الأحد، 22 يونيو 2014

تقرير الماريشال فالي حول فتح أبواب الحديد


سأنشر ترجمة لتقرير المارشال فالي  إلى وزير الدفاع الفرنسي  بعد انتهاء الحملة  الفرنسية بقيادة الجنرال ودوق أوليانز من سطيف إلى الجزائر العاصمة سنة 1839م  منتهكا  بها بنود اتفاقية التافنة التي عقدتها فرنسا  مع الأمير عبد القادر، والتي كانت قد رسمت حدودا لكل طرف وأوجبت على خصمه احترامها ، والتي تكشف لنا بعض جــــــــــذور  الهزيمة التي لحقت بالأمير وبنا جميعا بعد ذلك ، والتي مازالت آثارها مستمرة  وشعيراتها تتجذر كل يوم  في واقعنا السياسي  والإداري والقضائي ...والاجتماعي من خلال بقاء القناعات التي أدت إليها تعشعش في أذهان الأسر الحاكمة ، في الجزائر ، و في تلافيف جماجم خدامها العفنة  كل يوم أكثر فاكثر.



التقرير منشور في جريدة الحوارات السياسية والأدبية journal des débats politiques et littéraires الصادرة يوم الأربعاء 13نوفمبر 1839م الصفحة الأولى والثانية.


مع التنبيه  إلى أن العودة إلى النص في أصله الفرنسي ضرورة  لأنني لا أزعم أن الترجمة كاملة أو نموذجية ، خاصة فيما يتعلق بمصطلحات الوحدات العسكرية ، نتيجة للتغيرات التي طرأت عليها بمرور الزمن ،  ولاختلاف هذه المصطلحات من جيش دولة إلى  جيش دولة أخرى، ولكن مهما كانت المصطلحات التي تتحدث عن الجيش الفرنسي في هذا التقرير فهي تعني كلها فرقتين تتكونان في مجموعهما من 5000 خمسة آلاف جندي  مقاتل في سبيل أن تفرض فرنسا سيطرتها على الجزائر فيهم الفرنسيون، والجزائريون عرب "صبايحية" وبربر "زواوة" .


والتقرير يطرح العديد من الأسئلة على رأسها : هل فرنسا غزتنا أم نحن من أغراها بالزبيب و والعسل  والخبز الأبيض لرجالها ، وبالشعير والتبن لخيولها؟ ، وهل نحن شعب لديه قابلية للاستعمار كما قال مالك بن نبي ، أم أن حياءه منعه من قول الحقيقة وهي  أننا أمة تعشق الاستعمار؟.

 كيف يقطع  5000 جندي من قوات المحتل ما يزيد عن 450 كلم من قسنطينة حتى الجباحية ،ولا يطلق عليه سوى طلقتي بندقيتين من لصين ؟ هل كان المارشال يكذب في تقريره على وزيره؟ لماذا لم يكذب بعد ذلك حين تصدى له بنو جعد بالقتال؟ هل العائلات التي سارت بين يدي الدوق أرليانز مازالت في الحكم وتسير شؤوننا  كما كانت دائما تعلن له خضوعنا وخنوعنا وتسعى بين يدي كل فرنسي يريد إشباع نزواته .... أم أنها فقط تقدم له ثروات الوطن وبتروله وأمواله بدل  العنب والزبيب والعسل والقمح والشعير الذي لم يعد متوفرا ، وأصبحنا نستورده من هناك. وتجتهد في قمع ، وحتى قتل كل من يعترض طريقه أو طريقها ، ويرفض الخضوع لهما ؟.


هل نحن فعلا شعب واحد؟؟؟ ,فإذا كنا كذلك ، فلماذا  ينهب ويهرب المتنفذون  من هذا الشعب :كتائب وفيالق  أحفاد العائلات إياها ، ومن تثقف بثقافتها ونشأ على أخلاقها ثرواتنا إلى أروبا؟ ولماذا يتحدثون إلينا  تماما كما كان يتحدث هذا المارشال اللعين ، فيعلن أن جيشه يريد الذهاب من سطيف إلى بجاية وهو يقصد الجزائر . ويعاملوننا تماما كما كان يعامل الدوق أورليانز وضباط حملته "هذا الشعب الشجاع -إذا جاز التعبير-"  ويجعلون من احتقاره ، والكذب عليه ،وتضليله دينهم الأول في جميع أقوالهم وأفعالهم...؟

 ولكن في المقابل من الذي كان يسرع بالعسل و والعنب والزبيب والخبز الأبيض إلى قوات الغازي  وبالشعير والتبن إلى دوابه أليس معظم الشعب الذي مر به طابور الغزاة...؟....


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فرنسا

باريس 12 نوفمبر

إلى المحرر

الجزائر في 2 نوفمبر

اليوم ، قدم الدوق أورليانز من قسنطينة عبر البر، ودخل إلى مدينة الجزائر وهذا هو دخول الأمير الملكي  الثاني الذي أعلن في العاصمة نجاح المؤسسة الذي رفضت الأذهان الأشد جرأة الاعتراف به. كذلك  خبر عودة سمو الأمير  كانت قد بثت الحماس في جميع الطبقات حتى في  ذاكرة رجل لا يحفظ الذكرى ،  كما يقال في المثل التركي القديم ؛ في أزهى  العصور اللامعة لهيمنة الدايات  . ثلاثة آلاف فرنسي جابوا في سفرهم مائة وعشرين موقعا ؛ في مختلف أنحاء الجزائر ؛ في أكثر المناطق غير المعروفة  ؛ والتي  تروي عنها القصص النادرة لعدد قليل من المسافرين بأنها عذاب لأشد و أكبر الصعوبات.؛ لقد دخلوا هناك حيث لم تستطع نسور  الرومان أن تحلق  أبدا، وحيث لم  يذهب الأتراك إلا  بعد المفاوضات الأكثر إيلاما، وأحيانا الأكثر مذلة..

لقد وضعنا ختم قوتنا على أراض هائلة، لقد حزناها  ومررنا وسط جماهير الشعب  العارفة بعظمة الأمة التي كانت قد استولت على الجزائر وقسنطينة  ، ولكن الآن سوف تشهد بشكل أفضل بعد أن رأت فجأة أعلامنا ترفرف  وسط قراها  ووديانها  الغنية. وستقارن الجماهير سيرة  الجندي الفرنسي  الحازمة  ذات  المسار الثابت و الكريم جدا  والمهذب المنضبط جدا؛ وبين احترامه للملكية الخاصة، والأمن الذي يتمتع به الناس وسط حرابنا ؛ مع اللصوصية المنظمة والتي هي الأساس لحكومة عبد القادر ، وسلوك وكلائه.
 

 بعد الجرأة التي أبداها عبد القادر، وبعد الوقاحة التي  تحرر  بها من كل الالتزامات التي تفرضها معاهدة  التافنة ، وإرساله لمساعديه إلى  سهل مجانة الخاضعة لسيطرتنا ، في الوقت الذي  كانت فيه رسائله الوعظية تحث ضباطه وأتباعه على  الجهاد ضدنا في جبال جيجل وبجاية .

كان يجب إعطاؤه درسا ،وكان من الضروري أن يكون  الدرس شديدا على هؤلاء المتعصبين الحمقى  ، يمكن أن يقلل، إن لم  يدمر هيبته ونفوذه في عيون العرب. كان علينا الاحتجاج والأسلحة بأيدينا، ضد محاولات نهب الأراضي المحفوظة لنا بموجب معاهدة التافنة، والتي تعترف بها الاتفاقية التكميلية المحررة  بتاريخ 4 يوليو 1838م ويجب علينا  أخيرا أن نوحي  له  بهذا الخوف المخلص، وهو الوحيد القادر على إجباره على اتخاذ موقف يسمح بعدم المقاطعة التامة معه .

كل هذا كان مفهوما جيدا من قبل مدينة الجزائر العاصمة، ومن قبل نخبة المستوطنين، إنهم جميعا شعروا أن إفريقيا الفرنسية قد تلقت أعظم عقوبة، وأن الحضارة قد خطت أعمق ثلم لها على هذه الأرض، التي نذروا لها وجودهم وثرواتهم. إن  الزخم الرائع  لعاصمة فرنسا الجديدة التي أقبلت لتجثو أمام الأمير الذي حياها ، والذي سوف يكون لاسمه صدى واسع ,سوف يبقى يتردد  لمدة طويلة في الوطن الأم ، كما أنه  سيكون أقوى مرافعة  في صالح هذه المناطق الجميلة جدا  التي حبتها العناية الإلهية بفتوحاتنا المجيدة  لتهنأ في حضن مجتمع الرفاهية ، و السلم الأوروبي، ولتكون في فائدة الجيش أداة بطولية مخصصة له.

كنت قد ذكرت بالفعل تقدم الحملة من قسنطينة حتى  سطيف ، ولن أحدثكم عن ميلة ؛هذه المدينة الرومانية القديمة التي  يبدو أنه لم تكن لها أهمية كبيرة جدا؛ ولكن؛ موقعها في التلال المسقية بشكل جيد؛  وخصوبة التربة ، والمهارة الصناعية لسكانها  أ حفظت لها دائما مركزا حضاريا .

إن الجبال  بين ميلة وجميلة  التي كانت مدينة كبيرة تحت القياصر المتأخرين ، تعرض العديد من الشظايا الرخامية  النوميدية . وحفريات محار محفوظة بشكل  مثالي ، وقطع ملح صخري جمعت أثناء الرحلة . ففي هذه البلدان الجديدة، مجال واسع مفتوح للعلماء: فالجيولوجي يستطيع الآن أن يعود  إلى  التاريخ الطبيعي لإفريقيا؛ والفنان وعالم الآثار بوسعهم أن  يطوفوا  هذه المدن ، يرسمون النُّصُبَ الرومانية التي لا تزال قائمة ؛ و يفكون رموز نقوش النُّذُر الخاصة التي تغطيها ، وبإمكانهم الاستفادة من هذه المصادر الجميلة الملهمة ، فيزرعون معالم جديدة لتوجيه المؤرخ.

أنا أكمل الأن قصتي.

24 أكتوبر.

وكان الجيش لا يزال في سطيف ؛ معتقدا دائما؛ أنه سيتوجه للقيام بعملياته في بجاية ، ليفتح  مع هذه المدينة منافذ اتصالات تربطها بمدينة سطيف،  وتكون مصدر حياة لهاتين المدينتين الهامتين. ومع ذلك، توجد شكوك في كل مكان، حول الوجهة الحقيقية لمسيرتنا، الشعب القبائلي كان قد أظهر تجاهنا مواقف مسالمة ، وكنا قد رأينا العديد من قادتهم الهامين، مثل محمد المسعود بن الشيخ عز الدين شيخ زواغ، وأحمد بن عكار بن عشنور شيخ  فرجيوة ، والمسعود بن إبراهيم سراج، رئيس جميلة و المسعود بن مبارك شيخ ريغة، وقد جاؤوا إلينا للإعلان عن استسلامهم ، و لتقديم ولائهم بين يدي الأمير الملكي.

وعلى طول الطريق ، كان الكل تحت تأثير بن  العملاوي خليفة  فرجيوة ؛ وأحمد بن محمد المقراني خليفة مجانة  ، كانت القبائل تقبل علينا جالبة  لطابورنا  الشعير ، والتبن ، والشراب ، كدليل على تكريمها لسيادتنا . وكان  يتم التأكيد لهم : أن هناك مفاوضات  متواصلة ؛ تجري منذ زمن طويل مع الزعماء المهمين الآخرين في الجبال الواقعة بين سطيف وبجاية؛ وأن استعداد هؤلاء السكان للتقارب مع عبد القادر قليل، واستعدادهم  للاستماع إلى اقتراحاتنا أكثر من ذلك بكثير ؛ وأن المعاملات السلمية يمكن أن تجلب تأسيس علاقات ضرورية لمستقبل أمننا ولصحن احتلالنا.

ألا يكون السير بالقوة المفتوحة المعلنة على بجاية  مؤشرا على حمل السلاح  بشكل شامل  لهؤلاء السكان؛ الذين قاوموا بشدة؛ عبر العصور كل محاولة لغزو جبالهم، و تدمر لسنوات طويلة  كل بذور التقارب التي أعدت بعناية من قبل إدارة ماهرة؟.

إذا كان فكر الماريشال الحاكم العام ؛على العكس من ذلك دائما،  كما أكدناه ؛ هو محاولة القيام بالعملية عبر باب الحديد ،  واحتلال حمزة، أفلا يمكن أن يكون من المفترض أن يحاول الاستيلاء عليه حين ، تصبح مسافة  ثلاث  مسيرات  فقط هي التي  تفصله عن هذه البيبان المرعبة ؟. عندما أعلن أن عبد القادر، بعد هزيمة خليفته باي سيباو  من قبل القبائل  قام بسحب  قواته من حمزة  ، ولم يبعث  بن عكار مع بعض فرسانه  إلى مجانة إلا ليغطي على حركة انسحابه وتراجعه ؛ و في الأخير فعندما تظاهرت  قواتنا بالتوجه إلى بجاية  ، انتشرت الشائعات في كل مكان عن عملية ستنفذ عليها،  وهو ما أعطانا الأمل في إمكانية تحويل مسيرتنا للعدو،  والالتفاف عليه ، والوصول إلى كل الأماكن المستهدفة.

ألا نكون بعودتنا  إلى قسنطينة دون الاستيلاء على أي هدف مسخرة لدى العرب ؟.إذن ما أخزاه من حدث ، بينما  أثناء عبورنا منطقة قسنطينة حتى البيبان ، وسط الجماهير الصديقة  ، كنا نؤكد للسكان أننا ستذهب من خلال حملتنا الجريئة، لكتابة حقنا القانوني في حمزة والأراضي الشرقية. وضمان استمرارية طرق المواصلات بين الجزائر و قسنطينة.

 ما أعظمها وأجملها من نتيجة ! أي انطباع سيتولد في نفوس الأهالي (عديمي الكرامة ) ! ما أعظمه من حدث بالنسبة لمستقبل المستعمرة ! كان ولي العهد على  رأس إحدى فرقنا. ألا يخطر في الذهن ضمه  إلى هذه  الطابور الرائع الذي جاء به  الماريشال  إلى مدينة سطيف؟

 كان معروفا أيضا وبفضل الرعاية النشطة للإدارة العسكرية، أن طابور حملتنا ، يتألف من2600 مشاة و 500 فارسا،  و250 رجلا من سلاح  المدفعية ، و100 من رجال الهندسة المدنية  ؛ و 350 من رجال الإدارة، في المجموع 5800 رجلا . كان لهم من المؤونة ما يكفي لمدة تسعة أيام من غذاء؛ و لحوم تصل إلى أكثر من عشرين، على الرغم من أنها كانت نصف تموينية بالنسبة للماء : وهذه المؤونة قد تبدو كبيرة بالنسبة لحملة على بجاية التي لا يمكن أن تقدر المسافة إليها  بأكثر من خمسة أيام. والتي تحتم  التحديات المتوقعة  التي قد تنجم من طبيعة الطريق  الوعر إليها التقليل من الأمتعة.


25 أكتوبر

في 25 من شهر أكتوبر على الساعة الثامنة صباحا، شرع الطابور في السير باتجاه عين الترك. وهناك  أقيم  المخيم على ضفاف واد بوسالم بالقرب من المكان الذي يدخل فيه الواد بين جبال الصومعة ودنيني ليذهب كي يشكل الرافد الرئيسي لنهر بجاية. وكان يتردد أننا سنزحف في اليوم التالي على زموره، وهي بلدة  صغيرة محتلة من قبل الاتراك ، حيث يجب أن نتمون ثم نواصل مسيرنا نحو بجاية.
 

26 أكتوبر
في 26 على الساعة السادسة  صباحا، تركنا  واد بوسالم  مهتدين بآخر أشعة يرسلها القمر ، عندما، وبعد ساعتين من السير ، ارتفعت همهمة سعيدة وسط الطابور من بعض الجنود المتقدمين ، الذين كانوا  يقومون بمهمة الاستطلاع  في  زموره مفادها أننا لا نسير باتجاه الجنوب فنشط الخيال لدى  الجميع ، وفي لحظة أخذ اسم باب الحديد ، وهو باب الجزائر ،  يتردد على كل الشفاه  . ازدادت خطى الطابور سرعة، وسمعت أناشيد الجوقة الغالية العزيزة على كل فوج فازدادت الحمى والتعب أكثر لدى أولئك الفرنسيين الشجعان ؛ ذوي الذكاء المتوقد في  الأمور العظيمة ؛ والعقول الأكثر بصيرة وتمعنا التي تحاكم المؤسسة ، وتحسب للعقبات  التي لا تعد  ولا تحصى ، و التي من المتوقع  أن تواجهنا ،و لضعف الطابور المكلف بإنجازها ، وللموسم  الممطر الذي يمكنه أن يحولها إلى مهمة مستحيلة ، ويصبح الانسحاب واردا أيضا.
 وأنا أقول : لا يمكنني تجاهل الحماس الذي  عم جنودنا  الرائعين  ، وكل واحد منهم يبحث فيها عن فأل للنجاح .
أصبح من المهم الآن أن نجد في سرعة السير؛  ضمانا للسرية بأكثر حيطة و حكمة ، والتي لوحظت  حتى الآن ، بفضل الخبرة العالية للسيد الماريشال الحاكم.
وبخصوص السيد  دوق أورليانز ؛  وبفضل الرعاية الجادة ؛  فقد تم  توقع كل شيء يتعلق بسرعة سير فرقته ؛ إذ بعد أن استرحنا بسيدي مبارك المؤدي إلى بوعريريج  ؛ بالنظر إلى برج ميان ،و بعد حوالي عشرة أميال من معسكر وادي بوسالم ؛كانت فرقة الجنرال جالبوَا *تتبعها عن قرب
وبإخلائنا  لمخيم زمورة ؛  كنا قد ربحنا مسار  يوم .
 وقام المقراني ، خليفة مجانة ؛ بالطواف على كل القبائل الخاضعة لإدارته  ، لم يكن هناك أي احتجاج أو إنكار لسلطته المعترف بها حتى في زمورة.
أمر السيد الماريشال الحاكم  الجنرالَ  جالبوَا أن يعتبر الأتراك ؛ والكراغلة القاطنين بهذه المدينة من ممتلكات فرنسا ،  وأن يخضعهم للتنظيم ، ويضعهم مؤقتا تحت سلطة المقراني
سمح تحركنا لسكان ميانة - التي جعل حضور عامل الأمير عبد القادر في نواحي قسنطينة السكان يفرون منها - بدخول دواويرهم.
أعطيت الأوامر من أجل إصلاح برج مجانة؛ وبالأحرى بوعريريج، الذي عمره فيما بعد خمسون تركيا.
رفع مخطط البرج ؛  وبني  بمواد رومانية؛ وقد أقيم على صخور جيرية ذات أحافير  تمثل هنا مجال الطبقة الطباشيرية السفلى.
 
27 أكتوبر
يوم 27 أكتوبر، على السادسة صباحا؛ شرعت فرقتان من طابورنا في السير، تجوبان السهول الحَلَمية التلال التي غطاها ضباب كثيف . وبناء على  إشعار تلقاه الماريشال ؛ فحواه أن عمر (زعموم ) ؛ وكيل عبد القادر، يريد الاستيلاء على أبواب الحديد أرسلنا  فرسان الفرقة الثانية ضده ؛ ففر تاركا  معسكره عند اقتراب المقدم  ميلتجان ؛ قائد فرساننا. لقد بات معروفا ؛ أنه  منذ أن التحق بالصحراء لم يعد يجرؤ على الانخراط في المواجهة   في مضائق أبواب الحديد.
توقف الطابور على الهضاب الجبلية للذراع الأحمر  ؛ حيث  ينتهي السهل، وحيث تنبع بعض الينابيع من بين طيات الجبل. ومن أعلى إحدى هذه القمم ؛ رأينا  تتابع  السلاسل الجبلية المتراكبة؛  والوديان المتكاثرة المتنوعة حيث يتحتم على جيشنا الذهاب للبحث عن أبواب الحديد *.
كان هناك صبايحي  قديم ، وكان قد سار منذ  عشر سنوات على رأس الطابور،  فراح  يشير إلى أكمتين متباعدتين ، حيث كما قال: بينهما الممر المنشود الذي طالما تمناه.
كان يجب علينا أن نعمل بقدر ما نستطيع لكسب أكبر مساحة ممكنة.
دوق أورليانز شكل طليعة تتكون من وحدة الاستكشاف الثانية ، واثنين من مدفعية الهاون، و150صيادا و صبايحي spahis؛ وترك بقية الفرقة تحت قيادة العقيد غيسويل . إنه يندفع إلى الأمام.

ولكن سرعان ما - و بعد نزوله من على ذراع الأحمر؛  وعبوره سهلا صغير-  أصبح على الطابور أن يواجه عقبات على القمم التي كان الوصول إليها مؤلما وشاقا جدا. كانت التضاريس قد تغيرت تماما فبدل الروابي العارية المكشوفة ؛ وجدنا أنفسنا  في خضم الوديان الخلابة  الجذابة التي كانت  في عين الناظر إليها من قمم الجبال المغطاة بالصنوبر الرائع والزيتون والعرعار -"الطاقة" - التي يفوق ارتفاعها الخمسين قدما  ، تبدو كطبيعة جبال البيريني والألب الرائعة.

. وفي مواجهتنا، على الجانب الآخر من الوادي، نمت أربع قرى كبيرة للقبائل ؛ منازلها مغطاة بالقرميد وجدرانها مبنية من الحجر منحها كل ذلك  مظهر قرانا في الضواحي .وفي ثنايا الحقل كانت غابات  الزيتون ؛ والليمون ؛ والبرتقال تعلن  عن فلاحة متطورة ؛ و في الهضاب الداخلية ترعى قطعان ضخمة،  ولم تُسمع ولو طلقة بندقية توحي بوجود  مخاوف ؛  تأتي من قبل سكان هذه الوديان الغنية ؛ وهم بنو بوخاتن وبنو عباس

 بعد ان تمكنا من عبور الكتلة الحجرية الحديدية لذراع العسكر ، هبط الجيش "الشرقرق " للوصول إلى سرير واد بوخيتون Boukhéteun  الذي يجب سلوكه للوصول إلى أبواب الحديد.

الصعوبات التي تواجه عابر هذا المقطع لا تصدق؛ فعرض مساره بضعة أقدام فقط ؛ تحيط بها الوديان العميقة. اسم الشرقرق يعني القفز في الفراغ، وبالتأكيد لم يعط أي اسم للمكان  أفضل منه أبدا.
وصلت كتيبة  طليعة الاستكشاف الساعة السادسة هضبة سيدي حسن، القريبة من واد بوخيتون .  Boukhéteun كان من المستحيل علينا أن نذهب أبعد من ذلك، واتخذت جميع الخطوات اللازمة لإقامة المخيم.
  في الساعة العاشرة والنصف مساء وصلت كتيبة الحراسة الخلفية بعدما قاست مصاعب لا توصف؛ ولكن دون أن تتعرض ولو لحادث واحد.
مررنا بحوالي عشرين موضعا في مسيرتين، منذ أن عسكرنا بواد بوسالم؛ كنا قد  تجاوزنا بالفعل العديد من العقبات، وأخيرا ها نحن على عتبات  البيبان، كانت  الأضواء الساطعة المنبعثة من قناديل الصنوبر تشع من جميع النقاط في المخيم، وأغاني جنودنا تختلط بألقها. لم يجرؤ الأتراك أبدا أن يتوقفوا في هذا المكان؛ تركنا الطريق الرومانية المهجورة من قيصرية إلى قرطاج التي تنحرف عن أبواب الحديد، أين لم يمش الرومان أبدا ، وحيث اختفى كل أثر لأي بناء روماني  ، على بعد مسافة قصيرة من برج مجانة ، كنا على مقربة من مصب واد بوخاتن وواد المالح اللذين تجتمع مياههما وتشقان أبواب الحديد ، وفي هذه الأثناء بعد التعب الشديد  كنا محرومين من المياه الصالحة للشرب والاستعمال ، فمياه هذين الوادين تتدفق على طين زرقاء منتجة كمية كبيرة من الطفح بتفاعل مع كبريتات المغنيزيوم بتركيز شديد يجعل الماء مرا  .
ظهر عرب بني عباس وبني بوخاتن وتكاثروا في معسكرنا، جالبين معهم العنب والشعير والتبن، وكنا  ندفع  أثمانها لشيوخهم بسخاء ، ثم عينا  من بينهم حراسا لأبواب الحديد ، وكان عليهم  في المقابل أن يدلونا على الطريق .
وفي اليوم الموالي أعلنوا اعترافهم  بسلطة الشيخ المقراني، بوصفه خليفتنا  المعين من قبلنا في المنطقة، وعائلته هي واحدة من أقدم وأكثر العائلات  احتراما في هذه الناحية .
 تلقى الشيوخ برانيس التنصيب في وظائفهم الجديدة من يدي سمو  الأمير الملكي ، وتعهدوا أن يكونوا الخدم الأوفياء لفرنسا.
إنها إحدى النتائج الأكثر استثنائية لتقدم هيمنتنا  على ناحية قسنطينة،  وهي خضوع هذه  القبائل القوية ، إذا جاز التعبير، التي تقطن بلادا وعرة  لا يمكن الوصول إليها عمليا، و التي أعجزت الأتراك عن ترويضها.

 
28 أكتوبر.

  كان اليوم التالي هو اليوم المحدد لانفصال الفرقتين : فرقة أورليانز وفرقة جالبوا، هذه الأخيرة كان ينبغي عليها  العودة و الدخول إلى مجانة  لمواصلة احتلال محافظة قسنطينة،  وحشد  أتراك  زمورة واستكمال الأعمال الضرورية لاحتلال سطيف بصفة نهائية.

منذ الصباح جاء ضباط جميع الجيوش و الهيئات تباعا لتوديع ولي العهد؛ فلاح على وجوه كل هؤلاء الشجعان ألم عميق نتيجة لتوقف تقدمهم نحو العاصمة والمشاركة في أعمالنا التي أسرت الخيالات ،وكان عزاؤهم في  كون مهمتهم بدورها كبيرة وجميلة جدا ألا وهي المحافظة على هذه المقاطعة الشاسعة لفائدة فرنسا ، وفي يقينهم  بأن ولي العهد قد عاين وأعجب بأعمالهم، وكفاءاتهم و معاناتهم، وأنه سيترافع بحرارة للحصول على المكافآت للبعض منهم ، وتحسين أوضاع البعض الأخر ، فكان  ذلك عزاء قويا بالنسبة لهم كما أعربوا عنه هم  أنفسهم

   كانت قد أمطرت في الصباح،  ولم تجعل الأمطار الطريق غير مسلوك إلا في حوالي العاشرة والنصف على الأبواب قد توقفت، أن فرقة اورليانز يمكنها السير ، و كانت تتألف من:

المشاة - 2551 رجلا من الثانية و والسابعة عشر خفيف و والثالثة والعشرين صف.

الفرسان-   248 فارسا من الأول والثالث صيادين والصبايحية:

المدفعية: 156 رجلا مع أربع مدافع جبل مزودة ب60 طلقة و70.000 خرطوش مدفعية.

الهندسة المدنية: 180رجلا مع  أداة على بغال ، في المجموع 3000 رجل  ، كان المشاة يحملون غذاء ستة أيام  و 60 خرطوشا.  والحظيرة كانت  تتألف  من 800 حيوان ؛ وكانت الإدارة  تحمل مؤونة سبعة أيام من المواد الغذائية؛ إذ كانت تقود حظيرة  من الثيران توفر لها اللحوم ، والأعلاف من الشعير للحيوانات ، كانت قد وُفِرتْ بنفس عدد الأيام التي للرجال. شرع الطابور في السير منذ ساعة ، أحيانا في سرير واد بو خاتن وأحيانا على ضفة من  ضفتيه ، قي مقدمته اثنان من شيوخ العرب كمرشدين ،  حين أخذ الوادي الذي كان واسعا بما فيه الكفاية حتى الآن  ينكمش فجأة؛ بدأنا نرى جدران هائلة من الصخور مع قمم يضغط بعضها ضد  البعض ترتفع أمامنا  , وقد زينت الأفق بطريقة فريدة من نوعها تماما.

