الاثنين، 25 فبراير 2019

الوطن الأسير والمستقبل

.

-على الشعب أن يدرك أن النظام الفاسد الحاكم في الجزائر هو نظام فرنسي عمره مائتي عام تقريبا.

- وهو نظام من عائلات الباشغوات والقياد والزوايا والخونة والمجندين الذين قاتلوا الأمير عبد القادر وكل ثورات الشعب الجزائري منذ 1830 حتى الأن ؛ وكان هذا النظام طابورا تابعا في الجيوش الفرنسية حتى 1962 تاريخ جلاء الاستعمار المباشر وبدابة الاستعمار المقنع بقيادة وكلاء فرنسا الأوفياء الذين خادعوا الشعب وأوهموه باستقلال لم يذق طعمه أبدا وبالتالي كانت فرنسا قد خسرت كل معاركها مع الجزائريين خلال سبع سنوات ونصف لكلها بخبثها وذكائها كسبت الحرب ؛ ونصبت لفيفا أجنبيا ليمارس حكم الشعب لفائدتها ووفق أوامرها هنا ؛ رغم فداحة التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري.

والمهام الكبرى الموكل لوكلاء الاستعمار تنفيذها من داخل الوطن المستقل شكليا وإعلاميا هي: -

1- مواصلة تفرقة وتفتيت الشعب الجزائري بتصفية أو إبعاد كل القادة الحقيقيين لثورة نوفمبر 1954م وتعويضهم بعناصر من جيشها (DAF ) ومن أبناء القياد والباشغوات والعملاء وتثبيتهم في مراكز القرار والسلطة المدنية والعسكرية ؛ وإثارة الفتن العرقية الإثنية؛ واللغوية والثقافية والجهوية؛ والدينية المذهبية؛ والصراعات السياسية والاجتماعية والطبقية وتسير هذه الفتن حسب ما تقتضيه مصالح فرنسا وأهمها إبقاء الجزائر في حالة تخلف عام وشامل يسمح لهم بمعاملة الشعب كقاصر وهمجي ومتخلف لا يحكم إلا بالظلم والفساد والقمع .

2- إبقاء الجزائر بثرواتها ساحة مفتوحة للنهب أمام فرنسا بالدرجة الأولى ؛ ثم أمام أوروبا والولايات المتحدة ؛ وأهمها المحروقات والذهب واليد العاملة الرخيصة من جهة؛ وإبقائها كسوق شاسعة واعدة أمام الصناعة والمنتوجات والسلع الرديئة الفرنسية والأوروبية الممنوع تسويقها في العالم المتحضر.

3- ضمان أن تبقى الجزائر - وشقيقتاها المغرب وتونس- معابر تعبر من خلالها القوات والفرنسية وشركاتها الناهبة إلى مستعمراتها في الساحل وإفريقيا، وأن تكون في نفس الوقت كسد واق تمنع الشعوب الجائعة التي استنزفت فرنسا ثرواتها وقدراتها من الهجرة نحو فرنسا وأوروبا. و السلطات الفرنسية ومخابراتها تتابع تنفيذ هذه المهام باستمرار وتأمر بتعديلها وتكييفها عند الحاجة حسب الظروف والمستجدات، وتسهر في المقابل على توفير الحماية والعلاج لوكلائها ولودائعهم في بنوكها ولممتلكاتهم في مدنها وفي سويسرا.

- هذا النظام يحارب الشعب منذ 1962م ليس بالسلاح فقط بل بتشويه التاريخ وتزويره وإعادة إدماج عملائه على رأس التنظيمات المدنية والسياسية والنقابية وقد تمكن منذ البداية من اختراق ما يعرف بـ (العائلة الثورية) وقضية بن يوسف ملوك كانت محاولة تصدي لإدماج أعداء الشعب في مؤسسات الدولة الحساسة لكنه فشل في تصديه ودفّعته محاولته النبيلة الثمن غاليا لأن المستعمر كان قد أعادة تأسيس تواجده في مراكز القيادة.

- هذا النظام لن يسمح أبدا ومهما كانت الظروف بتحرر الجزائر من السيطرة الفرنسية وإقامة نظام ديموقراطي فيها لأن أخطر ما يهدد مصالح فرنسا وجيوشها العاملة في الجزائر هو قيام "جزائر حرة ديموقراطية".

- هذا النظام لن يتورع عن استعمال كل الوسائل حتى تلك الوحشية والمحرمة في الأعراف الأخلاقية والقوانين الدولية للحفاظ على بقائه واستمراره.

- على الشعب أن يدرك أن لهذا النظام امتدادات عائلية وإدارية وأمنية واقتصادية وحتى شعبية تديرها شبكة من الفاسدين المنتفعين من الفساد بكل أشكاله تحميها قوانين وأجهزة وُجدت لهذا الغرض خصيصا.

- الوجوه الممسوخة التي يطل من خلالها هذا النظام على الشعب – بما فيها رأس النظام- هي مجرد بيادق وأدوات لا حول لها ولا قوة تقول وتفعل ما أمرت أن تقوله وتفعله.

- أن مواقف القوى الخارجية متضاربة بسبب الموقع الاستراتيجي للجزائر وقربها من قلب أروبا فأمريكا تخشى أن تتحول الجزائر إلى موقع متقدم للسلاح الروسي والصيني الذي يمكن أن يواجهها على الشاطئ الشرقي للمحيط الأطلسي، وهي نفس مخاوف أوروبا. بالإضافة إلى مخاطر الهجرة غير الشرعية من الجزائريين والأفارقة، وخاصة وأن الاتحاد الروسي - تسنده الصين في صمت - قد أكتسب تجربة واسعة في سوريا عسكرية ودبلوماسية مكنته من خبرة واسعة في مقارعة أمريكا وزحزحتها بعيدا عن حدوده الغربية الجنوبية وعن الهيمنة المطلقة على البحر الأبيض المتوسط وعليه فإن الصراع بين العمالقة الذين يفكرون في مصالحهم وأهدافهم الاستراتيجية دون أي اعتبارات أخرى سيكون شرسا وعنيفا على ساحة الأرض الجزائرية.

- يترتب على ما سبق أن يدرك الشعب أن إزاحة هذا النظام الغاشم المتعنت المعاند عناد الثيران والذي لا يهمه مصير الوطن والشعب ليس بالأمر السهل؛أي بمسيرة أو مسيرتين وليوم أو يومين ؛ أو لأسبوع أو أسبوعين بل عليه أن يتسلح بطول النفس ؛ والاتحاد والتوحد؛ وجودة التنظيم ووضوح الهدف :" إسقاط النظام ؛ وإقامة جزائر حرة ديموقراطية" ؛ وتحريم كل الهتافات والشعارات والتصريحات التي تفرق ولا تجمع : الدينية والمذهبية والجهوية والفئوية والتي سيعمل النظام بكل ما يملك لتسريبها في المسيرات الاحتجاجية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام العفن الذي سيسارع لنشرها عبر قنواته وقنوات الشياتة.

- على الشعب أن يوثق بكل الوسائل و ينشر مفاسد وتجاوزات وجرائم هذا النظام وجرائم أجهزته في حق الأبرياء من أبناء الشعب الماضية والحالية على أوسع نطاق وبكل اللغات الممكنة ليتفهم المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية لواقع الشعب وأشكال القمع التي تسلط عليه خارج الأطر القانونية .

- الاستفادة من الأخطاء التي أفشلت ما عرف بثورات الربيع العربي؛ وعدم اللجوء للعنف مهما كان عنف النظام وتوحشه في التصدي للحراك الشعبي.

أن يشكل الحراك ممثلين له يبلورون أهدافه ويؤطرون حراكه الذي سيكون طويلا وشاقا بلا شك؛ لأن شر الأغبياء وعملاء فرنسا وأتباعهم سيكون مؤلما كالعادة بلا ريب.

الثلاثاء، 5 فبراير 2019

خطاب المسؤول العربي والمستعرب غايته خدعة.



بعض ما يعرفه السياسي العربي والمستعرب عن نفسه وعن خطابه الذي يوجهه إلى المواطن ويجهله المواطن- والسياسي هنا لا يقصد به عالم السياسة Politologue وإنما يقصد به الخادم للنظام المسترزق من خدماته.

يعرف السياسي أنه يهدف من خطابه إلى جر المواطن إلى مراده من خلال :

- 1خطاب بعيد عن الحقيقة وعن الواقع ومغرق في الشعارات الفارغة و في الفرضيات والاحتمالات والأرقام والنسب التي يستحيل التحقق منها والوعود الوهمية.

- 2خطاب انتقائي يشتت فكر المواطن يقفز من قضية إلى أخرى ومن موقف إلى آخر… بلا رابط منطقي ؛ مغرق في استثارة المشاعر العاطفية بالتركيز على تعابير خادعة مستغلا بخبث قداسة المصطلحات ومقتضيات مضامينها كـ: مصلحة البلاد ؛ خدمة الوطن؛ أمن الوطن؛ الدفاع عن المصلحة العامة للشعب ... وما شابه ؛ خطاب بعيد عن كل ما يمكن أن يثيرشكوك المواطن أو ينبهه إلى الهاوية التي يدفع إليها.

- 3خطاب اختزالي يركز على بعض النقاط البسيطة التي يريد المواطن سماعها فيفصلها عن الواقع ويفرغها من محتواها (الديموقراطية ؛ الأمن؛ العمل) ويضخمها ويركز عليها متناسيا الأهم منها وكأنها هي أس الوجود ويجعلها مادة للعلف؛ فإنجاز طريق ؛و بناء سد ؛ إقامة مصنع يلهي عن تضييع أمة ؛وبيع وطن، وتحطيم اقتصاد.

- 4خطاب مرائي يظهر الأسى لمآسي المواطنين ويعبر عن تضامنه معهم واحترامه لهم وهو في سريرته يتشفى منهم ويحتقرهم وليس كما يسمع من خطابأنه والدليل على ريائه هو استعداده لأن يوعز لمختلف القوة القمعية بالتدخل إذ لم يحصل من مخاطبيه على التسليم والخنوع.

– 5خطاب ترهيبي وترغيبي: وهذا عنصر قديم في فرض إرادة الحاكم وتثبيت استعباد وعبودية المحكومين وقمع المعارضين الذين قد لا تنفع معهم المؤثرات السابقة. ؛ والغالب أن يكون خطاب السياسي مهادنا وعلى قدر من الليونة إذا كانت الرعية منقادة مسالمة ولكنه يتحول إلى النقيض إاذ أحس السياسي بوجود ما يثير مخاوفه بشكل جدي.

- 6خطاب مضلل: كل العناصر السابقة هدفها تضليل المواطن وقيادته إلى ما يريده السياسي؛ وما تقتضيه مصلحته الخاصة ومصالح معسكره وأعوانه الذين يمسك بواسطتهم رقاب الشعب ويخضعه ويتصرف في ثرواته ومصيره وهو يدرك أنه لن يتردد في إلحاق الأذى وعن قصد ليس بالشعب فقط بل بهيبة الدولة التي يمثلها ويتظاهر بحرسه على حمايتها وخدمتها ؛بل وله الجرأة على التضحية بكيانها وهو يدرك أنه لن يتوانى عن تركها إذا ما تهاوت أركانها إلى دولة أخرى بها عقاراته ومدخراته المهربة .
 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...