الجمعة، 21 مارس 2014

مستعمرة الخيانة والفساد والإرهاب

مستعمرة الخيانة والفساد والإرهاب
 
 
يبدو أن القدر قد كتب على هذا الشعب ألا يحكم إلا بالإرهاب الديني أو السياسي الاستعماري المباشر او بالنيابة  لأنه شعب يفتقد مؤهلات العيش في ظل الحرية والديمقراطية  وهو شعب  ينصاع للإكراه  والاغراء والتوجيه الخارجي  أكثر من اتباع قناعاته ، والاحترام الذاتي التلقائي للقانون ، ومبادئ العدالة ، والقيم الإنسانية النبيلة.

قيل لسلال "يــــا... فــــرد  يــــا..." بكلام من جنس ما سمع من صديقه وفي مستواه، وكل إناء بما فيه ينضح.

 وقديما قال الشاعر:

رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي            ويَحْمِيهِ عنِ ( اللؤُمِ الحَياءُ)

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي              ولمْ تستَح فافعَلْ ما تَشاءُ


وفي حالنا فإن تصور خوف رجال السلطة في الجزائر من شعبها أو من الله، أو تصور استحياءهم مما يفعلون هو تصور هزلي مضحك. لسبب بسيط وهو أن العرب أو المستعربون لا يمكنهم إقامة دولة إذ سبق وتقرر في أذهان العقلاء المنصفين من العرب ومن غيرهم  استحالة ذلك فهم ": بطبيعة التّوحّش الّذي فيهم أهل انتهاب وعيث ينتهبون ما قدروا عليه" المقدمة ص186 وهم " أمّة وحشيّة باستحكام عوائد التّوحّش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلّة وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد للسّياسة وهذه الطّبيعة منافية للعمران ومناقضة له" المقدمة"...ولذلك فكلما" تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب". المقدمة ص187. وهم مجبولون على الخيانة كما قال السير ونستون تشرشل ـ عندما سئل عن رأيه في شعوب العالم فقال: "..إذا مات العرب ماتت الخيانة."
ومهما كان، فسلال أنظف بكثير من معظم رجال النظام الحاكم؛ الموزعين على المستويين : العمودي والأفقي في هياكل "الدولة" ، وعليه ؛ فالمطالبة بإبعاده كشخص ؛  لأنه أخطأ في التلفظ بكلام لا يليق بمستواه على الأقل،  لعدة مرات، وفي عدة مواقف ، أراه مطلبا ساذجا بل متخلفا ، يشبه تماما الثورات العربية العبثية ، لأن  سلال  ؛مهما كانت جسامة ما قال  - والعيب ليس فيه، وليس في محدثه ؛ إنما العيب كل العيب في من كان يتوقع أن يسمع منهما غير ما سمع-  لا تساوي شيئا ؛ بجانب الفساد العام الشامل الذي فرض على الشعب الجزائري بقوة النار والسلاح  ، وبسطوة المال الفاسد ، والمناصب الموضوعة للبيع في سوق المزايدة ، وبرضا الشعب وسكوته  ، وهو فساد يحميه ويحصنه  أبناء الشعب  المستعبد نفسه ؛ المنخرطون في معظم الأجهزة  الحكومية ، والمؤسسات الاقتصادية ؛و الإدارية؛ والعسكرية والأمنية والقضائية.

فسلال إذن ،ليس هو الفاسد المفسد وحده ، بل  معظم الشعب فاسد مفسد ، فهو الذي رضي بتسليم الجزائر للجيش الفرنسي في السنوات الأولى للغزو ، وهو الذي قاتل فرقا وطوابير إلى جانب الجيوش الفرنسية ضد الأمير عبد القادر  إبان المقاومة الشعبية ، وشارك في حملات الإبادة ، وادى إلى انهزامه ، وهو الذي قدم الجزائر  لضباط فرنسا وأبناء القياد والباشـ أغوات  والحركى والخونة على طبق من ذهب  بعد( الاستقلال 1963م) ، وهو الذي سكت على تزوير التاريخ  بعد ذلك.

التاريخ  المكتوب تحت ضغط الترهيب والترغيب ؛  وبالرشى وفق رغبات الحكام ومصالحهم ، والذي حول الكثير من عبدة فرنسا وخدمها إلى مجاهدين ، يحدثون الأجيال عن معارك وهمية ، وفي المقابل دفع المجاهدين الحقيقين الى الصمت  الأبدي حتى ماتوا بأسرارهم وحسراتهم.

