يجد الشعب الجزائري صعوبة في فهم تاريخه ، والاطلاع على أحداث ماضية المتراكمة بموضوعية ،بسبب جملة من المعطيات والعوائق الفكرية ، والعلمية ، والسياسية والاجتماعية ، وكل عنصر منها يصلح حقلا لبحوث لا تسعها المجلدات الضخمة ، وما تجدر الإشارة إليه في البداية وبعجالة هو دور ثلاث فئات من العائلات الجزائرية ،أو المحسوبة على الجزائر ، بحكم أنها كانت ؛ ومازالت متواجدة بها
و تمثل 80/ من قوة السيطرة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر ، - سواء خلال فترة الجزائر الفرنسية القديمة قبل 1962م l’ancienne Algérie Française أو خلال فترة الجزائر الفرنسية الحديثة بعد 1962م . la nouvelle Algérie française - وهي بالمرصاد لقمع ؛ وقطع كل بنان يتجرأ على الإشارة إليها تلميحا أو تصريحا ، وهذه الفئات هي –:
1-عائلات القياد والباشاغاوات: هي الأساس و تتكون في أغلبها من الجزائريين الذين خانوا وطنهم ،وتنكروا له ،واعتنقوا مبدأ الجزائر فرنسية عقيدة وعملا، وقاتلوا من أجل تحقيقه في أرض الواقع مضحين بأرواحهم ودمائهم ضد الجزائريين ، وحصلوا بذلك على السلطة ؛ والمال؛ والامتيازات الكبرى المتوارثة والمستمرة ، وتعتبر هذه الفئة هي العمود الفقري الذي تلتف حوله مختلف أنسجة الدولة.
2-عائلات القضاء: القاضي، والباش عدل ، والخبير ـ والمحضر وأسرهم، المعينين برضا أسر القياد والباشاغاوات ليكونوا تحت الخدمة ، ورهن الإشارة. كما أن هذه العائلات كانت على شيء من التعليم الفرنسي ؛ أغلبه بمستوى التعليم الثانوي و كانت هذه الفئة تعتبر أهم ثاني منبع يزود الإدارة الفرنسية بالقياد والباشاغاوات و يخدمها. [1]
3- المرابطون المشعوذونles marabouts [2] والذين لم يكن يخلو منهم مكان ؛ على امتداد التراب الوطني وقد قامو ا بدور مخدر الشعب حتى اندلاع الثورة التحريرية سنة1954م ، وكانت زواياهم هي المعاهد التي يتخرج منها القياد والباشاغاوات ،والقضاة والمشعوذون ؛ وقد أختفى أغلبهم مع بداية الثورة ؛ ثم عادوا للظهور بعد انتهائها ، واصطفوا كعادتهم إلى جانب العائلات السابق ذكرها ، فأفتوا بحرمة كل مساعي المرحوم هواري بومدين لخدمة مصالح أبناء ساداتهم من الإقطاعيين ، واتهموه بالشيوعية ،والكفر ، وما شئت من الأوصاف الذميمة ، وبعد دحر كل مشاريعه الطموحة ، كانوا الذراع التي ساعدت في الانحراف بانتفاضة الشباب التي فاجأت أبناء القياد والباشاغاوات سنة 1988م عن مسارها ، فارتدوا الأقمصة القصيرة، ,وأطلقوا اللحي ، وشكلوا لجان الدعوى وألقوها في المدن والأرياف ، وجروا وراءهم السذج ورعاع الناس ، وأعدوا التربة الخصبة لعبدة فرنسا ، لإعادة بعث عصابات الجريمة كما كان عليه الحال قبل 1954م ، وسار الأمر على ما كان مخططا له ، و بعدها ساهموا في تشكيل جماعات إرهابية ، ألهت الشعب ، وشغلته عن مساءلة الناهبين ، وعن العبث بثروات الوطن ، و والسطو الوحشي الذي حول ممتلكات الأمة إلى جيوب أبناء القياد والباشاغاوات والمتواطئين المتعاونين معهم بالدينار الرمزي ، ولمحو أثار الجريمة أشعلوها حربا كاسحة ،فأباحوا سفك دم الشعب الأنديجاني البريء الذي وقع بين فمي كماشة ثلاثية الانياب ، وأخرقت آلاف المؤسسات ، وآلاف الأطنان من الأرشيف القديم الذي يعود لمرحلة الاستعمار المباشر قبل 1962ن ، والذي يعود لما بعدها، وأزهقت عشرات الآلاف من الأرواح البريئة بسبب تدخين سيجارة من هنا .أو لمجرد شبهة من هناك ، وزرع الإرهاب الممنهج و الفوضي الهادفة.
أفراد هذه العائلات هم الذين شكلوا النواة المحورية لتسيير وقيادة البلديات المختلطة les communes mixtes التي أنشأها المستعمر سنة 1876م، وعدلها بتاريخ 15/04/1884 ، على أساس أن هذه العائلات؛ كانت قد برهنت بأعمالها ، وعبر سنين طويلة ،على ولائها المخلص لفرنسا ، وعدائها المطلق والأبدي للشعب الجزائري . وعلى أنها هي خزان القياد والأغاوات ، والباشاغاوات الذين بوسعهم أن يكونوا اليد الباطشة ؛ الحكام الحقيقيين الذين تعتمد عليهم فرنسا .
فقد ورد عن الأديب الفرنسي الشهير جي دي موبسان Guy de Maupassant الذي دعا إلى تحسين صورة فرنسا في أعين الجزائيين، ونبه إلى أن بشاعة القياد والباشاغوات ، ومفاسدهم وظلمهم لأبناء هذه الأرض الطيبة، أهم العقبات التي تشوه الوجود الفرنسي ، وتنفر الشعب الجزائري منه ، فقال يصفهم ويصف دورهم :
"طغاة مستبدون ، وحدهم المحترمون ،وحدهم المطاعون ،إنهم علة الخطر الدائم علينا ، وعقبة كأداء في وجه التحضر".[3]
هذه العائلات- والتي لن تقوم للجزائر قائمة ، ما دامت فيها هذه العائلات هي هي المسيطرة وهي الحاكمة ، والتي كان من المفترض لو نجحت الثورة التحريرية في تحقيق أهدافها ، أن يغادر هذا الطابور النجس الجزائر سنة 1962م مع شواشهم ، وقبل إعلان الاستقلال ،و قبل مغادرة الجيش الفرنسي ، والمعمرين والحركى لها ، وبصفة أبدية وبدون رجعة ليمكن أن يقال ، وبخطاب سياسي له شيء من المصداقية، أن الشعب الجزائري قد حقق استقلاله الفعلي والعملي ، واسترد ممتلكاته ،وكرامته ،وثأر لشهدائه الأبرار الذين سقطوا على امتداد 130سنة، وأخذ بحق المنفيين والمشردين عبر أركان الكرة الأرضية المتنائية، مع احتفاظه بحق متابعة أعدائه - وفي مقدمتهم هذه العائلات - بحقوقه المدنية ، والسياسية ، والاقتصادية وأولها حق التعويض عن امتهان كرامته واستباحة أراضيه ، وأعراضه على امتداد قرن وثلث ، وهو ما لم يحدث ، بل حدث عكسه ، حين سلمت فرنسا نصيبها الباقي في سلطة تسيير شؤون الجزائر المستعمرة والمقدر آنذاك بنسبة 20 في المائة إلى هذه العائلات العميلة التي كانت تسهم في حكم الجزائر؛ واستعباد شعبها بنسبة 80 في المائة؛ إبان حقبة الاستعمار المباشر؛ وبذلك تجمع بأيديها ، وأيدي ذريتها حكم الجزائر كاملا بنسبة مائة بالمائة ، مما أجبر الشعب الجزائر في عهد الاستقلال المزعوم ، على محاولة الاستنجاد برموز الاستعمار المباشر، طمعا في درء مظالم أزلامه الذين خلفهم من بعده ، فلا غرابة إذا خرج الناس في العاصمة الجزائرية مستغيثين بالرئيس شيراك ؛ مثلا ؛ بعد فيضانات باب الواد، ولا حين ذهبوا أبعد من ذلك "حيث تحرك الكثير منهم [الجزائريين] في البحث عن كل الأدلة؛ والوثائق؛ وشهادات الاعتراف[بالخدمات] التي قدمها آباؤهم ؛ وأجدادهم لفرنسا أثناء تواجدها الاستعماري في الجزائر، لدرجة أن البعض منهم لجأ إلى المجاهدين للحصول على إمضاءاتهم على شهادات تثبت ما فعله آباؤهم وأجدادهم الحركى من تنكيل ؛ واغتصاب النساء من أبناء وبنات وطنهم، وهذا كله من أجل على الحصول على الجنسية [الفرنسية]... ووصل الأمر إلى حد شراء الإمضاءات مقابل مبالغ مالية تتراوح مابين10 و15 مليون سنتيم."[4]
تعتبر هذه العائلات التي عادت من حصونها بفرنسا ،أو خرجت من مساكنها المحمية بالثكنات بالمدن الجزائرية بعد 1962م ، لتستلم الحكم المباشر من يد الفرنسيين، محمية بفيالق، يقودها وتأتمر بأوامر ضباط يعرفون اختصارا DAF ،("déserteurs de l'armée française") أعدتهم فرنسا مسبقا ، وهم أعضاء تابعون لجيوشها هوى وانتماء ؛ تحولوا بقدرة قادر إلى ضباط قيادة في الجيش الوطني ؛ بعمليات تمويهية سنة 1962م ، كانت قد صحبتها معارك ضارية بينهم ، وبين شعب ، أعزل ، جريح ،من اليتامى والأرامل ، والعجزة ، ومعطوبي حرب مقدسة شرسة انهزمنا فيها نحن الأنديجان ، و انتهت بشعار الاستسلام "سبع سنين بركات" وتمكنت خلالها القوى الاستعمارية الوريثة من بسط كامل سيطرتها على مقاليد السلطة ، و منذئذ؛ وهي تعمل على إذلال و تهميش الشعب العدو الذي دفع الغالي والنفيس ، طمعا في استرداد حريته ،وأصبحت هذه القوة الضاربة المشكلة من ضباط DAF ، وأبناء و أحفاد عائلات القياد والباشاغاوات ،وبقايا الحركى الحاقدين، هي نواة النظام الجزائري المؤطر والموجه سياسيا وإداريا من طرف فرنسا ،مع قبروإبعاد بقايا المجاهدين الحقيقيين و القوى الوطنية بطرق أهمها:
أ- مخادعة قسم من بقايا فلول المجاهدين المشتتين، المنهكين المتعبين ،بل تستطيع أن تقول إذا أردنا الحقيقة الموضوعية الخالصة ، المهزومين المستسلمين .
ب- رشوة البعض الآخر بأمور تافهة، منصب حارس ، ومنحة ....
ب- ,إسكات الباقي بالترهيب ، أو التصفية الجسدية، والنفي ،و السجن التجويع وما شابه . وبذلك حققت هدفها ،فسطت على الحكم بعد أن أكملت سطوها على أراضي الأهالي ، وممتلكاتهم ، وامتصت دماءهم ، وبرهنت لهم على مقدار توحشها ، وقدرتها على الفتك بخصومها.
لا أحد بمقدوره أن يعرف مدى الحقد ، والكراهية التي تكنها عائلة براهيمي -عائلة الباشاغوات و القياد ، التي كانت تقيم بأولاد إبراهيم بلدية البطام العزيزية وبيرغبالو إبان الحقبة الاستعمارية- للجزائر والجزائريين أكثر من سكان عرش أولاد إبراهيم ، هذه العائلة كان أفرادها مضرب المثل في الخيانة والعمالة ، وعبر عشرات السنين أذاقوا سكان المنطقة ما لا يمكن وصفه من البؤس ، والعذاب ، والنفي والتشريد ،ومصادرة الممتلكات،منقولة وعقارية، .
والولد الثاني وهو محمد بن بوجمعة ؛ أنذل القياد بعد وفاة والده ،حيث وبعد أن أخضعه المستعمر الفرنسي للاختبار ، وبعد أن تأكد من أنه أكثر ولاء لفرنسا من والده بوجمعة بن محمد،نصبه "قايدا" على عرش الشرفة (الميهوب)و أولاد إبراهيم سنة 1875؛،وأوكلت له مع زمرة من الخونة عملية جمع المعلومات الاستخبارية ، لتحقيق أهداف قانون "الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا " La constitution de 1848 qui proclame l'Algérie " intégrante du territoire français partie" فأظهرتفانيا في الرصد، والتجسس ، والإعلام ، وتزويد الجيش الفرنسي بكل ما يحتاجه ، وساهم بنشاطه في تامين المراقب و مواقع الحراسة وتتبع حركات سكان العرش واتصالاتهم، وحصر ثرواتهم و المساعدة في تقرير الغرامات الواجب عليهم أداؤها للحكم الفرنسي ؛ عملا بشريعة المستعمر،والسعي في تحصيلها وإجبار سكان المنطقة بشتى الحيل ومختلف أساليب الإكراه والغش والتدليس على إخضاعهم ، والتواطؤ مع قضاة المستعمر وموثقيه ، على تجريد الأهالي من أراضيهم ومصادرتها لفائدته، وقد بلغت نشاطاته أوجها بين سنوات 1880، التي عين فيها ـ إلى جانب دوره الخياني كقايدـ عضوا في المجلس البلدي لبلدية بئر غبالو- التي استقرت بها طائفة كبيرة من المعمرين( 271 معمرا ) بعد مصادرة سهول عين بسام من أصحابها وإبعادهم إلى بلديات : الدشمية، ووادي جنان، والمعمورة ، وريدان، والحاكمية وغيرها من المناطق الجرداء، واندمج مع المعمرين في ممارساتهم، وكانت النتيجة أن أخضع المنطقة بشكل كامل ،و أمن الطريق الوطني رقم 08 بين تابلاط وسور الغزلان لسلوك الجيش الفرنسي، ذهابا وإيابا ،وبين مدن الجنوب الشرقي ومنطقة الجزائر و المتيجة وسنة 1904 التي بلغ فيها أوج الطغيان والتجبر وكانت أخطر فترات حكمه التي دامت ثلاثين (30) سنة عجفاء مرمدة .
و من سوء حظ سكان المنطقة ، أن أسند المستعمر عضد براهيمي إبراهيم الذي سبق وصفه، بأخيه براهيمي الأخضر بن محمد، وقد اختلفت تقارير المستعمر المدنية والعسكرية حول سنة ميلاده ،بعضها تذكر أنه ولد سنة 1880م بالبطام (العزيزية) وهو الشائع وأخرى تذكر أنه ولد بنفس المكان لكن خلال سنة 1884م، وبعضها وخاصة تقارير وزارة الحرب تذكر أنه ولد سنة 1882 ببئر غبالو.
مؤهلاته : تذكر تقارير المصالح الاستعمارية أنه كان يعرف القراءة والكتابة بالفرنسية، وأنه في المقابل شديد الأمية بالعربية،ويذكر كبار المنطقة أنه كان شديد الأمية باللغتين، وتصفه جريدة Le libertaire de Sébastien Faur الصادرة يوم 26 أكتوبر 1951 في الصفحة الثالثة بـ : " الأمي تاجر الدجاج باشاغا بئر غبالو براهيمي الأخضر l'analphabète marchand de poules de bir--rabalou le bachagha Brahimi Lakhdar ".
ورغم هذه الأمية تذكر نفس التقارير أنه اشتغل خوجة (كاتب) ببلدية البطام ابتداء من سنة 1896 حتى سنة 1904م، وفي هذه السنة ، وبعد القضاء على الطاغية الخائن والده محمد بن بوجمعة على يد عفرون يحي بن عبيد في واد سليمان، سارعت فرنسا مباشرة إلى تعينه في نفس السنة "قايد-caïd"على دوار البطام خلفا للمقبور والده وهو لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره، وعضوَ أنديجان بالمجلس البلدي لبلدية بئر غبالو وذلك بتاريخ 13جويلية 1904؛ ثم مستشارا لدى نفس المجلس بتاريخ 17جويلية 1904.
وحسب تقرير تحريات السلطات الفرنسية في إطار إعداد ملفات وقوائم استحقاق وتوزيع الرتب والأوسمة والنياشين على الخونة والعملاء المحرر في نهاية 1910 كان في هذه العام قد قضى 14 سنة أقدمية في خدمة المستعمر في الميادين المدنية والعسكرية، بوصفة " أنديجان (عديم الكرامة) جزائري، وشيء فرنسي " "Indigéne algérien sujet français"، وبناء على هذا التقرير قلد وسام فارس الاستحقاق الشرفي Chevalier de la légion d'honneur، فكان شر خلف لشر سلف ، يملأ الحقد قلبه ،وتعمي وضاعة الأصل بصيرته ، ويوجه طبع الخيانة الموروث فيه ،تفكيره وسلوكه. و بعدها بمدة رقت أخاه براهيمي إبراهيم بن محمد إلى رتبة صف ضابط بموجب مرسوم بتاريخ 30 جانفي 1912 اعترافا بخدماته التي قدمها للسلطة الاستعمارية. وعينت ابنه " براهيمي الطاهر بن براهيم عضوا ومديرا لشركة التوفير والاحتياط من ( 1904-1908) ثم عينته حارسا بلديا (1908-1910م)، ثم رئيس الجماعة (1910-1912) ثم قايد (1912-1920م)." ثم رقي إلى رتبة حاكم " Grade de commandeur " وقد عاث هذا بدوره فسادا لا يقل عن فساد عمه.
و خلال فترة (1904-1919) تحددت ملامح شخصيته لدى المستعمر حددها في عدة تقارير فهو
ـ "مراسل ، جامع و(مخبر) مبلغ للمعلومات الدقيقة بمضامينها ، وأشخاصها، وأوقاتها ومساراتها، ومراقب، ومتلقي، ومنفذ جيد للآوامر، والتعليمات، وفي، ومخلص ومطيع لفرنسا.
ـ منفذ جيد وصارم لقوانين الضرائب، والغرامات على الأهالي،وتحصيلها وجمعها."
وخلالها تم تفكيك عرش أولاد إبراهيم تفكيكا كاملا ، بتجريد معظم الأهالي من أراضيهم ، وتصفية خيرة الشباب فيه ،بالترويض والاستعباد، أو بالنفي والإبعاد ، وسلط على السكان قمعا لم تر، فرق عرش أولاد إبراهيم ، وأولاد امحمد ، وبني عمران ، وبني جعد- وخاصة الجهة الغربية الجنوبية منهم ( الشرفة القبلية ) المسماة آنذاك، بالحارك ، الميهوب حاليا - مثله من قبل ، وتدعمت بذلك سيطرة العائلة الخائنة على كل الموارد و المقدرات ، وتحققت لها أسباب القوة مما مكنها من الثأر ، وتغير حالها ؛ فأثرت بعد فقر؛ إذ نجد المستعمر يصفها في أرشيفه :كشف القوانين الفرنسية Bulletin des lois de la république française وهو يقدم أبشع قايد و باشاغا عرفته الجزائر على امتداد تاريخها ، رغم كثرة القياد والباشاغوات الأنجاس فيها ، بقوله : " براهيمي الأخضر بن محمد نائب الأهالي" adjoint indigène " لدوار البطام بلدية بئر غبالو ، بصفة استثنائية ، من عائلة غنية ، مؤثرة ووفية جدا لفرنسا ، وقد خلف والده ، وجده ، على رأس دوار البطام ، ووفر الأمن في المنطقة منذ بدأ الاضطرابات وحقق نتائج جيدة ..."[9]. وهذا بعد أن كانت قبل سنوات كما وصفت في وثيقة أخرى "عائلة براهيمي [عائلة] حديثة النعمة لها 10 قياد ، موزعين على بلديات : البطام ، بيرغبالو ،عين بوسيف، وسور الغزلان"[10] والثمن رقاب الأبرياء .
ولتغطية هذه الولائم الباذخة التي كانت تحقق رضا رجال المستعمر من جهة ، وتسمح لباشاغا الأخضر وأفراد أسرته من توسيع علاقاتهم مع طبقات المجتمع الفرنسي ؛ جريا وراء مصالح خسيسة من جهة أخرى ، كان لابد للأسرة من بناء ثروة لا تنضب ، تمكنها من دفع الرشاوى للقضاة ، والموثقين ، والخبراء ، بغية تحرير السندات المزورة لمصادرة أراضي ألأهالي ؛ في حال انصياعهم لرغباتها ، أو تمكنها عن طريق علاقاتها بأصحاب القرار بتعريضهم للعقاب إذا رفضوا ،بل وكانت عقود نقل العقارات تحرر في بيت القايد بحوش الوسط ؛ بدوار أولاد إبراهيم ، حيث يجبر الناس على الإمضاء في سجلات التوثيق على بياض ،ثم يصرفوا ويبقى القايد والقاضي والمدعوون للوليمة يعبثون كما يحلو لهم.
وجاءت الحرب العالمية الأولى (1914م -1918م) فرصة ذهبية للعائلة ،إذ مكنتها من الظروف ؛ والأدوات وأمدتها بالذرائع التي سمحت لها بالثأر من العرش ، فاتهمت خيرة الشباب والأسر بالتعاون مع الألمان ، وتحريض الناس على الثورة ضد فرنسا وخلال سنتي 1915م ،1916 م ، كانت قد نفت من كل أسرة شابا على الأقل إلى غويانا ، أو كالدونيا ، أو إحدى المحتشدات الداخلية (تعظميت) ،أو أبعدتهم إلى ضواحي العاصمة ، السمار ، سيدي موسى ،.... الخ .حيث مات الكثيرون في منافيهم ،وعاد بعضهم ،واستقر البعض الآخر هناك ،بينما استولت عائلة القياد على أراضيهم . وما إن حلت سنة
و"في نفس المدينة في مكتب "البطام" قام هو شخصيا ، وعلى مرأى من العامة الحاضرين ؛ بجلد مندوبي قائمة الانتصار للحريات الديمقراطية ،وحين احتج المترشح ، ح .حفيظ ، أجاب باشاغا –براهيمي-الأخضر: أنه فعل ذلك تنفيذا لأوامر تلقاها من الحاكم والوالي ليتصرف كذلك ؛ ويمنع مندوبي حزب الانتصار للحريات الديمقراطية من الدخول إلى مكتب الاقتراع"[16].
وأما ابنه باشاغا براهيمي علي بن الأخضر، فقد واصل مهامه كعضو في المجلس الفرنسي ، وبعد التحذير الأخير الذي وجهته الثورة للمتعاونين مع الاستعمار نهاية سنة 1956م ؛ جمع 11شخصا من عبيده ؛ و خدمه ورعاته؛ في حوش مزرعته بالميهوب, بحضور كوكبة حامية من الجيش الفرنسي ، صحبة ابن عمه باشاغا أحمد الذي كان من الآمرين بمجزرة الدشمية؛ في انتخابات 1948م ، وبعد أن تنازل براهيمي للجيش الفرنسي عن حوش المزرعة المذكورة؛ ليكون مركزا متقدما لمواجهة الثورة بناحية الزبربر ، أوصى خدمه بالعودة إلي باشاغا أحمد في كل ما يتعلق بتسيير ورعاية شؤون المزرعة،وغادر بعدها إلى فرنسا واستقر هناك حتى الاستقلال.
أما باشاغا براهيمي أحمد بن إبراهيم الحامل لوسام الاستحقاق الشرفي le grand Grand'croix rouge de légion d’honneur La فقد كان " قايد وضابطا Officierمنذ 13 جويلية 1915م"[20] ؛ وترقى في المراتب حتى اغتيل داخل سيارته، التي كان يسوقها بعد أن صرف سائقه، في طريقه إلى مدينة سور الغزلان ، رفقة القايد محمودي بوطيبة ، بالمكان المسمى الفحام ،قيل على يد مجموعة من الثوار (فلاقة) ، وقيل على يد مجموعة من المعمرين الغاضبين - وقيل جنود فرنسيين يمتطون سيارتي جيب-، لأنهم كانوا يتهمونه بالتعامل مع الجهتين : المستعمر والثورة في نفس الوقت ، " وقد وقع الحادث في الأوائل من شهر رمضان ، (مارس) سنة
ويمكن حصر قائمة القياد والباشاغوات الذين قدمتهم عائلة إبراهيمي خدما للاستعمار الفرنسي- مع إهمال الخواجات والحرس (الشنابط) (جمع خوجة)، ، وجمع (شانبيط) منهم ، رغم ما كان تمثله هذه المناصب أيام الاستعمار للقائم بها، وللإدارة الفرنسية ، وللشعب – كما يلي:
5- براهيمي الأخضر بن محمد ،قايد، وباشاغا (1880م- 1954/09/03)- عدة أوسمة منها :
[23] La grand'croix rouge de la légion d’honneur نائب بالمجلس
الفرنسي ، ثم نائب دائم بالبرلمان الفرنسي لعب دورا في السياسة الاستعمارية الفرنسية
بالجزائر وخاصة في فترة ما بين الحربين.
6- براهيمي الميلو بن محمد بن بوجمعة.
الذي كان قايد على دوار سيدي زويكية أو زويقية، وتم تحويله بنفس الوظيفة والرتبة وبناء على رغبته وطلبه إلى دوار البطام بموجب قرار مؤرخ في 22 ديسمبر 1930م،وبتاريخ 22 جويلية 1945 رقي إلى رتبة فارس نظير خدماته للمستعمر، وبموجب
قرار ترقية صادر في 30 مارس 1951 رقي القايد براهيمي الميلود قايد دوار البطام التابع
لبلدية بير غبالو إلى رتبة آغا شرفي، طبعا نظير وفائه وإخلاصه للمستعمر الفرنسي، وبقي
على ذلك إلى أن نفذت فيه الثورة حكمها بالإعدام بعد انطلاقها في نوفمبر 1954.
7- براهيمي علي بن الأخضر (1911/01/10-
1976/05/10 م) ، باشاغا ، ونائب بالمجلس الفرنسي. المعروف بـ (باشاغا علي ).
8- براهيمي أحمد بن إبراهيم (ت 1957) ،درس بزاوية الشيخ
الحمامي بوادي يسر رفقة شقيقه الخوجة صالح ،
عين ، قايدا على أولاد فارهة و أولاد بوعريف، ثم باشاغا. المعروف بـ (باشاغا أحمد) .
9- براهيمي
محمد بن الأخضر قايد. (القايد محاد بن باشاغا) المعروف بـ (محاد بن باشاغا ) .
10- براهيمي
محمد بن الطاهر (محاد الطاهر) في
22 ماي 1930 تم تحويل القايد براهيمي الطاهر
بن إبراهيم من دوار البطام إلى دوارعريب بناء
على طلبه، وبنفس التاريخ عين االمستعمر ابنه براهيمي محمد بن الطاهر خلفا له على دوار
البطام. ثم أصبح فيما بعد قايدا على منطقة السواقي.
11- براهيمي
الميلود بن محمد (ت 1957 علي يد الثوار) ، قايد . المعروف بـ (القايد الميلود ).
12- براهيمي
قدور بن إبراهيم (1907/04/23– 2003/08/16 م). قايد .المعروف بـ (القايد قدور ).11bisـ وأخوه الأكبر غير الشقيق براهيمي بوجمعة المدعو صالح، والذي كان مكلفا بإعداد وتجهيز فرق القومية وتأطيرهم وقيادتهم في قمع الشعب وفرض النظام الذي يأمر به الحاكم في سور الغزلان ، مات عام 1945 بداء السل الذي كان قد عاد به من المغرب بعد عودته وفرقته من القومية التي شاركت في إخماد حرب الريف المغربي 1926م
13-
براهيمي محمد بن الميلود.(1923/01/15- 2008/11/16م). قايد. المعروف بـ(القايد محاد
الميلود ).
14- براهيمي
سعيد بن إبراهيم قايد لفترة قصيرة ، عزله ابن عمه باشاغا لخضر بسبب طيبته، والمعروف
بـ (القايد سعيد).
