السبت، 31 أكتوبر 2015

للشعب كامل الحرية في تقرير مصيره.


الكون قائم على مبدأ الثنائية : ملائكة وشياطين ، إيمان وكفر، جنة ونار ،حياة وموت، صلاح وفساد ،عدل وظلم . تلك سنة الله في خلقة ....(ولن تجد للسنة الله تبديلا).

وبفضل عناية الله ورأفته بنا ، قيض لنا نخبة من القائمين على شؤون الحكم  عندنا؛  حكماءَ ومؤمنين وديمقراطيين  فعلا، ولذلك فهم  يحرصون حرص البخيل على ماله في  أن يضمنوا لشعيب المرعوب الحرية المطلقة  في الاختيار : له أن يختار  في مجال الإعلام بين قناة المغاربية المهاجرة في الغرب وأخواتها كقناة العصر ،والليل الذي يختفي فيه الدليل والبديل،  وبين قناة اليتيمة اللئيمة  وأخواتها من قنوات الهبل ؛ والتفاهة المتخصصة في التحليل - بالمفهوم الفقهي- والتضليل والخبل.

وله أن يختار بين نظام أركانه : الرشوة والاختلاس و الفساد والمخدرات  والتزوير والتضليل والقمع وتهريب ثروات الدولة إلى الغرب .
و بين نظام  أركانه:عبادة الجدود ،و إقامة الحدود ،وكثرة المفروضات والواجبات والسنن والمندوبات ، وما يقابلها  من محرمات ومكروهات ومختلف  المطبات و السدود، كوجوب تقسيم الشعب المشترك في التاريخ  والوطن واللغة والمعبود  إلى:  أخ في الله أوعدو كافر لدود ، يفرزه علماء الفيس والجيا والميا والقاعدة والنصرة وداعش، طبقا لمقاييس الفكر الأسطوري البدائي  لتحقيق مزيد من  وفرة  في اللحى والقمصان ، والأحجبة والعطور، مع الاحتفاظ طبعا بالآفات القائمة كإرث مأثور. ولا يوجد خيار ثالث لأن وجوده يتناقض مع مبدأ الثنائية ، و يتعارض مع قوانين الكون الوجودية: البنيونة والكيميائية  الفيزيائية ، وبالتالي  يفجر البلد والأمة حتما ؛ وهو ما لن يسمح به النظام.

وقد قال نزار قباني  محددا تخوم الحرية العربية:

إني خيرتك.. فاختاري
 لا توجد منطقةٌ وسطى
ما بين الجنة والنار..

السبت، 17 أكتوبر 2015

من صور الجزائر عام 2015م




أنقلها كما وقعت في البلد الوحيد في العالم الذي استطاع أن يتوج فيه الفساد حاكما ومالكا  ومقررا لما يجب وما لا يجب،   بلد يخنع  بأسره : بأحيائه وجماده ؛ مملوكا للمفسدين بشكل يتناقض تماما مع عظمة مرحلة من تاريخه أبهر فيها  شعوب القارات الخمس  هو بلد المليون ونصف مليون شهيد.


"أمس ؛ جمعتا الصدفة في جلسة بمكتب موثق بلغ من السن عتيا ، يحفظ القرآن ، وحج حجات عدة ،يزين حيطان قاعات محله بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية ، ويكدس كتب القانون بجانب مكتبه الفاخر ، ويمتهن  التوثيق منذ بداية الستينات  ،وضع تحت يده أرشيفا  لا يقدر بثمن فغدا ملكية خاصة يتصرف فيه تصرف المالك في ملكه .
كنا سبعا جالسين في مكتبه ، ثلاثتنا لا نعرف الأربعة الآخرين والأربعة لا يعرفون ثلاثتنا ، وأثناء جلوسنا في انتظار أن ينجز لنا الموثق مطالبنا ، دخلت جماعة  تالثة لإمضاء عقدهم المنجز: عقد صاحب الشأن وشاهديه.

نادى القاضي الموثق على أحد الشهود ليمضي ، وحين أبصر أن الكاتبة قد سجلت في العقد أن هذا الشاهد "بطال" بلا مهنة ، صاح الموثق المنتفش  في وجهه : كيف؟. بطال وتشهد ؟، بطال يعني لا توجد عندك نقود و أموال  ، وجئت لتشهد ؟.أعوذ بالله.
 ورغم ذلك سلمه الوثيقة، فأمضى المسكين وانصرف  محرجا منكمشا.
ولكن القاضي استمر يشتمه في غيبته : صعلوك ، متسول ، متشرد ، لا يملك لا نقود،
 و لا أموال ويشهد ، أعوذ بالله ؟ هذا لا ينبغي ، هذا ضد القانون.

قلنا له :كيف ذلك ؟.

قال : البطال ، ومن ليس له نقود  ، ولا أموال ، لا ينبغي له أن يشهد ، ولا يحق له أن يخرج من بيته،  ويسير في الشارع. 
القانون يلزم الشرطي في الشارع أن يسوق كل من ليس له نقود  ولا أموال إلى السجن ، في الشارع  على الشرطي أن  يسألك :هلك عندك الدراهم ؟ فإذا قلت :لا. ألقى عليك القبض ، وساقك إلى السجن ، وهذا بموجب القانون ، قانون العقوبات.

الذي يأتي ببطال ، أو بمن لا نقود لديه ليشهد له؛  كمن يأتي بسجين ، فالذي لا نقود له مجرم لم تصل إليه يد الشرطة  فقط."