  ثم بدأنا في تسلق درب وعر على الضفة اليسرى من النهر، وبعد تسلق مصاعد  ونزول مهابط مؤلمة، أين كان مهندسونا يعملون بكد شديد  كي تتمكن البغال من المرور، وجدنا أنفسنا في منتصف هذا التكوين الصخري الضخم  شديد الانحدار الذي كان قد حاز إعجابنا  حين كان أمامنا على بعد خطوات قليلة من قبل.

كانت هذه الجدران الكبيرة  من الحجر الجيري 800-900 قدم في ارتفاعها ،  تتجه  من الشرق 10 درجة شمالا إلى 10 درجة جنوب غرب، مفصولة بأبعاد متتالية من الوحل الطيني   بين 40 و 100 قدم  تشكلت بفعل التحات وعوامل الزمن، فراحت تتكئ على التلال التي تتقاطع مهاوي ومرتفعات  يستحيل معها تقريبا الصعود والنزول  بشكل منتظم..


انحدار أخير بشكل رأسي تقريبا؛  أوصلنا  الى منتصف أصعب موقع، حيث، وبعد ما يقرب من عشر دقائق سيرا على الأقدام عبر الصخور المتراكمة التي راحت ترتفع أكثر فأكثر، وبعد دوراننا يمينا بزاوية قائمة في  مجرى النهر ، وجدنا أنفسنا في قاع ضيق حيث كان من السهل إطلاق النار علينا من  اعلى  هذه  الجدران الصخرية  ، من دون أن تكون  لدينا القدرة على القيام بأي شيء ضد المهاجمين .


  هنا يوجد الباب فتحة عرضها ثمانية أقدام واسعة، تسلك عموديا في واحدة من هذه الجدران الكبيرة المتآكلة في أعلاها والرمادية في أسفلها


أزقة جانبية تشكلت بفعل تدمير أجزاء طينية متتابعة حتى الباب الثاني، حيث لا يمكن لبغلة محملة أن تمر إلا بمشقة.


والثالث أبعد بخمسة عشر خطوة، ينعطف نحو اليمين. الباب الرابع هو أوسع من الآخرين،  وهو على بعد ثلاث وخمسين قدما من الثالث؛ ثم الممر الضيق الممتد الذي يأخذ في الاتساع قليلا، ويكاد لا يمتد لأكثر من ثلاثمائة قدم.


  استطاعت المياه  العبور بمشقة  من أعلى إلى اسفل الجدران الحجرية الجيرية وإحداث هذه الفتحات الضيقة ذات الهيئات العجيبة  ، والذي لا يوجد وصف  يمكنه أن يعطي  فكرة تنطبق عليها ، وبجدارة  من اسم أبواب. هذا هو المكان الذي هرعت إليه طليعة طابورنا تحت قيادة  ولي العهد والسيد المارشال الحاكم، على صوت الموسيقى العسكرية  وصيحات  الفرح التي أطلقها جنودنا فهزت الصخور  البرية .إلى جانبهم رجال الإطفاء ؛ الذين نقشوا على الصخر هذا المحفور البسيط : "الجيش الفرنسي1839 ".


 وبخروجنا من هذا الممر المظلم، وجدنا الشمس مشرقة و"واديا جميلا وعلى بعد مسافة قصيرة، سرعان ما اتخذ كل جندي بقعة فسيحة للاستراحة, وقد أمسك بيده دومة  اقتلعها من جذعها  من هذا الدوم العتيق ، الذي في ظل صخور البيبان  المخيف ، كان يعتقد عبثا أنه في مأمن من نيران ولاعاتنا.
 
كان من المستحيل عادة  أن نتطلع إلى التتويج باحتلال موقع أروع من هذا  وكان ينبغي  انقضاء أكثر من يوم  لذلك ؛  وقد كان الطقس العنصر الأساس في نجاحنا.

أمر ولي العهد طليعة الجيش بالاندفاع عبر الممر ؛ لاحتلال القمم المحيطة المطلة على المنافذ فورا؛  وكان يجب تخصيص ثلاث سريات من قوات النخبة لتفعل الشيء نفسه؛ يمينا ويسارا طوال  فترة ما تبقى من عبور الكتيبة والقافلة.  وقد توجت هذه الترتيبات بالنجاح الكامل،  وتم إحباط كل هجوم محتمل ؛ فلم يحدث شيئ،. رغم  إطلاق أربعة أعيرة نارية من قبل اثنين من اللصوص من على مسافة  بعيدة ، لم تصب أحدا، جاءا وحدهما يحتجان ضد هذا المرور المبارك الذي أنجزه طابورنا ، خلال ما لا يقل عن ثلاث ساعات ونصف. أشرقت  شمس  جميلة أنارت توقفنا الكبير للاستراحة ؛ تجلى خلالها انتشاء كتيبتنا  الذي تبدّى  في ألف مظهر من خلال سيل من هذه الكلمات التي أجاد الجنود الفرنسيون ارتجالها.  وقد توجت حرابنا المرتفعات المجاورة . 
 برق دوى بعيدا عن يميننا ؛ اختلط لمعانه وانفجار الرعد مع أصوات أوتار موسيقانا العسكرية الصاخبة ، وكل واحد منا يغمره الأمل، شاعرا  بأننا قد أنجزنا القسم الأكثر صعوبة  لمؤسستنا الجميلة، حيث كان  أقل فيضان ، حتى وإن كان دون ثلاثين قدما بين الأبواب، بوسعه أن يجعل  مهمتنا مستحيلة

في الساعة الرابعة  استأنف الطابور مسيرته،  متبعا  ضفتي  مجرى بوخاتن  الواسعتين حتى وادي البيبان  الاسم  الذي  يتخذه  المجرى بعد أن يتجاوز الابواب.

 هبت عاصفة عنيفة أخرت وصولنا في مساء اليوم ذاته إلى بني منصور ، وكان ينبغي علينا نصب معسكرنا في مكانين على ضفتي البيبان في المكان المسمى المعقل، حيث يحمل النهر اسم المالح، وماؤه مالح   ووقفنا بأنفسنا على صدق مقولة العرب التي تسمي المكان طريق العطش ،وهو الذي نحن بصدد عبوره.


29 أكتوبر

ساد جو جميل في اليوم التالي، وبعد أن تم عبور غابة، لعلها الوحيدة  الجديرة بهذا الاسم في أفريقيا؛ حيث نصادف بوفرة  أشجارا راتنجية جميلة   بجذوعها المشقوقة التي تعلن مهارة الشعب الصناعية ، اعتلت طليعة طابور الحملة الاستطلاعية تلة يمتد أمامها واديان رائعان تشرف عليهما جرجرة ويلتقي بهما مصبا واد بني منصور وواد المالح،

 و يشكلان مجرى واحدا يشق طريقه باتجاه بجاية.

 كنا على مقربة من ست قرى كبيرة، جيدة البناء محاطة بحدائق رائعة متجمعة على قمم المرتفعات.

بعيدا، من جهة اليسار، لاحت على الجهة المعاكسة، مدينة ذات مأذنتين أضفتا عليها طابعا ذا أهمية كبرى . أن الوادي مغطى بأشجار الزيتون و المزروع بشكل منتظم يعلن عن صناعة غنية لهؤلاء السكان وسط المحيطين بنا. ظهر العديد من سكان القرى مجموعات مجموعات أمام منازلهم، من المؤكد  كانوا متفاجئين من وصول كتيبة فرنسية لم يتنبؤوا باقترابها، ولعل الذي منعهم من معرفة الأمر عاصفة الليلة السابقة. تحرك سريع من طرف فرساننا لم يمنحهم فرصة التفكير في الهروب، فجاء زعماؤهم لإعلان استسلامهم وخضوعهم مع تهديدنا لهم بتدمير كل ما لديهم إذا ما تم إطلاق طلقة واحدة من الرصاص على الكتيبة.