مع انطلاق ثورة أول نوفمبر
بعد 1979م ، استعادت هذه العائلات مجدها ، واستأنفت نشاطها بفضل رجال فرنسا في الإدارة ، ثم بقيادة ابن قايد فرندا، ومازال خَلَفُها الوفي لسنن أسلافهم مستمرين في مصادرة ما بقى من أراضي أبناء العرش " الأنديجان" ،وخاصة بعد انتهاء العمل بقانون الثورة الزراعية ، وهذا برعاية السلطة وتحت حمايتها ،وحين يصرح موسى تواتي حسبما أوردت جريدة الشروق الصادرة يوم 15/07/2011 أنه عاش حادثة تتمثل في:" أنه حين راجع أحد الولاة في شان المظالم التي تصيب المواطنين نتيجة لقرارات الاسترجاع ومحاضر التنصيب المزورة التي كانت تحررها المصالح الفلاحية على مستوى الولايات لفائدة أسر القياد والباشاغاوات ، أجابه الوالي بقوله: " إن الذي عينني هو من قرر ، وسوف لن يفلح ضغطك ، فلا داعي لتضييع وقتك "[24].
و نحن لا نشك في أن هذه الحادثة كانت ساحتها ولاية المدية ، وهي تعكس سلوك العبد في المزرعة؛ مع سيده القايد أو الباشاغا صاحب المزرعة ، وصاحب الفضل ،لأن أفراد هذه العائلة ،وأمثالها تعرف الحكمة الفرنسية التي اعتمدها الجنرال ديغول ؛ حين قرر أن يختار حكام الجزائر الفرنسية الجديدة ؛ فاشترط أن يكونوا ستين نفرا من أبناء القياد والباشاغوات. عملا بنصها المشهور "الابن نسخة من أبيه "" Tel père tel fils " ؛ ونفس الحكمة يعتمدها ورثة فرنسا الأم؛ أبناء القياد والباشاغاوات الحاكمون للجزائر الفرنسية ؛ في تعيين مواليهم ؛ في جميع المؤسسات الحساسة :ولاة ، وقضاة ؛وموظفي نظامهم ، اقتداء بكبيرهم الذي علمهم السحر ، ،فلا يختارون إلا من تربى في ساحة المزرعة ،واصطبلاتها، وتشرب نسغ العبودية والطاعة العمياء ،والولاء للقايد أكثر من الولاء لله أو الوطن ، وأن يكون ممن تبرعوا عليه بمنحة للدراسة في الخارج ؛ أو احتلال منصب لا يستحقه ، على شرط أن يمضي صك الولاء لهم بدمه ، ونظير ما ذكره موسى التواتي؛ هو أن أحد القضاة ؛ والذي كان في مجلس قضاء المدية ؛ وقضى فيه نصف حياته المهنية ، قال لنائب في المجلس الشعبي الوطني آنذاك ؛ حين راجعه راجيا منه ضرورة النظر في المظالم التي تقع بالعزيزية ؛ والميهوب ؛ نظرة موضوعية : أنه قد عرف كل شيء سماعا من القايد براهيمي محمد، الذي تربى في حضنه ؛ بعين بسام ،وأن من الأحسن للنائب أن لا يتعب نفسه .
هذا الظاهر الذي عشناه وخبرناه؛ نحن الشعب البسيط الأعزل، المنسي الذي نعتاش على الخطب الموسمية؛ فوق قطعنا الأرضية المروية بدماء أبائنا وجثثهم ، فما الذي يحدث وراء أبواب القصور المغلقة والمحروسة ، والمطاعم العالمية الفاخرة ،والفنادق ذات الشهرة العالمية؟.
لقد ارتكبت فرنسا خطأ ؛ حين سمحت للرئيس هواري بومدين بالقيام بانقلابه ويبدو أن ذلك كان في غفلة منها ، ولكنها بدهائها المعتاد تداركت الأمر؛ ورتبت أمورها في هدوء ، وساعدتها الظروف وفي مقدمتها فقر الجزائر العام والشامل الذي سببته عائلات القياد والباشغاوات والمعمرين ،فتمكنت من القضاء عليه ، وأعادت القياد لسابق عهدهم ، ونصبت قيادات يعرف حقيقتها الجميع، وأجبرتها على التكفير عن ذنبها نحوهم ،وكاعتذار منها لهم ، عن الخطإ الذي ارتكبه فخامة الرئيس المرحوم هواري بومدين ، وكتعويض لهم عما أصابهم من ضرر ، واستدرارا لرضاهم ،وبتوجيهات من مقرات صنع القرارات الحاسمة التي تجمعت خيوطها بين أصابع ابن قايد فرندا ،وعضو المخابرات السرية الفرنسية(سابقا) ،- الحاكم العام الفرنسي الجديد في الجزائر راعي مصالح العائلات العميلة في المستعمرة - ، مستشار لدى رئاسة الجمهورية ، ثم، الأمين العامة لرئاسة الجمهورية الجزائرية 1985م ، و مدير مكتب رئيس الجمهورية ، ثم وزير الداخلية ،وتحت نظر الرئاسة، وبرعاية الوالي ،وبتواطؤ إدارة المصالح الفلاحية بولاية المدية، وأفراد في جهاز العدالة على مستوى محكمة تابلاط ومجلس قضاء المدية ، عينوا خصيصا لرعاية مصالح عائلة براهيمي بسعي من أبنائها المؤثرين ، ولحمايتهم من الرعاع من أبناء الأنديجان والفلاقة من جهة ، ولتمكينهم من استكمال مصادرة ما لم يصادروه قبل 1962 من جهة ثانية، فتم الزج بالكثير من أبناء العرش في سجن تابلاط والمدية ،وتم إجبار عائلات كاملة على التخلي عن أراضيها لفائدة هذه العائلة بالإكراه ، وبصفة خاصة خلال سنوات 1992-1995م ، ومازال الغش، والتدليس ، والتواطؤ ، و سهر السلطات على حمايتهم وانحيازها إلى جانبهم، ومعاملتهم بوصفهم خلف لعائلة مدللة استقر في عرف الجزائر الفرنسية بعهديها القديم والجديد أن مكانتها تعلو كل القوانين والأعراف والأخلاق- مستمرا كما كان عليه الحال أيام الاستعمار الفرنسي المباشر تماما ، بل أكثر.
إن ما تسميه الصحف والمجلات ووسائل الإعلام التي تسند نظام الجزائر الفرنسية الجديدة ، وتدور في الفلك الذي رسمه لها بالملمتر بـ "الطابور الخامس ،أو الجناح المتفرنس بالجزائر ، أو اليد الخفية " [25] التي توجه دفة السلطة وهي كلها في جوهرها تسميات تهدف إلى التعمية لا غير ، لأن هذا الطابور في حقيقة الأمر؛ هو الشعب الذي خان قضيته ،وضحى بشهدائه ونسيهم ، وبقية الطوابير الحاكمة بصفة عملية وفعلية وواقعية، هي دولة الجزائر الفرنسية الجديدة La nouvelle Algérie française ، دولة عائلات القياد والباشاغاوات التي تأسست بعد فشل الثورة التحريرية بصفة نهائية ؛ يوم 5جويلية 1962م بكامل أجهزتها ، وسلمت قيادها إلى عائلات الخيانة ، بغض النظر عن الواجهات أو الأقنعة التي تواجه بها الشعب، فنحن الشعب المهزوم ، المنكوب في أراضيه ، وأعراضه ،وثورته ، الخانع الخاضع خضوع الزوجة لسطوة المستمتع الشرس ، نحن الطابور الخامس وماعدا ذلك وهم.
والغريب، أن أفرادا من هذه العائلة ؛ ينشطون في حماية حقوق الإنسان؛ والدفاع عنها، ويسعون في نشر السلم والتصدي للظلم في العالم ،بينما يمارسون أبشع ما حرمته الأديان والأعراف في مساقط رؤوسهم.
وليعلم هؤلاء؛ أن الشعب الجزائري الذي يعادونه ؛ له هو أيضا حقوق، وهو يعاني أمر أنواع القهر على ضفتي البحر المتوسط الشمالية والجنوبية من أهل الأرض التي دفع من أجلها كل غال ونفيس:
فأما الحركى وأبناؤ هم ؛ ومن تبعهم من الجوعى والمقهورين ، جزء هذا الشعب ، الذين جوعهم القياد والباشاغوات ، وأرهقوهم بالسخرة في مزارعهم ، وعبثوا بأعراضهم ،وزينوا لهم فرنسا الأم الحنون ؛ مقدمين لهم من أنفسهم براهين على نجاح وفوز من تبعها ، ودفعوهم إلى الانخراط في صفوف جيوشها ،فدفعوا من أجلها دماءهم في مقاتلة أهلهم و أعز الناس إليهم ، وحين انسحبت الأم إلى الضفة الشمالية انسحبوا معها كخدم مستهلك ، أو خدم مغرر بهم ، فتنكرت لهم ،و حالهم وحال أبنائهم في أحياء المدن الفرنسية معلوم ؛ ولا حاجة للإطالة في الحديث عنه.
وأما نحن "الفلاقة" المهزومين؛ في الجزء الجنوبي ؛ الذين أوكلت فرنسا الأم أمر حكمنا فيه لأبنائها الشرعيين ؛ المعترف بهم من قبلها ؛ بصفة رسمية علنية ودولية ، بموجب قرارات منح الصليب الأكبر الأحمر لوسام الاستحقاق الشرفي من مختلف الرتب، la Grand'croix rouge de la mérite d’honneur فحالنا أسوآ من حال الحركى هناك ،أو في أحسن الحالات لا يختلف عنهم كثيرا لأننا كنا أوفياء لهذه الأرض أيضا ،كما كان أولئك أوفياء لفرنسا الأم ، ورغم اختلافنا في كل شيء فإن الجامع بيننا أننا جميعا أبناء الأنديجان الخاسرين الذين أفقرهم وجهلهم مجمع القياد والباشاغاوات تحت المظلة الحامية للأم فرنسا العجوز ؛ لعنهم الله ولعنها.
وحين يطلع علينا علي كافي ؛ في تصريحه للصحافيين يوم الخميس 21/07/2011 " ؛ معترفا : أن الدولة الجزائرية (غائبة ولا وجود لها، وفرطت في دورها، وفرطت في تاريخها، وفي تاريخ الجزائر، وذبحت الأجيال الحالية والأجيال القادمة ودمرتها، فنحن الذين عشنا النضال منذ بدايته، أنا شخصيا منذ الأربعينات إلى الآن، أرى اليوم طموحاتنا تسقط جملة واحدة، وأجد نفسي في الظلام، أجد نفسي أسير نحو المجهول ". [26]،هذا أنت الذي تقلبت في نعيم النظام لأزيد من خمسين عاما ؛ تقول ذلك ،فماذا نقول نحن الذين مازالت نعال القياد والباشاغوات فوق رقابنا؟،وعدالة الدولة التي ترأستها تفتح لنا أبواب السجون ،وتصادر أملاكنا ، وتمنحها لعائلة براهيمي بقرارات محررة حسب الرغبة والمقاس؟.
بصراحة ، ليس لنا من قول لكم ولأمثالكم سوى : " صح النوم" ؛ ورغم ما في تصريح هذا (المجاهد الأكبر) من اضطراب ، ولامعقول ، إذا أن الإقرار بعدم وجود الدولة الجزائرية؛ كاف واف؛ يجعل ما جاء بعده فضلة كلام ؛ وإطناب ، ولده الإحساس بالأمن والأمان ،لأن من لا وجود له لا يوصف، ولا يسند ، ولا يسند إليه، ولا يمدح ولا يذم ... وكل ما يهمنا من تصريح السيد علي كافي ؛ هو إقراره بأنه وأمثاله ، قد ارتكبوا جرائم أفدح بكثير من تلك التي ارتكبها أبناء القياد؛ والباشاغاوات؛ وضباط فرنسا ،لأن الشعب ما كان ليصدق هذه العائلات الخائنة ، أو يهادنها أو يستسلم لها ، لو لم ير ميل المجاهدين أمثالكم من الذين عاهدوا مليونا ونصف مليون شهيد ،وملايين المعطوبين والمشردين على الوفاء لمعاداة كل من عادى الجزائر يوما ، يميلون إلى العائلات العميلة ؛ ويتحلقون حولها مصفقين مهللين، ويوالونها ، ويرغموننا على تصديق أكاذيب سلطة الجزائر الفرنسية الجديدة la nouvelle Algérie française المعادية ،والتي كانت دوما تظهر لنا كراهيتها واحتقارها ؛ بل وعداوتها في كل شيء ، وفي كل مناسبة وحركة ، و لدى كل زاوية ، وهي تصر في علانية وتبجح على الفساد وإفساد كل ما هو جزائري أصيل ،إذن يا سيادة المجاهد ؛ وفخامة الرئيس: إذا كان أعداؤنا خونة للوطن والتاريخ ،فأنتم –وأخص هنا المجاهدين الحقيقيين الخلص الذين أحبهم؛ وأقدرهم أكثر من أي شيء فوق تراب هذا الوطن الجريح ،وأشفق عليهم بقدر إشفاقي على نفسي المطعونة من جميع الزوايا- ضالون ومضلون للأمة ، وخائنون لعهودكم ؛ لأن المنطق يقول: أنه إذا كان وقف القتال مع الجيش الفرنسي معقولا ، فإن الأمر مع الخونة مختلف تماما ، إذا رفضوا الرحيل معها ، ولأن ضباطها وعملاءها المندسين منهم ؛ بين صفوف المجاهدين ؛والذين كانت فرنسا تحرس على حياتهم أكثر من حرسها على حياة جنودها الفرنسيين الخلص؛ ليقينها أنهم أخطر علينا وأفيد لها من أبنائها، وكان هذا واضحا، وهو مثبت في كتبها ووثائقها ، فكم ضابط منهم أمسكته وأطلقت سراحه زاعمة فراره ، ليعود للتجسس عليكم ،ويرصد نشاطكم ،وليستعبدكم ويستعبدنا بكم ، وهذا ما كان ؛ وما هو حاصل، وكان عليكم قبل أن تقبلوا التعامل مع هذه العائلات ، وترضوا ببقائها أن تحصوا ، كم عائلة من عائلات القياد والباشغاوات انقلبت ضد فرنسا منذ 1847م حبا في الجزائر وهويتها؟
إن ما آلت إليه الجزائر الآن من فوضى ، وما ستصير إليه حتما من دمار إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه ، تتحملون أنتم -المجاهدين الحقيقيين لا المزيفين – وحدكم كامل إثمه لنكوثكم العهود ، وقبولكم إيقاف القتال سنة 1962م ؛ مع الخونة والعملاء ؛ نزولا عند إغراءات ديغول ، وانخداعا بمزاعم الستين نفرا من أبناء القياد والباشاغاوات وشواشهم ، وضباط daf الذين أختارهم لتنفيذ "مخطط معد مسبقا وحددت معالمه في باريس" كما ورد في أصل الأزمة الجزائرية لعبد الحميد براهيمي ص34، ومقابل قبولكم للرشوة المتمثلة في حب المتع ، ولذة المناصب التي خصصتم بها أنفسكم وأبناءكم ؛ دون رفاق دروبكم من الشهداء ؛ رضوان الله عليهم ، وغيرها من الإغراءات التي جعلتكم تنحرفون وتحرفون التاريخ ، ومثلكم الطاهر الزبيري الذي يزعم الآن أنه دفع لمحاولة الانقلاب على هواري بومدين من طرف ضباط فرنسا ، ونقول له : ها قد ذهب بومدين ، وخلا لك الجو بعده لمدة 40 سنة ومن معك فبضتم وصفرتم ، فماذا حققتم ؟ ورب عذر أقبح من ذنب.
Exposé de Philippe de MAZIERES- CDHA. Page .3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاخي المفضال بارك الله سعيك كيف يمكن الاتصال بك هل من بريد الكتروني
جزاك الله عنا كل خير
ارجو منك اثراء هذا الموضوع
ردحذفhttp://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=35777
في انتظار اطلالتك البهية
يا أخي ليس كل عائلة براهيمي كات متواطئة مع الاستعمار .. هناك أفراد انحازو الى فرنسا .. لا تعمم من فضلك
ردحذفأنا لقبي براهيمي .. و انا مواطن بسيط و أعاني من أجل لقمة العيش لي و لأبنائي
يا أخي أنا حددت بدقة، بالاسم ، واللقب ، والتاريخ والمكان ، والمصدر، والدور الذي تواجدت به عائلة براهيمي المقصودة ، والتي لم تكن متواطئة مع المستعمر بل كانت هي اليد الضاربة للمستعمر والخادمة المخلصة . وإذا كنت لا تنتمي إلى هذه العائلة الخائنة ، فإن البحث يخدمك وينفعك ولا يضرك ، بل العكس يفرز الخير من الشرير حين يشتركان في الاسم . أما عائلة براهيمي التي ذكرتها في هذا البحث فهي عائلة بكامل أعضائها وبماضيهم وتاريخهم، يفخرون بخيانتهم ،وليست افرادا ، ومن زعم غير هذا فهو إما جاهل بحقيقة الأمر أو يريد تضليل الناس.
ردحذفشكرا