أين كان الشعب ؛حين أختطف تلاميذ فرنسا وعسكرها جزائر الشهداء ؛ وحولوها إلى مستعمرة للخيانة و الفساد ؛ والإرهاب والتخلف؛  والدروشة واللصوصية ؟؟؟..

 أين كان حين جعل حكام الجزائر الفرنسية الجديدة المجاهدين بوابين لديهم، وحراسا لفيلاتهم ، والمجاهدات ؛  وأرامل الشهداء منظفات وخادمات . ؟؟؟.
ألم يسمع الشعب بملف السيد  بن يوسف ملوك  المتعلق بالمجاهدين المزيفين في المناصب العليا للدولة ،  وبالقضاة المزيفين في المحكمة العليا ، الذي أمر الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله بفتحه  سنة 1978م ، وهما الملفان  اللذان  كان يمكن أن يكونا  مفتاحا لفتح باب التطهير؟؟؟.

ألم يجرد هذا الشخص من كل شيء؛  ويجرجر أمام محلات رعاية الفساد وحمايته ؛ بدون أي جرم ارتكبه سوى  قيامه بمهمة كلف بها ، نبهت نتائجها  إلى أن الاستقلال المزعوم ما هو إلا تمثيلية مضللة ، وأن قياد الامس وحكامه هم أنفسهم قياد اليوم وحكامه، فبماذا كافأه الشعب سوى التجاهل والاستخفاف.؟؟؟.

ألم يلاحظ الشعب الجهود الجبارة التي بذلتها الإدارة وورثة المستعمر وخلفه من أجل إفشال الثورات الصناعية والزراعية والثقافية راضيا مساهما مصفقا؟؟؟.

ألم يسمع الشعب ؛  وتحت نظره  بقانون إلغاء العمل بهذه الثورات ؛ وبتشكيل لجان لتفكيك وتصفية و(بيع) المصانع والمؤسسات العمومية الكبرى والمتوسطة والصغرى  ، ونهبها بشكل وحشي ، بشع وبدائي؟؟؟.

  ألم يسمع بتشكيل لجان ولائية سنة 1991 ؛اجتمع فيها أبناء القياد والباشأغوات ورثة المعمرين وضباط فرنسا  ؛وبتواطؤ خدمهم وأتباعهم وأعوانهم  في  الإدارة ؛  حرروا لأنفسهم ولعائلاتهم محاضر تنصيب ؛ على أراضي مملوكة  ملكية خاصة  لمواطنين،  وأراضي عمومية  مملوكة للدولة  ، وسخرت  النيابة العامة لخدمتهم  ، وجند  قضاة المحاكم والمجالس  للهرولة بين أيدي أسيادهم وأولي نعمتهم ؛ لسجن كل من أبدي رفضا للتخلي عن أرضه التي نزعت منه  ، ومنحت لمعمري  الجزائر الفرنسية الجديدة.؟؟؟.
 أين كان الشعب؛ حين بيعت ممتلكاته بالدينار الرمزي لأفراد جمعوا أموالهم من الصفقات المشبوهة و الرشوة، والمساعي الخبيثة، وحماية المظالم ؟؟؟.
هل حين يفشل مسير العقار؛  أو المصنع أو المؤسسة، نحاسبه ونعاقبه كما يفعل كل العقلاء في العالم؛ أم نهب له ما كان تحت يده؛ جزاء له على إجرامه في خيانة الأمانة، وتبديد أملاك الأمة صاحب الحق الأصلي للمؤسسة.؟؟؟.
هل الذي  عجز عن تسيير دواليب دولة حتى جعلها من أشهر دول العالم تعاسة ،  وانحلالا  ، وفسادا ، نحاسبه أم نغير الدستور لنمدد له  ولفريق عمله الذي اختاره في حكمهم  كي نغرق أكثر؟؟؟ .

لماذا لم يثر الشعب في حينه؟.

 قد تزعمون بأنه خاف من القمع ، والفوضى ، وإراقة الدماء

  والسؤال من القاتل ومن المقتول ؟ ثم ألم يشبع هذا الشعب من المذلة التي تجرعها لأزيد من 190 عاما ؟و لماذا لم يخف الآن ,فاخذ يصرخ بقاعة حرشه، صراخه  البائس الغبي المأساوي " لا ميثاق لا دستور ، قال الله قال الرسول "  يحيطون بإمامهم  وحامل لوائهم  دون  خوف ؛ واحتمال التفكك، والقمع  والفوضى أكثر وأقرب ؟ أم أن كلمة سلال أخطر من كل المآسي الماضية ؟؟؟..