سار جيشنا إلى قريتين ، فاشترى جنودنا المؤنة  التي قدمها لهم العرب ،لكن بدون ارتكاب أي عنف أو سلوك مشين  .هيئة هاته القرى تنبئ   أهلها  أهل صناعة  ، فالعديد من المعاصر , فضلا عن أشجار زيتون الوادي التي لا تحصى ،و التي طُـُعم معظمها بعناية ، كله يحمل على الاعتقاد - خاصة في بني منصور-  أنها مصدر الزيت التي يبيعها العرب في سوق الجزائر العاصمة. 

كانت هناك استراحة عند واد بني منصور أو ود لكحل ، ما سمح لنا أخيرا بسقي خيولنا و بغالنا التي لم تجد مورد ماء منذ اثنتين ئ خمسين ساعة .

بعد ساعة  جعلت الكتيبة  النهر صالحا للعبور, حيث كانت  طبقة الطمي واسعة جدا ، و تحتوي في حجارتها  أكثر أصناف الرخام و الحجر الرملي  جمالا ، استأنف  السير على طول الضفة اليسرى ، باتجاه حمزة ، و الذي أصبح الوصول إليها مساء مستحيلا عكس ما كان مرجوا.

 مراسلات عبد القادر التي  ضبطت عند مساجين أسرتهم طليعة كتيبتنا  تـُعلم معسكر أحمد بن سالم باي سباو ، خليفة الأمير ، مقام  على  الضفة اليمنى من وطن ونوغة. 

نفهم من خلال مراسلات عبد القادر الموجهة إلى سكان جيجل  دعوته إياهم إلى إعلانهم  الثورة  و العصيان العام ضدنا ، وقد كانت مؤرخة في معسكر.

30أكتوبر

كان الطابور قد اتبع منذ انطلاقه من سطيف، الطريق الكبيرة المؤدية من قسنطينة  إلى المدية عبر سهول مجانة المرتفعة ، ثم  عبور وادي بني منصور للاقتراب من الجزائر واجتياز السلسلة الأولى للأطلس كان ينبغي بعد ذلك  أن تدور إلى الشمال إلى مرتفع حصن حمزة للوصول منه  إلى وادي حمزة  ومن هذا الأخير إلى وادي بني جعد الذي يلتقي مجراه في النهاية بمجرى  وادي الزيتون، فيشكلان معا نهر يسر. في حال بن سالم  ؛خليفة الأمير؛ فقد كانت لديه نوايا عدائية ضد الطابور، وكان يبتغي كهدف السيطرة على هضبة البرج لدعم حقوقه على القبائل  الخاضعة لحكم عبد القادر وسد الطريق إلى الجزائر في وجوهنا.
و لمنع هذه المناورة، أوصى المارشال القائد العام دوقَ أورليانز بجمع كتائب النخبة من فرقته، وجميع الفرسان واثنين من مدافع الهاون المضادة للجبال. ذهبنا من كاف الرجالة، يوم  ثلاثين ؛ بساعة قبل طلوع النهار ، للانتقال بسرعة إلى أعلى حمزة ، محتفظا بحقه في قيادة نفسه وبقية الطابور، وذلك ليكون قادرا على  مؤازرة سمو الأمير الملكي  إذا ما نشبت المعركة .
   سار السيد دوق أورليانز بسرعة إلى حمزة على رأس الطابور في الوقت الذي دخل  فيه الطابور في وادي بهذا الاسم،  وبعد ان عبر احمد بن سالم، واد النوقة ( الاسم الذي يطلق على  هذا الجزء من واد بني منصو) ومد وجوده حتى  القمة المقابلة  لتلك التي سلكها الطابور الفرنسي. بعد احتلال الأمير الملكي، المرتفعات المطلة على نهر حمزة بقوة ، بفضل سلاح المدفعية "أرسل فرسانه في الوادي؛ الصيادين ، والصبايحية يقودها  العقيد ملتجان الذي تسلق بسرعة حافة القمة التي ظهر فوقها فرسان بن سالم؛ ولم يتباطؤوا في الانسحاب منها  دون اطلاق رصاصة واحدة، الخليفة الذي رأينا أعلامه ،وبعد أن حُذرَ من أن قوات الأمير ولي العهد؛ كانت متجهة إلى الجزائر، أمر فرسانه بالانسحاب نحو الغرب باتجاه المدية  وتخلى عن مشروعه المتمثل ع في عزمه الدفاع عن  موقع حمزة كما هو مرجح.
وبمجرد أن اعتلى فرساننا  المرتفعات التي تخلى عنها العرب حتى أمر ولي العهد، الذي كان قد صعد هناك بشخصه، قوات المشاة بصعود الوادي و احتلال حمزة طليعة الجيش لم تتأخر وسرعان ما بسطت سيطرتها حول هذا الحصن الذي عثرنا عليه مهجورا تماما

عند الظهر وصل المارشال مع بقية الفرقة إلى برج حمزة وهو مربع منجم اهدم طلاؤه في معظمه ؛ المساكن الداخلية التي  بنيت من قبل الأتراك، لم تعد موجودة؛ و إحدى عشرة قطعة مدفع صدئ تستلقي على الأرض؛ لا شيء قد ظهر ،ولم يجد الجيش بداخل الحصن اي مؤونة لا الأفواه أو للحرب.

إن موقع برج حمزة، قد تم اختياره بتوفيق كبير فهو يشرف على السهول الشاسعة التي شكلتها الجبال العالية، وتفضي إلى ثلاثة وديان تؤدي إلى الجزائر، وبجاية، وإلى أبواب الحديد، وسهل على شكل طوق يؤدي إلى المدية

على الساعة  الثانية استأنف الطابور مسيرته، باتجاه الشمال متجنبا الطرف الغربي لجرجرة نازلا إلى حوض وادي يسر ؛ وسرعان ما أصبح الطريق صعبا ، للغاية ،أقام الطابور مخيمه في الجزء السفلي من المسلك على هضبة قليلة الارتفاع ؛ تشرف على ما حولها إلى  حد ما، وكان من الضروري حمايتها بإقامة العديد من نقاط الحراسة المتقدمة.
وصلنا إلى أراضي قبيلة بني جعد الخاضعة لسلطة الأمير عبد القادر، فأعطيت الأوامر من أجل تشديد مسيرة الطابور في اليوم الموالي قدر ما يمكن.
 

31 أكتوبر


في 31 أكتوبر، سار الجيش على السادسة والنصف صباحا. كان عليه أولا عبور ذراغ  أغبال الصعب ، غطى عدد سكان الدواوير الكثر الذين  كانوا يراقبوننا هذه التلال ، ونحن نعبر ، دون أن يبدوا أي  نوايا عدائية.
 عند الساعة العاشرة صباحا، عندما كان  الحرس الخلفي ينزل أسفل المنحدر، ظهر عدد قليل من الفرسان على التلال المحيطة ، وورمينا بطلقات نارية من بنادقهم ،فأسرع الدوق أورليانز إلى مؤخرة الجيش حيث الحرس الخلفي ، وعرف على الحين  أن نسبة صغيرة من السكان أفصحوا عن عدائهم ؛وهم من قام بالهجوم، وبعد الرد  ببعض الطلقات للانتقام من العرب للدم الفرنسي  الذي تدفق، أمر الدوق الطابور بمواصلة تحركه
بعدها توقف الطابور لوقت طويل بالمكان المسمى " أولجة دالي باشطة" ، بالقرب من نهر يأخذ اسم المكان، وهو رافد من روافد واد يسير.

وسرعان ما ظهرت أعداد كبيرة من الفرسان في خلفنا ؛ على القمم ؛ يمين الهضبة التي توقف بها طابورنا . واخذت طلقات البنادق تنهمر علينا من هذه المجموعات المختلفة ؛ ثم انحدر العرب من المرتفعات  سيرا على الأقدام. تعرفنا على فرسان باي  سيباو* من لون برانيسهم الحمراء ، وأصبح واضحا أننا لا يمكن نتجنب هذه  النزاع  ، وأن نحفظ للحملة طابعها السلمي الخالص.

 قام السيد المارشال بقيادة القافلة في حماية الكتيبة السابعة عشرة والثالثة والعشرين ؛ خلال فج عميق ومشجر يعبر الهضبة كنا نحتله. عبر ولي العهد هذا الفج  مع الثانية مشاة ؛  واعتلى قمم الرماة. اختبأت ثلاث كتائب من أخر حراستنا الخلفية في الفج لتزحف مباشرة نحو العدو، وانقسم الثمانون فارسا التابعة  للعقيد ملتجان إلى ثلاث فصائل : اثنتان لمحاصرة العرب من اليمين واليسار، والثالثة لشغل المتطرفين. وعند إعطاء الإشارة من الأمير نفسه، الذي لم يكف  عن الظهور وسط رماتنا بقبعته، وهو الوحيد الذي كان يقف مكشوفا أمام الجميع من أفراد الجيش، وكانت إشارته بلونها الرائع نقطة التسديد والتصويب ، وكذا سرجه الأحمر ووسام جوقة الشرف على صدره، وقد نفذت العملية بزخم ودقة مثيرة للإعجاب. و طرد العرب من القمم التي كانوا يحتلونها بفضل سلاح فرساننا، ثم وصلت الكتائب التي كانت كامنة ؛ وقتلت العديد من العرب من مسافة قريبة.

 كان علينا أن نعبر عن حزننا لمقتل صياد من رجالنا وبعض الجرحى من بينهم السيد ليستابسي  ودوكري، ضابطي فرقة الصيادين، وجراحهما لحسن الحظ ليست مقلقة .

هذا الدفعة القوية ؛ حجمت بما يكفي جرأة العرب لأكثر من ساعتين تقريبا ، ولكنهم استمروا في متابعة كتائب رماتنا  ؛ وتبادلوا معهم بضع الطلقات النارية ،  وفي حوالي الساعة الرابعة أراد الأمير الملكي، أن يعلمهم أننا قد عبرنا على أبواب الحديد بمدافعنا ؛ فاستقدم مدفعا ، وأرسل  بكثير من الدقة  قذيفتين وسط أكبر تجمعاتهم. هذه العملية أخافت أعداءنا، ولم يعد جنودنا يشعرون بالانزعاج  في انسحابهم المتناسق الذي طلب منهم القيام به لإنهاء اليوم.
وصلنا على الساعة السادسة مساء إلى واد بني هني ؛ وهو رافد رئيسي لواد يسر عبره جيشنا ، ونزل على
هضبة مرتفعة على الضفة اليسرى. كان هناك، فضلا عنه،  العديد من الأنهار التي كنا قد عبرناها في تفس اليوم، وكان  اجتماعها واحدة من العقبات التي يمكن أن تصبح قاتلة بالنسبة للطابور . انهمرت الأمطار وأرسلت سيولها التي جعلت النهر مستحيل العبور. فماذا علينا أن نفعل في مثل هذا الحال ؛ مع قدر محدود من المواد الغذائية ؛ ودون عتاد للجسور ، مع حضور عدو لا يتعب. ومع ازدياد وضعنا مأساوية بدون توقف؟ هذا  سؤال آخر من بين تلك الأسئلة التي لا يجاب عليها إلا بتحقيق نجاح جديد.
 هناك جسر جميل مهدم في بني هني  أقيم  بأمر من عمر باشا، داي الجزائر، والذي بحسين داي الذي خلعناه ، وكان هو الوريث الخامس. هذا الجسر أطيح به بفعل فيضانات  جرفته، والطريق مرصوص حتى متيجة ، بني هذا الجسر بأمر من نفس الداي ، كان الطريق نفسه مهدما في  جزء كبير من مداه؛ كانت بقياه  على المنحدرات تجعل أي محاولة لسلوكه صعوبة كبرى .

  كنا في نهاية يوم من السير من مخيم "فاندوك" ،  وسنذهب لمد يد المساعدة  لفرقة "ريهليار" التي بلغنا أن شملها سيلتئم على واد قدارة ، والتي كانت على استعداد للمشاركة في عمليات الحملة ،  ومع هذ ، ا و حتى الآن ؛  فنحن لازلنا نلقى  صعوبات كبيرة يتعين التغلب عليها قبل نهاية مهمتنا الصعبة والجميلة. كان علينا عبور سفوح  جبل "عمال"، والذي لم يُتبعْ أبدا مسار أكثر منه صعوبة ،  من قبل جنود فقراء قطعوا ما يقرب من مائة وعشرين موضعا في رحلتهم كما يقال ، دون توقف، وبعد كل شيء تقريبا فجميعهم أصيب تقريبا في غضون هذا العام الرهيب بواحد من الأمراض التي تحوي  أفريقيا  جراثيمها القاتلة.


1  نوفمبر

على الساعة السابعة صباحا، بدأت طليعة الحملة تسلق المسار الحاد المؤدي إلى مخيم عين سلطاني. ومن أجل حماية  أفضل لسير القافلة ، ظل العقيد " كوربين "متمركزا في بني هني مع الكتيبة 17 مشاة ، والكتيبة 50 صيادين واثنين من مدافع هاون الجبل.  وقاد الأمير الملكي  الطليعة ؛ فأنشأ  مواقع قرب عين سلطاني عندما علم أن بضع طلقات أطلقت على مؤخرة  الحملة. وسارع بالذهاب فورا إلى هناك، صاعدا ؛مجتازا العديد من الصعوبات، في أراض كان يعتقد باستحالة سلوكها، موكب طويل، مكتظ بأمتعتنا وبقافلة عربية وصلت ذاهبة باتجاه أبواب الحديد، اندفعت  وسطنا.
 وصل الأمير فورا إلى خط المتحاربين،  وكان العرب حينها  قد تكبدوا خسائر كبيرة من أجل عبور الوادي الذي يفصل مخيم  بني هني عن مكان تواجد موكبنا ؛ حيث نحن الآن
مما لاحظناه من بين ما لاحظنا سقوط فارس يرتدي برنوسا أحمر ؛ كان من بين أولئك  الذين كانوا يساعدون العرب وقد قتل حصانه. عزز الأمير خط الرماة ؛ ووزعهم بإحكام على  القمم لتأمين الموكب ؛وأعاد تنظيم وضبط  الاحتياطات، ووضعها إلى جنب الطابور، وعلى الطريق خلفه  وضع الفرسان الذين لا يمكن أن يستفاد منهم في أرض وعرة مثل هذه ؛ مقدرا بحق :أن أي تراجع ؛ ينبغي ضمانه بحركة قوية إلى الأمام.

 السيد دوق أورليانز، بعد  أن وضع مدفعين من مدافع الهاون في منعطف من الطريق ، حيث كان  يقاتل في نقطة كان ينبغي أن  ينسحب منها العرب،  ,اعطى الأمر لكتيبتين  من الصف السابع ، بمهاجمة العدو فطاروا إليه ؛و قتلوا الكثير من أفراده  وبقذيفتين  من المدفعية على جموع الأعداء المرعوبة  المضطربة ؛أتمت تحقيق الهزيمة التي خرجت بهم من الصراع.
حيئذ أصبح بمقدور قوة الحراسة بمؤخرة الطابور استئناف السير بانتظام.

في ينبوع عين الآغا ، صرنا في قعر مضيق حرج حاول العرب  بحملة شديدة علينا؛ وبتقدم بعض رماتهم أن يحملونا بعض الخسائر؛ ولكن كتيبتين  من 17  رماة  تم نشرهم ؛ واجهتهم بجواب قوي ، وكانت هذه محاولتهم الأخيرة، وبها توقفت الطلقات الأخيرة في عين سلطاني.
قبل هذا الموقف ؛ كان العدو قد أوقف بفضل صف جنودنا من الرماة الصيادين، وصف آخر تمركز خلف كتيبة المشاة جعلا العدو لا يجرؤ على الهجوم. وبعد فترة وجيزة  وصلت الحملة إلى ربوة عالية ، حيث رأينا منها البحر ومدينة الجزائر؛ فتوقفنا وبدأت مجموعات من جنودنا استعراضات حربية تكريما لإنجازاتنا الكاملة الواسعة

ثم بعد بضع ساعات من ذلك ، وبعد قطع  مسارات شديدة الصعوبة لم  تسمح لقافلتنا  بالوصول إلى  مخيم خميس الخشنة إلا بعد الساعة التاسعة ليلا ، وبعد  أن عبر الدوق أورليانز واد قدارة ، هذا المعلم الحدودي الشهير المتنازع عليه كثيرا ، عبرت فرقة "ريلهاير" وهي تتكون من فيلق من زواوة  وفيلقين  من62 ،واحد  من 48 ، و ومجموعتين من الصيادين ،وواحدة من الصبايحية  وكتيبة  للهندسة  المدنية وأربع قطع هاون..  وقد رأينا مظاهر التعب مرسومة على وجه كل  واجد من وجوه هؤلاء الأخوة الشجعان في الأسلحة مع فرحهم لرؤيتهم إيانا نصل، مع أسفهم  لعدم تمكنهم من تجاوز الحد الذي كان  مرسوما لهم ، كي يأتوا ليقاسمونا أتعابنا ومخاطرنا.
في المساء خيمت الفرقة كلها في العراء بخميس الخشنة، حيث عثر كل جندي على صديق؛ وعلى الرغم من المصاعب التي  لا تصدق ؛ والتى عشناها طوال اليوم، فقد استمرت  الأحاديث الحية ؛والأغاني المعبرة عن الظرف والحال حتى المراحل المتأخرة  من الليل.

2 نوفمبر


في اليوم التالي، بمدينة الحراش، وجه الأمير الملكي للفرقة وداعه الحار الذي لامس أعماق قلوب الضباط الشجعان الذين جاؤوا من بعيد يتبعون جنرالهم ؛ ودوق  أورليانز  يستعرض بعد ذلك ؛ على رأس جنوده  ، أمام  الزعيم اللامع الذي كان قد ترأس إتمام  عملية العبور من أبواب الحديد، وحيث  كانت العواطف في ذروتها.


ومن هناك استأنفنا السير نحو الجزائر، صانعين في  كل لحظة خطوة نحو الحضارة الفرنسية التي  بدأت تشع  بكثير من القوة  من هذا المركز الذي غزوناه.


ونحن نقترب من المدينة، وكان الحشد يزداد في كل لحظة؛ بحيث أصبح غير قابل للاختراق  بعد برج باب عزون ؛حدث هام استولى على كل الرؤوس: الأوروبيون، المور، واليهود، و الجميع ذاب وسط 

هذا الزخم في خضم المسيرة الرائعة للثانية مشاة خفيف فاختلط  ألحان الموسيقى [اهازيج الجميع حتى النساء المورسكيات قد سارعن في حشود للمرة الأولى أمام باب المدينة
الجواب المتميز جدا من ولي العهد للمتصرف المدني أوصل الوهم إلى ذروته (انظر أدناه الممرن الجزائري) ويتم إزالته بطريقة أو بأخرى من قبل موجات السكان، وقد جاء الأمير إلى ساحة الحكومة حيث جرى الاحتفال ألأخير لهؤلاء الجنود الذين  لفحت الشمس جلودهم  وانهكتهم الحملة  يسيرون بخطى سريعة، والرأس مرفوع، بعد اليوم الأخير لمسيرة عبروا فيها  تسع محطات .
عدد كبير منهم أخفى الكثير من جراحه ليبقى في ساحة النار، في مواجهة العدو ليسير في هذه اللحظة السامية أمام جنرالاته.
برهة بعد ذلك ، شرعت الجموع كلها في محادثتهم  وهو ما جعل أبطال فرقة حملة البيبان ينسون أتعابهم ومعاناتهم.
 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة
المقصود بالأمير هنا : ولي عهد فرنسا  دوق أوليانز،  أما الأمير عبد القادر فيذكر باسمه مجردا  هكذا: عبد القادر
    * - عقيد يقود فرقة مخصصة لحماية ولي العهد دوق أورليانز حسبما يفهم من النص.
*- باب الحديد او أبواب الحديد : سلسلة جبلية صخرية وعرة  تفصل بين  الهضاب العليا والساحل عرفت
كانت بمثابة باب حديدي استعمله بنوجعد  وسكان جبال البيبان كمصيدة لكل من أراد غزو منطقتهم ، واجبروا الأتراك أنفسهم على دفع  حقوق المرور مقابل السماح لهم بالعبور من وإلى الهضاب العليا وباتجاه الشرق.
الشرقرق :  اسم مكان يحمل اسم طير يعرف بهذا الاسم في اللهجة الجزائرية ,كما أنه يطلق على أماكن في سوريا ، وهو اسم له خلفية أسطورية .
* المقصود بزمورة هنا هو برج زمورة وهي مدينة قديمة تقع على بعد حوالي 26 شمال مدينة برج بوعريريج كان الأتراك قد أقاموا بها حامية لتأمين الطريق البري بين قسنطينة والجزائر العاصمة مرورا بالبويرة والأخضرية.
* باي  سباو : هو احمد بن سالم خليفة الأمير عبد القادر على حمزة ، وونوغة، ويسر ، وسباو ، وبني جعد خلال الحملة 1839.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...