الأحد، 18 يناير 2015

الالتزام في الشعر العربي الحديث والمعاصر : لمفيد قميحة


الكتاب المقرر على الاقسام الثالثة ثانوي،   آداب وفلسفة ولغات أجنبية

.النشاط النص التواصلي ص107

المحور الخامس.

الكفاءة المستهدفة من المحور: أقف عاى انشغال الشعراء المعاصرين بقضية فلسطين ، وكذا حس المواطنة ونزعتها لديهم .

----------------------------------------------------------------------------------

العنوان  والمحتوى ليس لهما أية علاقة مباشرة  بالكفاءة المستهدفة  , والعنوان من جهته لا يعكس  حقيقة المحتوى ، لأن المحتوى يتحدث عن وعي الأديب بوجوده الاجتماعي ، وبدوره في مجتمعه ، وضرورة  التزامه بالبحث عن الطرق والمنافذ المؤدية إلى تطوير ؛ وتحسين  شروط الوجود الإنساني لأفراد مجتمعه ، دون  أن يخصص الكاتب هذا الالتزام بنوع أو فن أدبي بعينه.

وبما أن الأدب  حسب رأي الكاتب ؛كشف ، وتأثر وتأثير؛  فإن ذلك يتطلب من الأديب ، وعيا  راقيا ويقظة مستمرة ، وجهدا لا يفتر في سبيل  البحث والتنقيب الدائم عن الأفضل ؛والأصوب ؛ والأرقى  والأحدث والأنسب لإفادة الإنسان وإسعاده.

ويحمل الكاتب الأديب مسؤولية" البحث عن الحلول الجذرية لكل القضايا وا لمشكلات  الاجتماعية التي يعاني منها الإنسان" ، طبعا وفي هذا القول مبالغة لا تليق لا بالأدب  ، ولا بالأديب ، ولا بالدارس تصوره ، لأن إيجاد حلول جذرية لكل القضايا والمشكلات الاجتماعية  التي يعاني منها الانسان ، هو مطلب فوق قدرة الإنسان وإمكانياته،  يستحيل تحقيقه على البشرية جمعاء ، ناهيك عن طبقة الأدباء منفردين ، إنما كل ما يطلب من هؤلاء هو المساهمة في كشف عيوب المجتمع ؛ وإبرازها  ؛ وإظهار مخاطرها،  ورسم الحلول المتاحة ؛  والأدوات المناسبة للتصدي لها وإصلاحها. مع ملاحظة   أن النص ما زال يتحدث عن الأدب والأديب بشكل عام ولا يخص الشعر وحده  ، لا قديمه ؛ ولا حديثه ؛ و لا معاصره كما قد يتوهم من العنوان.

ثم يعود الكاتب إلى الحديث عن دور الأديب ؛ بشكل عام  ؛ في الإسهام في التغيير الذي يصبو إليه الإنسان المعاصر ؛ بشيء من الإطناب الممل ؛  فيكرر ما اورده موجزا سابقا، محاولا أن يرسم وجه الالتزام الذي يرتضيه ، "التزام الحرية المسؤولة" التي تخدم " الكرامة الانسانية" بواقعية وتفاؤل بعيدا عن الذاتية  و يخدم المجتمع وبالأساس الأسرة. مع التنويه إلى أن مفهوم عبارة " الحرية المسؤولة" مفهوم فلسفي ،  أسس له جون بول سارتر ، وهو يخص الإنسان مطلقا ،وبحيث تنعدم المسؤولية بموجبه  بانعدام الحرية التي هي الأصل ،  وبحيث يكون الإنسان مسؤولا - باختياره  دون ضغوط أو إملاءات خارجية - أمام نفسه وضميره قبل كل شيء ،  إلا أن الجهلة من زعماء الأنظمة المستبدة الفاسدة ، قد أفرغت هذه المقولة من محتواها  ، وحولتها إلى مبرر لإلزام الأدباء والمثقفين بالتطبيل والتهليل لحماقاتها. وقمعت واضطهدت وحاربت الشعراء ودواوين الشعراء أكثر مما حاربت المخدرات.

وجتى في الفقرة الأخيرة من النص المقرر ، ودون غيرها  ؛والتي يمكن السماح لها بالجلوس بمحاذاة العنوان ، إلا أنها  لا يمكن - حتى مع كثير من التسامح والتغاضي - أن تكون مبررا للعنوان " الالتزام في الشعر العربي الحديث والمعاصر" إذ يتحدث الكاتب فيها  عن" إدراك الشاعر العربي المعاصر لأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا الإطار ، شعورا منه بخطورة المرحلة ، والظروف التي يمر بها العالم العربي...."  وليس كل من شعر أو أدرك خطورة موقف  من المواقف عد ملتزما ، وينتهي النص دون أن نجد ولو كلمة واحدة؛  أو مثلا واحدا عن الالتزام في الشعر العربي الحديث والمعاصر.

وهكذا دواليك ، يعمد الضالون منا إلى تضليل وتشويه فكر الأجيال عن قصد أو دونه ؛ منذ نعومة أظافرهم  في المدرسة والثانوية  والجامعة ؛ ثم نسلم الدور لوسائل الإعلام ، وللشعارات الكاذبة والخادعة ،باعتماد العناوين المضللة  التي لا علاقة لها بالمحتويات او بالواقع . أملى أن يأخذ أساتذة الأدب في الثانويات  محتويات البرنامج بكثير من الحذر والجدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...