كنت أضحك ؛ أضحك، أضحك وهو يتحدث بجدية غريبة، كنت أضحك كي لا أنتحب على بلد المليون ونصف مليون شهيد التي ملكها السفهاء. والمنحطون، والمتخلفون ذهنيا وكتموا أنفاسها فبلغ فيها التعفن درجة جعلت شعوب العالم تعافها رغم جمالها الإلهي البديع.


إذا كنت ثريا بالأموال المسروقة المنهوبة ، وبأموال الرشوة والمخدرات والتهريب فأنت بطل ، ويحق لك أن تشهد أمام القاضي الموثق ، وعلى الجميع أن يحترمك بموجب القانون ،وليس لأحد كائنا من كان  أن يسألك من أين جئت وإلى أين تذهب ؟،  وإذا كنت فقيرا فعلى الشرطي أن يسوقك إلى السجن بتهمة عدم  امتلاكك للنقود والأموال.
ولعل إخضاع السلطات الفرنسية مسؤولي (دولتنا)  المتيمين بحب باريس في مطاراتها للتفتيش الجسدي الدقيق وبالتعرية، كان تطبيقا للقانون  الذي ذكره القاضي الموثق، وللتأكد أنهم لم يأتوا إلى فرنسا  بجيوب فارغة.

الأحد، 11 أكتوبر 2015

الكذب سياسة...

طوال العقود الماضية، وعلى امتداد 53 سنة ووسائل الإعلام المرتزقة عندنا تتغنى صباح مساء بأن الشعب عندنا حر ، يحكم نفسه بنفسه والشعارات تتناثر فوق رؤوسنا "من الشعب وإلى الشعب" ثم " من الشعب وبالشعب" و" باسم الشعب الجزائري"
و" الحكم الراشد " " وانتخابات حرة ونزيهة بمراجعة وبشهادة ومصادقة المجلس الدستوري والمحكمة العليا" انتخابات تأتي (كما زعموا) برؤساء وبرلمانات.

وأخيرا ، وبعد كل هذا الخداع البشع ،والزيف الممقوت حتى من الشياطين ، تظهر نفس وسائل الإعلام ، ودون حياء ؛وبوجوه بلاستيكية  ممسوخة ؛ لتنقل لنا أخبارا مفادها : أننا كنا نعيش في ظل حكم عسكري طوال هذه العقو؛ وسننتقل ببركة فخامة رئيس الجمهورية -الذي كان موجودا دائما- إلى ظل حكومة مدنية عما قريب،- وكعادة العارفين بهذا الشعب- بدون أن توضح لنا لا السلطة ؛ ولا وسائل إعلامها المرتزقة ، كيف السبيل إلى ذلك؛ ولا المراحل ؛ولا الأدوات ،ولا الآجال التي سيستغرقها هذا التحول الذي جاء ليصلح الأمن ؛على الشاكلة التي تم بها (إصلاح العدالة )، ويطلبون من الشعب أن يصدق ،وفعلا تجد الأغلبية من هذا الشعب تهلل وترقص وتصفق ،برهانا منها على ارتفاع مستوى الوعي لديها . فسبحان الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛  لمن يؤمن بوجوده طبعا.

الأحد، 4 أكتوبر 2015

شتان ما بين الحاكم العربي والحمام


سأل أحد المواطنين الشرقيين رجلا غربيا فقال له:

- كيف ترون الفرق بين الحاكم الشرقي عندنا والحاكم الغربي عندكم ؟ فأجابه:

- الحاكم الغربي عندنا كمقعد الحمام الغربي ، والحاكم الشرقي عندكم  كمقعد الحمام الشرقي.

فقال له كيف ذلك؟ فأجابه:

  • مقعد الحمام الغربي إذا أردت تغييره فما عليك سوى أن تفك أربعَ براغٍ تُمْسْكُه لتَنزِعَهُ من مكانه  وتضعَ مكانَه غَيْرَه.
  • أما مقعد الحمام الشرقي فلن تستطيعَ تغييرَه إلا إذا حطمت الحمامَ كلَّه .
    المقصود بالشرقي هنا هو العالم العربي ومن؛  وما يدور في فلكه ، وفي فلك حضارته في عرف  المستشرقين.
  •   ويبدو أن هذا الرَّجلَ الغربيَّ ، رغم ذكائه إلا أن معرفته بالشرق  وشؤونِه وشجونِه محدودةٌ ، أو هو حيي جم الأدب ؛ دفعه حياؤه إلى ظلم الحمام الشرقي؛  رغم صحة التشبيه بين الحاكم العربي والحمام الشرقي في وجه واحد ، أما فيما عداه  من أوجه الشبه ففيها تعسف وظلم للحمام الشرقي  يظهر في مفارقات  كثيرة أبرزها:
  • الحمام الشرقي مكان يريحك ، والحاكم العربي يشقيك ويضنيك ؛ الحمام يسترك والحاكم يفضحك، الحمام يطهرك وينقيك ،والحاكم يلصق بك من التهم والعيوب ما ليس فيك فيشوهك ويحقرك ويخزيك ، الحمام يخفي كل عيوبك ويبقيها سرا لديه، والحاكم يتجسس عليك في أخص خصوصياتك وينشرها على الملأ ، الحمام تهرب إليه حين الضيق ، والحاكم تهرب منه في السعة وفي الضيق .الحاكم يستقبل أهله وعصابته ويسد الباب في وجوه غيرهم ، والحمام يقبل  من ثبتوه كما يقبل كل من لجأ إليه .
  • فشتان ما بين الحمام الغربي والحمام الشرقي ، وشتان شتان ما بين الحمامين والحاكم العربي.

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...