَله قتل الزَّانِي الْمُحصن والمحارب وتارك الصَّلَاة وَمن لَهُ عَلَيْهِ قصاص وَإِن لم يَأْذَن الإِمَام فِي الْقَتْل لِأَن قَتلهمْ مُسْتَحقّ.
وَإِنَّمَا اعتبروا إِذْنه فِي غير حَال الضَّرُورَة تأدبا مَعَه وَحَال الضَّرُورَة لَيْسَ فِيهَا رِعَايَة أدب وَحكم مجانين أهل الْحَرْب وأرقائهم وخنثاهم كصبيانهم قَالَ ابْن عبد السَّلَام وَلَو وجد الْمُضْطَر صَبيا مَعَ بَالغ حربيين أكل الْبَالِغ وكف عَن الصَّبِي لما فِي أكله من ضيَاع المَال."
 
الجزء الثاني ص 237  .
 
وبما أن أسلافنا "الأطهار ألشجعان" ؛  من نسل أبي شجاع ؛ و الأزهر؛ ورجال الأزهر هم قدوتنا في الفقه والقضاء ، وفي الفتوى والأخلاق ،وفي مراعاة مقتضيات "الحكم الراشد". فهل تجدون  غرابة  بعد ذلك ، في أن يأكل بعضُنا بعضا، أو في أن يصبح  من أسمى مظاهر التعفف -عندنا-  والتي تستوجب الاحترام ؛ والتقدير  والترقية ؛ الاكتفاء بالرشوة ؛ مع ما يجاورها من مفاسد،كـ "مهاداة" ،  أو في رد  المرتشين على ما  يستحقه ظرف الراشين الراقي والإنساني ؛  من واجب التقدير ؛ بمنحهم ممتلكات البسطاء وحقوقهم ؛ من ضعاف القطعان الخائفة المحبوسة في زريبة الحاكم.
هؤلاء نحن: نصفنا علموه أكل البشر، ونصفنا يأكل البشربالوراثة؛  دون حاجة للدراسة  ؛ لا في الأزهر  ؛ و لا في مكة ، ولا في قطر. والباقي من الهمل مأكول ، وتمضي الأيام  حولا يأكله حول ، تحت رعاية ولي الأمر الفاسد بذاته وبحكم منصبه والذي لا يجوز مع قوله قول .
وسنتقدم -بإذن الله وتوفيقه- ولو كره العالم بأسره.
 
 
 




القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...