الإرهاب الإسلامي ظاهرة دينية عقائدية اجتماعية سياسية :
دينية عقائدية لأنه
يستند في وجوده إلى نصوص صريحة في القرآن وفي الحديث النبوي وفي السنة العملية ينتقيها
الراغبون فيه والدعاة إليه، وتتردد في فتاوى الشيوخ والمؤسسات الدينية والتعليمية المعاصرة
ومناهجها.
واجتماعية لأن المجتمعات
الاسلامية كلها تعتقد أن الجهاد ركن من أركان الإيمان والاسلام في نفس الوقت، والبعض
يفهم أن الجهاد أنواع لكنه يرى أن أرقاها هو القتال بنوعيه :جهاد الدفع ؛أو جهاد الطلب
أو هما معا. والمجتمع في غالبيته يفضل جهاد القتال على كل أنواع الجهاد الأخرى لسهولته؛
لأنه لا يتطلب تفكيرا بل مجرد حركة (نجوم أو تراجع ، كر وفر...ومردوده دائما مضمون
للمجاهد في اعتقاده؛ إما انتصار وغنائم كثيرة وأسلاب ، أو شهادة وجنة الخلود وما فيها
من متع لا حصر لها،إذن لا وجود للهزيمة في تصوره).
وهو ظاهرة سياسية
لأنه كان ؛و لحقب طويلة؛ أهم السبل لإزالة دول وأنظمة وحضارات وإقامة إخرى، أو لزرع
الفوضى والتوحش في مناطق ومجتمعات لإجبارها على الخنوع والخضوع وطلب الحماية ولو من
أعدائها كون الأمن والنظام دائما وفي جميع الحالات أحسن من الفوضى والتوحش بكثير.
والساسة الغربيون
والأجهزة الاستخبارية والأمنية والعسكرية يعرفون وبدقة ؛ عن طريق المعاينة والمتابعة
؛ وعن طريق معاهد البحث المختلفة؛ والبعثات العلمية وتحليل المعطيات الإعلامية والعسكرية،
والسيرورة الاجتماعية والاقتصادية وتوجهاتها في المجتمعات الاسلامية وحتى في تلك التجمعات
المقيمة في الغرب نفسه ، بنية العقلية الاسلامية، وخلفياتها العقلية والروحية ونواياها
وغاياتها المعلنة والمخفية ،وطبيعة مناوراتها .
ولمواجهة الفتوحات
المستقبلية التي يحلم بها المسلمون ؛ يقوم الغرب وفي مقدمته الدول الاستعمارية الكبرى
انجلترا و أمريكا وفرنسا وبلجيكا وباقي القوى المشكلة للحلف الأطلسي ؛ وبذكاء وحنكة
مستغلا المعطيات والعناصر المذكورة أعلاه؛ وعن طريق استعمال عائلات ، وعصب موالية لها؛
أكد التاريخ والأحداث تبعيتها الكاملة للغرب ، وخيانتها الكاملة لشعوبها؛ تمسك مقاليد
كل السلطات بدعم وحماية الغرب ورعايته بتفجير سلاح المسلمين في حجورهم داخل بيوتهم
وفي أمصارهم.
إذن رعاة الإرهاب
راعيان هما:
- في الصف الأول : الغرب وفي مقدمته بريطانيا
وفرنسا وأمريكا والسابحة في فلكها أو ما يطلق عليه التحالف الدولى والتحالفات الإقليمية
التابعة له أو المتعاونة معه.
- الأنظمة الحاكمة في البلدان الاسلامية ،
وهي ترعى الارهاب ليصبح من حقها أن تستعمل محاربته ذريعة للبقاء في الحكم والاحتفاظ
به ؛ ولتستعمله أيضا في قمع خصومها ومعارضيها وفي فرض سيطرتها على الفئة المسالمة من
المسلمين؛ وتستعمله في تنفيذ المشاريع المشتركة بينها وبين دول الغرب ، وفي مقدمة هذه
المشاريع تدمير النسيج الاجتماعي؛ والبنى التحتية ؛ وإهدار الثروات الضخمة الموجودة
في أقاليم الشعوب الاسلامية ،وبث انعدام الشعور بالأمن والاستقرار مما يحتم تهريب رؤوس
الأموال وهروب الكفاءات؛ وفتح أبواب ومبررات تدخل القوى الكبرى متى شاءت أو دعت الضرورة.
الخلاصة : - لن يزول
الإرهاب في البلدان الاسلامية ولكنه قد يتحول في الأشكال والوسائل أو في المكان لا
غير
.
- لن تزول الأنظمة الفاسدة المتحكمة في شعوب
الأقطار العربية والاسلامية والتابعة لحكومات العواصم الاستعمارية الغربية.
- لن تغير الشعوب الاسلامية من تصورها لوجودها
وغاياته، لكسلها ،ولعجزها التام عن مراجعة تراثها وتاريخها، وستبقى تقدم نفسها للعالم
باعتبارها شعوبا غوغائية متخلفة متوحشة فوضوية متناقضة تقدس الخنوع والتبعية للأقوى
واللامعقول ، كونها تبرمج وبكل السبل والوسائل وفق ما ترغب فيه الأنظمة التابعة للغرب
،ووفق رغبات القوى المتبوعة الماكرة.
- قد تصيب الغرب بعض شظايا الإرهاب ، أو الأضرار
الجانبية ، ولكنه سيتحمل ذلك لأن مكاسبه من وجود الإرهاب واستمراره أهم ألاف المرات
من الخسائر.