الكتاب المقرر على
الاقسام الثالثة ثانوي، آداب وفلسفة
ولغات أجنبية
.النشاط النص التواصلي
ص107
المحور الخامس.
الكفاءة المستهدفة من
المحور: أقف عاى انشغال الشعراء المعاصرين بقضية فلسطين ، وكذا حس المواطنة
ونزعتها لديهم .
----------------------------------------------------------------------------------
العنوان والمحتوى ليس لهما أية علاقة مباشرة بالكفاءة المستهدفة , والعنوان من جهته لا يعكس حقيقة المحتوى ، لأن المحتوى يتحدث عن وعي
الأديب بوجوده الاجتماعي ، وبدوره في مجتمعه ، وضرورة التزامه بالبحث عن الطرق والمنافذ المؤدية إلى
تطوير ؛ وتحسين شروط الوجود الإنساني لأفراد
مجتمعه ، دون أن يخصص الكاتب هذا الالتزام
بنوع أو فن أدبي بعينه.
وبما أن الأدب حسب رأي الكاتب ؛كشف ، وتأثر وتأثير؛ فإن ذلك
يتطلب من الأديب ، وعيا راقيا ويقظة
مستمرة ، وجهدا لا يفتر في سبيل البحث
والتنقيب الدائم عن الأفضل ؛والأصوب ؛ والأرقى
والأحدث والأنسب لإفادة الإنسان وإسعاده.
ويحمل الكاتب الأديب مسؤولية" البحث عن
الحلول الجذرية لكل القضايا وا لمشكلات
الاجتماعية التي يعاني منها الإنسان" ، طبعا وفي هذا القول مبالغة لا
تليق لا بالأدب ، ولا بالأديب ، ولا بالدارس تصوره ، لأن إيجاد حلول جذرية لكل القضايا
والمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها
الانسان ، هو مطلب فوق قدرة الإنسان وإمكانياته، يستحيل تحقيقه على البشرية جمعاء ، ناهيك عن طبقة الأدباء
منفردين ، إنما كل ما يطلب من هؤلاء هو المساهمة في كشف عيوب المجتمع ؛ وإبرازها ؛ وإظهار
مخاطرها، ورسم الحلول المتاحة ؛ والأدوات المناسبة للتصدي لها وإصلاحها. مع
ملاحظة أن النص ما زال يتحدث عن الأدب والأديب بشكل عام ولا يخص الشعر وحده ، لا قديمه ؛
ولا حديثه ؛ و لا معاصره كما قد يتوهم من العنوان.
ثم يعود الكاتب إلى الحديث عن دور الأديب
؛ بشكل عام ؛ في الإسهام في التغيير الذي يصبو
إليه الإنسان المعاصر ؛ بشيء من الإطناب الممل ؛ فيكرر ما اورده موجزا سابقا، محاولا أن يرسم
وجه الالتزام الذي يرتضيه ، "التزام الحرية المسؤولة" التي تخدم "
الكرامة الانسانية" بواقعية وتفاؤل بعيدا عن الذاتية و يخدم المجتمع وبالأساس الأسرة. مع التنويه إلى أن مفهوم عبارة " الحرية المسؤولة" مفهوم فلسفي ، أسس له جون بول سارتر ، وهو يخص الإنسان مطلقا ،وبحيث تنعدم المسؤولية بموجبه بانعدام الحرية التي هي الأصل ، وبحيث يكون الإنسان مسؤولا - باختياره دون ضغوط أو إملاءات خارجية - أمام نفسه وضميره قبل كل شيء ، إلا أن الجهلة من زعماء الأنظمة المستبدة الفاسدة ، قد أفرغت هذه المقولة من محتواها ، وحولتها إلى مبرر لإلزام الأدباء والمثقفين بالتطبيل والتهليل لحماقاتها. وقمعت واضطهدت وحاربت الشعراء ودواوين الشعراء أكثر مما حاربت المخدرات.
وجتى في الفقرة الأخيرة من النص المقرر ،
ودون غيرها ؛والتي يمكن السماح لها
بالجلوس بمحاذاة العنوان ، إلا أنها لا
يمكن - حتى مع كثير من التسامح والتغاضي - أن تكون مبررا للعنوان " الالتزام في الشعر
العربي الحديث والمعاصر" إذ يتحدث الكاتب فيها عن" إدراك الشاعر العربي المعاصر لأهمية
المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا الإطار ، شعورا منه بخطورة المرحلة ، والظروف
التي يمر بها العالم العربي...." وليس كل من شعر أو أدرك خطورة موقف من المواقف عد ملتزما ،
وينتهي النص دون أن نجد ولو كلمة واحدة؛ أو مثلا واحدا عن الالتزام في الشعر العربي
الحديث والمعاصر.
وهكذا دواليك ، يعمد
الضالون منا إلى تضليل وتشويه فكر الأجيال عن قصد أو دونه ؛ منذ نعومة
أظافرهم في المدرسة والثانوية والجامعة ؛ ثم نسلم الدور لوسائل الإعلام ، وللشعارات
الكاذبة والخادعة ،باعتماد العناوين المضللة التي
لا علاقة لها بالمحتويات او بالواقع . أملى أن يأخذ أساتذة الأدب في الثانويات محتويات البرنامج بكثير من الحذر والجدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق