الأحد، 26 مارس 2017

رعاة الارهاب


 الإرهاب الإسلامي ظاهرة دينية عقائدية اجتماعية سياسية :

دينية عقائدية لأنه يستند في وجوده إلى نصوص صريحة في القرآن وفي الحديث النبوي وفي السنة العملية ينتقيها الراغبون فيه والدعاة إليه، وتتردد في فتاوى الشيوخ والمؤسسات الدينية والتعليمية المعاصرة ومناهجها.

واجتماعية لأن المجتمعات الاسلامية كلها تعتقد أن الجهاد ركن من أركان الإيمان والاسلام في نفس الوقت، والبعض يفهم أن الجهاد أنواع لكنه يرى أن أرقاها هو القتال بنوعيه :جهاد الدفع ؛أو جهاد الطلب أو هما معا. والمجتمع في غالبيته يفضل جهاد القتال على كل أنواع الجهاد الأخرى لسهولته؛ لأنه لا يتطلب تفكيرا بل مجرد حركة (نجوم أو تراجع ، كر وفر...ومردوده دائما مضمون للمجاهد في اعتقاده؛ إما انتصار وغنائم كثيرة وأسلاب ، أو شهادة وجنة الخلود وما فيها من متع لا حصر لها،إذن لا وجود للهزيمة في تصوره).

وهو ظاهرة سياسية لأنه كان ؛و لحقب طويلة؛ أهم السبل لإزالة دول وأنظمة وحضارات وإقامة إخرى، أو لزرع الفوضى والتوحش في مناطق ومجتمعات لإجبارها على الخنوع والخضوع وطلب الحماية ولو من أعدائها كون الأمن والنظام دائما وفي جميع الحالات أحسن من الفوضى والتوحش بكثير.

والساسة الغربيون والأجهزة الاستخبارية والأمنية والعسكرية يعرفون وبدقة ؛ عن طريق المعاينة والمتابعة ؛ وعن طريق معاهد البحث المختلفة؛ والبعثات العلمية وتحليل المعطيات الإعلامية والعسكرية، والسيرورة الاجتماعية والاقتصادية وتوجهاتها في المجتمعات الاسلامية وحتى في تلك التجمعات المقيمة في الغرب نفسه ، بنية العقلية الاسلامية، وخلفياتها العقلية والروحية ونواياها وغاياتها المعلنة والمخفية ،وطبيعة مناوراتها .

ولمواجهة الفتوحات المستقبلية التي يحلم بها المسلمون ؛ يقوم الغرب وفي مقدمته الدول الاستعمارية الكبرى انجلترا و أمريكا وفرنسا وبلجيكا وباقي القوى المشكلة للحلف الأطلسي ؛ وبذكاء وحنكة مستغلا المعطيات والعناصر المذكورة أعلاه؛ وعن طريق استعمال عائلات ، وعصب موالية لها؛ أكد التاريخ والأحداث تبعيتها الكاملة للغرب ، وخيانتها الكاملة لشعوبها؛ تمسك مقاليد كل السلطات بدعم وحماية الغرب ورعايته بتفجير سلاح المسلمين في حجورهم داخل بيوتهم وفي أمصارهم.

إذن رعاة الإرهاب راعيان هما:

- في الصف الأول : الغرب وفي مقدمته بريطانيا وفرنسا وأمريكا والسابحة في فلكها أو ما يطلق عليه التحالف الدولى والتحالفات الإقليمية التابعة له أو المتعاونة معه.

- الأنظمة الحاكمة في البلدان الاسلامية ، وهي ترعى الارهاب ليصبح من حقها أن تستعمل محاربته ذريعة للبقاء في الحكم والاحتفاظ به ؛ ولتستعمله أيضا في قمع خصومها ومعارضيها وفي فرض سيطرتها على الفئة المسالمة من المسلمين؛ وتستعمله في تنفيذ المشاريع المشتركة بينها وبين دول الغرب ، وفي مقدمة هذه المشاريع تدمير النسيج الاجتماعي؛ والبنى التحتية ؛ وإهدار الثروات الضخمة الموجودة في أقاليم الشعوب الاسلامية ،وبث انعدام الشعور بالأمن والاستقرار مما يحتم تهريب رؤوس الأموال وهروب الكفاءات؛ وفتح أبواب ومبررات تدخل القوى الكبرى متى شاءت أو دعت الضرورة.

الخلاصة : - لن يزول الإرهاب في البلدان الاسلامية ولكنه قد يتحول في الأشكال والوسائل أو في المكان لا غير .

- لن تزول الأنظمة الفاسدة المتحكمة في شعوب الأقطار العربية والاسلامية والتابعة لحكومات العواصم الاستعمارية الغربية.

- لن تغير الشعوب الاسلامية من تصورها لوجودها وغاياته، لكسلها ،ولعجزها التام عن مراجعة تراثها وتاريخها، وستبقى تقدم نفسها للعالم باعتبارها شعوبا غوغائية متخلفة متوحشة فوضوية متناقضة تقدس الخنوع والتبعية للأقوى واللامعقول ، كونها تبرمج وبكل السبل والوسائل وفق ما ترغب فيه الأنظمة التابعة للغرب ،ووفق رغبات القوى المتبوعة الماكرة.

- قد تصيب الغرب بعض شظايا الإرهاب ، أو الأضرار الجانبية ، ولكنه سيتحمل ذلك لأن مكاسبه من وجود الإرهاب واستمراره أهم ألاف المرات من الخسائر.

السبت، 11 مارس 2017

فكر وعلم وليس فلسفة ومنطق .

 
تعليقا على منشور لي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أنظمة ومجتمعات تستثمر في الجهل" كتب أحدهم يقول: "ونحن نقول فكر وعلم وليس فلسفة ومنطق والفلسفة هي البحث فيما وراء العقل والتشكيك في كل شيء والتمنطق الزاءد عن حده بحجة الوصول الى الحقيقة المثالية والتي لا وجود لها فيبقى المتفلسف والمتمنطق داءرا في حلقة مفرغة من الشك والبحث العبثي (الفكر والعلم) هما اساس كل ما ذكرت في منشورك وهما نقيض الجهل".
 وقد قدمت التعليق كما أثبته صاحبه  كنموذج للفكر  أو قل التصور السائد لدى معظم  أفراد الطبقة الوسطى  والجامعيين منهم بشكل عام و ذوي التوجه السلفي على وجه الخصوص .
 ومن المعروف أن الناس أعداء للمنكر إذا ما عرفوه  ،وكان لديهم من المؤهلات الفكرية والروحية والمادية والاجتماعية ما يمكنهم من إنكاره  والتصدي له ،وهم أيضا أعداء لكل ما جهلوه وتعذر عليهم فهمه، ومن لا يعرف أبسط مبادئ المنطق ، أو أستقى موقفه من الفلسفة من شيخه الداعية دون أن يفتح يوما كتابا من كتبها ، فلا عجب إن تبين من كلامه أنه يرى التناقض واللفظية الفارغة علما ، والهرطقة والهلوسة فكرا ولا يرى في ذلك لا عيبا ولا غضاضة بل يرى سعي العقل وكده الدائم في سبيل الوصول إلى الحقيقة المثالية جرما يستوجب تحريمها ، وينفي وجود الحقيقة المثالية بالمطلق بلا دليل؛ وهو يجهل أن المنطق الفلسفي نفسه يقرر أن الحقائق نسبية ؛وأن الحقيقية جنوب جبال البرينيه ليست بالضرورة هي نفسها في شمالها ، وأن النقد والمراجعة والتعديل من مبادئ التطور: الفلسفة أم العلوم ؛ ومن عق أمه وتبرأ منها لا خير فيه، ولا نعرف علما أجمع الدارسون على وصفه بالعقوق ، ولكنها كلها علوم ولدت من رحم الفلسفة واستوت في حضنها ورعايتها حتى اشتد عودها ثم استقلت عنها نسبيا ؛ ولولا المنطق الرياضي ؛ والمنطق العلمي ،وطرق الاستدلال السليم العاصم من الخطأ؛ وأنواع المنطق المستعمل في علم الدلالة والحاسوب و...؛ ومناهج البحث العلمي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي لما تمايزت المجتمعات الإنسانية عن قطعان باقي المخلوقات ؛ ولما تباينت فيما بينها وفضل بعضها على بعض ؛ ولما كان لنا أن تواصل كما نفعل الآن .
 لا يوجد فكر بلا منطق ؛ اللهم إلا إذا كان المقصود هو الفكر الخاطئ ؛ والمعرفة العامية والمغلوطة المخلوطة بالأوهام والخرافة ؛ و أما العلم بمعناه الحقيقي فالمعروف عند العقلاء ؛ أنه لا يوجد علم بلا أسس منطقية تحويها نظريات وقوانين وقواعد مؤسسة أثبتت البراهين والتجارب صحتها بشكل يقيني ، ووافقت قواعد المنطق ، وطبيعة الأشياء ؛ وطابقت الواقع ،كما قال ابن خلدون في مقدمته ، أما من كان من أدوات الأنظمة القائمة المحافظة على الوضع العفن السائد ؛ أو كان ممن يعتبر السحر والرقية والأدعية وكل الفرضيات الوهمية التي تخدر و تكبل عقول هذه المجتمعات البدائية التي جمعت كل الشرور المذكورة أعلاه علما فهو ممن لا يعنيهم هذا المنشور. ولا غرابة فقد جاء في صحيح مسلم :"« إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - وَعَقَدَ الإِبْهَامَ فِى الثَّالِثَةِ - وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ». يَعْنِى تَمَامَ ثَلاَثِينَ."

 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...