الكون قائم على مبدأ الثنائية : ملائكة
وشياطين ، إيمان وكفر، جنة ونار ،حياة وموت، صلاح وفساد ،عدل وظلم . تلك سنة الله في خلقة ....(ولن تجد للسنة الله تبديلا).
وبفضل عناية الله ورأفته بنا ، قيض لنا نخبة من القائمين على شؤون الحكم عندنا؛ حكماءَ
ومؤمنين وديمقراطيين فعلا، ولذلك فهم يحرصون حرص البخيل على ماله في أن
يضمنوا لشعيب المرعوب الحرية المطلقة في الاختيار
: له أن يختار في مجال الإعلام بين قناة
المغاربية المهاجرة في الغرب وأخواتها كقناة العصر ،والليل الذي يختفي فيه الدليل والبديل، وبين قناة
اليتيمة اللئيمة وأخواتها من قنوات الهبل ؛ والتفاهة المتخصصة في التحليل - بالمفهوم الفقهي-
والتضليل والخبل.
وله أن يختار بين نظام أركانه : الرشوة والاختلاس و
الفساد والمخدرات والتزوير والتضليل والقمع
وتهريب ثروات الدولة إلى الغرب .
و بين نظام
أركانه:عبادة الجدود ،و إقامة الحدود ،وكثرة المفروضات والواجبات والسنن والمندوبات ، وما يقابلها من محرمات ومكروهات ومختلف المطبات و السدود، كوجوب تقسيم الشعب المشترك في التاريخ والوطن واللغة والمعبود إلى: أخ في الله أوعدو كافر لدود ، يفرزه علماء الفيس والجيا والميا والقاعدة والنصرة وداعش، طبقا لمقاييس الفكر الأسطوري البدائي
لتحقيق مزيد من وفرة في اللحى والقمصان ، والأحجبة والعطور، مع
الاحتفاظ طبعا بالآفات القائمة كإرث مأثور. ولا يوجد خيار ثالث لأن وجوده يتناقض مع
مبدأ الثنائية ، و يتعارض مع قوانين الكون الوجودية: البنيونة والكيميائية الفيزيائية ، وبالتالي يفجر البلد والأمة حتما ؛ وهو ما لن يسمح به النظام.