أين كان الشعب في الثمانينات ؛ حين كانت الأبواب مفتوحة على مصاريعها  لصناعة الإرهاب ، وتثبيت جذوره ؛ من خلال  المعرض الدولي للكتاب ، ومن خلال دور النشر المأجورة من بلدان الخليج البدائية التي توجب الحد على المرأة إذا وجدت جالسة أمام مقود السيارة ، ومن  خلال بذل أموال الشعب أنذاك لدعاة مرضى؛  معقدين من جهة.
أو لإقامة سهرات ومهرجانات المنحلين ؛ وتجار العري والفسق والفجور ؛ تحت الرعاية السامية  لفخامة رئيس الجمهورية من جهة أخرى.؟؟؟.
ألم يشارك الشعب نفسه في تزوير كل الانتخابات - أو على الأقل تم التزوير تحت نظره ؛ وبعلمه ورضاه - كل الانتخابات التي جرت منذ 1962م حتى الآن؛ بما فيها انتخابات 1992م التي فاز فيها الفيس المحل بفضل تزوير "المؤمنين بإقامة الخلافة الإسلامية " عن طريق جماعات  وعصابات ترهيب مشكلة من الشعب  الذي أكتشف فجأة أنه لم يكن مؤمنا ولا مسلما ، وأنه كان مخدوعا  يعيش في دولة كافرة ، ولأول مرة لم تمارس السلطة التزوير مارسه الشعب ضدها ،عن طريق ميليشات وعصابات مارست  الترهيب والترغيب والتضليل جهارا نهارا، وصورت السراب بحيرات من الماء الزلال في صحراء العطش للناس؟؟؟ .

ثم جاءت العشرية السوداء التي سبقت  سنوات العفن والتعفن والتعفين ؛  فمن الذي صنع الإرهاب ؛ ومن الذي كان وقوده؟؟؟ أليس هو ذات الشعب تعاون أشراره  على إبادة الطييبين ؛ والسذج والضعفاء فيه ؛  ليزداد المجرمون فيه غنى وسلطة وتسلطا ويزداد المسحوقون انسحاقا؟؟؟ هل استنزف الإرهاب وذبح ويتم ورمل غير سكان القرى والمداشر النائية المعزولة،والأحياء الشعبية المكتظة المهمشة والمنسية؟؟؟.

أين كان وعي الشعب؛ وعزته ونخوته حين شبه بالكلب الذي لا يتبع سيده  ؛ إلا إذا جاع ؟؟؟.

هل أعادت مزحة سلال السخيفة الروح لهذا الشعب ؟ أم أن هناك مخططا خبيثا لمرحلة أبشع يكمل فيها الظلم والفساد والإرهاب دورته في الأيام المقبلة القادمة ، وما ترهات سلال إلا أحد القميصين ، قميص يوسف عليه السلام ،أو  قميص عثمان ؟؟؟ ..
وهل مازال هو ذات الشعب أم نزل  بأرضنا شعب جديد؟؟؟.

لهذا الشعب أن يحتج أو يرضى ، له أن يفتخر بإنجازات وهمية ، له أن يصرخ بشعارات العته الاجتماعي المرضية التي لازمته منذ 1962م، و له أن يغرق أكثر في مستنقعات الكذب والتدليس وتضليل الذات ، له أن يذكي دعواته الجهوية والمذهبية ، والفئوية ، فسيبقى شعبا صغيرا متكاسلا ،يلوك محفوظاته الكاسدة التي تلقاها عن سابقيه متكئا ، شعبا يستنسر بأرضه البعوض ؛  لا يحكمه إلا إرهابي متخلف يهوى النحر والجلد طريقا للفوز بالحور في الجنة  ، أو تافه  فاسد   مفسد عفن ؛ عقله ودينه  ودنياه وآخرته في بطنه، لأن الكبار و العظماء  في هذا الشعب  استشهدوا في ريعان شبابهم، وقاموا بدورهم كاملا ، فأدوه كما يجب ؛ تغمدهم  الله برحمته الأبدية، ولم يبق  إلا الحمقى والصغار و الجبناء والانتهازيون، وهذه الأرض الثكلى وهذا الوطن العاقر العقيم
 
 
أبشع الوحوش و أخطرها وأقذرها على وجه الأرض هو الإنسان إذا تجرد من الأخلاق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...