الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

ذكاء الاستعمار المعاصر


ذكاء الاستعمار المعاصر

 هناك خصائص تميز الاستعمار المعاصر وأساليبه في ممارسة سلطته على مستعمراته القديمة؛ وقد تأكدت هذه القوى الاستعمارية من صلاحية هذه الأساليب من خلال صراعها التاريخي مع أعدائها.

منها:-

 - إضعاف العدو وإجباره على قبول خيار البقاء في دائرة التخلف اختيارا ذاتيا.

- فرض سلطة فاسدة مفسدة من عصابات متسلطة مستبدة تقوم على مبررات ذات قيمة وقداسة في أذهان المحكومين تحت عناوين: شرعية ثورية ؛ شرعية تاريخية شرعية دينية؛ علمانية متدينة؛ باستثناء الشرعية العلمانية الاجتماعية الديموقراطية؛ ولهذه السلطة الفاسدة المفسدة تنظيمات رسمية مهيكلة؛ وبعناوين خادعة مضللة وأخرى خلوية حكومية ومدنية سرية وعلنية مبثوثة وسط طبقات المجتمع أفقيا وعموديا ووسائل استعلام و اتصال ومراقبة لاعتراض كل حركة تستهدف مراكز الفساد وأقطابه الممسكة بخيوط السلطة والسلاح والمال والتجارة.

- إسناد هذه العصب المتسلطة وتدعيمها بوسائل القمع النفسي والمعنوي السياسي والمادي العسكري لردع كل احتجاج مطلبي أو حقوقي يضمن للمواطن حقوق المواطنة الطبيعية والاجتماعية المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة والمدرج بعضها في دساتير وقوانين هذه الأنظمة نظريا لذر الرماد في العيون وكمبررات لرد المطاعن والمحاسبات التي قد تثار وطنيا ودوليا.

- يغري العلماء والباحثين في فروع العلم رياضيات فيزياء تكنولوجيا طب وصيدلة على الهجرة إلى الغرب والاستقرار فيه وأحيانا تدمير واغتيال من أصر على العودة.

- شرعنة حكم هذه العصابات بمعارضة شكلية أعضاؤها من هواة الشغب والضجيج السياسي أو ممن جندتهم العصابات الحاكمة وأتباعها وتقديمهم كأعداء للسلطة القائمة وبديل مفترض لها وهو بديل مرعب غاية في الرداءة والسوء يجعل المحكومين يحجمون عن مجرد التفكير في التغيير؛ وبانتخابات شكلية مزورة بصفة رسمية يعلم الشعب بتزويرها وبطرق هذا التزوير قبل وقوعه وبعد وقوعه ولكنه لا يستطيع فعل أي شيء.

- إسناد هذه العصب الحاكمة بشبكة واسعة من المؤسسات الدينية وتزويدها بجيوش من الشيوخ و الدعاة من ذوي المستوى المتوسط والضعيف ذوي الانتماءات المذهبية المختلفة والمتعارضة أحيانا لرعاية الوهم وتوسيعه وتجذيره وتفريخ البدع والخرافات والطقوس تحت توجيه ومراقبة وزارة للأوقاف أو للشؤون الدينية أو ما شابه ؛ تراقب نشاطهم وتمسك معاشهم.

- بث نخبة من هؤلاء الشيوخ عبر المحطات التلفزيونية والإذاعية لترسيخ ما عجزت عن ترسيخه المؤسسات الدينية الأخرى وجميع هذه المؤسسات هدفها واحد هو قمع الحرية الفردية والجماعية وتكبيلها بحدود شرعية يرجعون وضعها إلى الله ويقومون بمعاونة السلطة بفرض وتنفيذ ما يخدم منها مصالحهم وأهدافهم ومصالح وأهداف السلطة التي توظفهم و مصالح وأهداف القوى الخارجية التي يتحركون وفق أهدافها الاستراتيجية وتحت مراقبتها ومراقبة استخباراتها.

- زرع اليأس في نفوس الطبقة المحكومة التي ترى أن السلطة السياسية والدينية ( الإلهية) متوافقة على قمعها وأن الأخيرة مجرد مسكن ومرافق ومواس يساعدها على تحمل الأمل بين الميلاد والوفاة. وبذلك تتدرب على الإكثار من الدعاء والاستغفار أو الانضمام إلى العصابات المتسلطة ؛ لتجمع بين حقوقها الدنيا دون أن تنسى نصيبها في الأخرة.

- إيهام الشعب أن الخروج عن طاعة الحكام معناه استدعاء لإرهاب الجماعات الدينية المتربصة؛ واأن الخروج عن طاعة رجال الدين ومجالسه المعتمدة دعوة لحلول الطوفان والأوبئة وإيذان بحلول سخط الله وقيام الساعة والسقوط في أتون جهنم,

-عن طريق هذه العصابات المتحالفة وتسطيحها لفكر العامة ؛ وترسيخها لهذه المخاوف الوهمية الموروثة والمصطنعة المبتدعة تتمكن القوى التي يحلم كل أعضائها بتهريب ما استطاعوا من أرصدة إلى بنوك الغرب ؛وتملّك ما استطاعوا من عقارات هناك والتفسح والتسوق في شوارعها ومحلاتها ومدنها الجميلة النظيفة والعلاج في مستشفياتها الراقية، وبواسطة هذه العصابات المحلية المتحالفة تتمكن هذه القوى الغربية من استنزاف ثروات الشعوب المتخلفة بطريقة مشروعة برضى عصاباتها وسكوت شعوبها المؤمنة بجبروت حكامها وبقضاء الله وقدره.

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...