في البند السابع من بيانهم :يدعو علماء الأزهر البلدان العربية إلى" تنظيم تعاونها وإلى تطوير آليات هذا
التعاون بما يحقق الاستقرار والأمن والازدهار. " كيف يكون ذلك وانتم وامثالكم واتباعكم من ورجال الدين قد فرقوا
السكان داخل المدينة الواحدة، فغدا لكل حي مسجده : فهذا مسجد الشيعة ، وذاك للسنة ، هذا للمالكية و ذاك مسجد الشافعية وذلك مسجد الحنابلة ، وآخر
للخوارج او الإباضية والقرضاوية ،هذا مسجد
السلفية ، وذاك للإخوان و اتباع كل مسجد
هم الجماعة الناجية والبقية هالكون لا محالة لأنهم اتباع الشيطان ومارقون عن الدين
كما يمرق السهم من على ذلك بل داخل البيت
الواحد بذرتم الفرقة والعداوة فهذا يفتي في مواصفات اللباس الشرعي وغير الشرعي فيحرم كل لباس لا يوافق هواه او هوى شيخه وذاك
يحرم التلفاز والآخر الجلوس على الأريكة و...
لن يتوحد العرب ولا المسلمون ما داموا يخضعون
في كل كبيرة وصغيرة لغبائهم ولعلوم أغبياهم و يتحركون ويسكنون بموجب اقوال موتى انتهوا منذ الاف السنين فأحياهم
الدين في نصوصهم واستبدوا الأحياء.
العالم العربي عالم يفيض بالموارد والثروات الطبيعية ولكنه
يخلو من البشر حتى يتحدوا بل يعشش فيه عجز وكسل و غباء يندر وجوده في العالم بيده
كل شؤون الدين و الجريمة والسياسة والقضاء والاعلام والمال والسلاح انتج عبر القرون نصوصا هي النموذج المثالي
للتخلف :سطحية كاذبة متعصبة متضاربة متقاتلة ،وخناجر وحراب وسيوف و قنابل ومتفجرات وبطون بعمق وعرض الآبار الأرتوازية تحل كل محرم وممنوع لاشباع نهمها وإذا رأيت اجسادا
تعلوها رؤوس فهي بالشياطين ألصق واليق واصدق منها بالبشر.
في البند الثامن: "يطالب المؤتمر
بقوة العلماء والمراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام
الله والتاريخ في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية وبخاصة في البحرين والعراق واليمن
وسوريا. ".
فعن أي المراجع
الدينية تتحدثون ؟ وعلى أي أساس اعتبرتموها مراجع ؟ هل تقرون بأن هناك مراجع دينية
أخرى للمسلمين خلاف القرآن ؟ أو أنتم متحققون بحكم تقرير الواقع أن رجال الدين في الوطن العربي والاسلامي- وبفضل
إسناد الأنظمة الفاسدة القائمة لهم - قد بلغوا مرحلة استقلت فيها كل مرجعية بدين جديد
لها يخصها ؛ تفرضه على أتباعها وتقاتل به خصومها قتال الوحوش الضواري ؟ وكيف لها
حينئذ أن تتحد مع الكفار أهل النار؟ وماذا تريدون أن تفعل "خير أمة "بحديث
الفرقة الناجية :" قال النبي صلى
الله عليه و سلم : إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين و سبعين ملة و تفترق هذه
الأمة على ثلاث و سبعين كلها في النار إلا واحدة " (المستدرك على الصحيحين
للحافظ حديث رقم 443 وسنن ابن ماجة والبهيقي
و...). فهل تريدون أن تخرج الأمة عن السنة الصحيحة ولا تتفرق؟ أم أنكم تطعنون
في صدق الحديث وقدرته اليقينية في الإخبار بالغيب وهو من مظاهر الإعجاز العلمي في
السنة ،أم هو مجرد قول يلقى للعامة،؟.
تخصون بالذكر بلدانا بعينها في بيانكم هي البحرين
والعراق واليمن وسوريا ، دون ذكر لبقية الأقطار
العربية وكأن حماس في فلسطين لاتعادي فتح والإخوان
والسلفيين وعلماء الازهر في مصر لا يقاتل بعضهم بعضا ، وأن ما يجري على أرض سيناء وحدود
غزة قتال بين سكان مصر والذين هبطوا من السماء ، وكأن المسلمين في مصر لا يحرقون كنائس
المسحيين الأقباط باستمرار ويحرمون عليهم بناء
الكنائس ويضايقونهم في أداء عباداتهم وتطبيق شرائعهم، و يتهمونهم صباح مساء بالكفر
والضلال و...، وكأن ليبيا بجواركم تنعم في جنة من الهدوء والاستقرار والأمن ،وهي في
طريقها إلى إقامة خلافة الفرقة الناجية التي ستمد ظلالها إلى الأقطار المجاورة لتنقذ
أهلها من التردي في نار جهنم.وكأن السودان كان سودانان فتوحد
والتحم شماله بجنوبه بفضل إسلام الإخوان والسلفية فصار وطنا واحدا ينعم فيه
المواطنون كافة من عرب وزنوج ، مسلمين ومسيحيين
ووثنيين بالحرية والعدل والمساواة كأسنان المشط.
فأما ما يجري في اليمن والعراق والبحرين فهو تفاعل قيمكم وشريعتكم ومكونات ثقافتكم
الدينية (المستنيرة ) مع الواقع والعصر فما القاعدة وداعش سوى كتب التراث مخلوطة بعقول رجال الأزهر
وفكرهم الاسلامي الوسطي؛ وأقوال ابن تيمية ومحمد
بن عبد الوهاب ، وتوابل بيشاور تتقاتل فيما بينها من جهة ، وفي مواجهة الشيعة من جهة .
وأما في سوريا ؛ فإن الصراع ثمرة دينية خالصة ،سنية إخوانية وهابية جهادية لجامعكم ( الشريف)؛ ولرجالكم وتعاليمكم فيها نصيب الأسد ، وشيعية علوية ، بين نظام كان من أنصاركم ؛ يحمي بعض أتباعكم ؛ مقابل سكوتكم وسكوت زعمائكم عن جرائمه في
مواطنيه ، وسماحكم له بهامش من المناورة بحيث استطاع مؤقتا أن يتحكم في لعبة التوازن بينكم
وبين مسلمين مثلكم من الشيعة
في الداخل ، وبين المصالح الأمريكية
والغربية من ناحية وروسيا من ناحية أخرى ، قبل
أن يغلط رأسه بشار الأسد ويسيء الأدب مع أولي أمور أبار البترول، ويستثير حنقهم
عليه مغترا بخطابات نصر الله اللبناني؛ والاستعراضات العسكرية الإيرانية ، فيجهر بولائه لها بتعصب ،ولمعاقبته حركتم خلايا كم الإخوانية النائمة هناك، بإغراء أمريكي
غربي ، وزينت وسائل إعلامكم وفي مقدمتها الجزيرة والعربية للعامة الجهلة من السوريين الإقدام على فعل ما هم فيه الآن؟ أليس اتباع بن لادن علم الثقافة الوهابية ، و أيمن الظواهري القرضاوي حاملا تراث الأزهر وتلاميذهم
وأتباعهم في قطر وسدنة الوهابية التيمية في السعودية و المسترزقين الدائرين في فلكها، وكل علماء السنة القائلين بشرعية قتل وجلد المخالف بدون استثناء
حين عجزوا ، وعجزت نخبهم الحاكمة الفاسدة على التصدي لإيران ؟والفساد والتخلف في أقطارها
؟ و ولصرف النظر عن الخيبة العامة الشاملة تضافرت جهودكم كنخب دينية وسياسية فجيشتم رموز المعارضة السورية في الخارج والداخل بالرشوة والتحريض واشعلتموها نارا تأكل الأخضر واليابس
تركت ملايين المشردين والقتلى والمعطوبين والايتام والثكالى الذين تتصنعون البكاء
عليهم الآن نفاقا، وتحققت أهدافكم وكانت لكم
هذه الكلمة العليا التي تتحفون بها مسامعنا بين الحين والحين وكأنكم
أبرياء تماما مما يحدث؟.
أنتم ضالون مضلون ، والعيب ليس عليكم فقط بل معظم العيب وأخطره كامن في النصوص التي شكلت عقولكم ؛وعقول الجماعات
الجهادية ؛ وعقول النخب الحاكمة وجميعكم أوجه
متعدة لعملة واحدة. وظيفتكم قمع العامة
وتضليلها لاستغلالها في تحقيق أوهامكم
الكسلى ، ومنافعكم المادية. ولا تهمكم لا الأوطان ولا الإنسان ولا الأديان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق