الخميس، 20 يونيو 2013

شعوب بشعة تحكمها أنظمة أبشع.


شعوب بشعة تحكمها  أنظمة أبشع

 

[إنَّ الَّله َلَيُسلطُ الظَّالِمَ على الظَّالِمِ حتَّى يُهْلِكَ الظَّالِمُ الظَّالِمَ.]

نشرت جريدة الخبر الصادرة يوم الخميس  20جوان 2013 خبرا مفاده أن هناك جمعيات وتنظيمات تدعو الرئيس السابق اليمين زروال للترشح لرئاسة الجمهورية،  لأنه الشخصية الوحيدة الباقية التي أثبتت نظافتها بسلوكها بحيث  لا يمكن لأحد أن يطعن فيها ، فحرك هذا الخبر بعض ما بصدري من شجون ، أهونها ما يتركه- من حسرة- كونُ المرء لا يجد في بلد من 40 مليون نسمة رجلا واحدا يمكن أن يوصف بالنظافة والصدق والنزاهة وهو مطمئن . وهل يمكن لحبة قمح وسط صحراء من الرمل أن تطعم جائعا؟.
والحقيقة المأساوية التي تستشف من هذا الخبر، هي أنه لم تعد توجد في العالم المتحضر، أو ذاك الذي له نصيب من التحضر ، جماعة أو طبقة حاكمة أبشع من الأنظمة والعصابات الحاكمة في البلاد العربية والإسلامية على اتساعها، وهي أنظمة
و جماعات  فاسدة مفسدة ، متوحشة ، تجبر كل قادر من رعاياها  على الفرار
و المغادرة أن يبادر بذلك فينجو ،  أو يلقى  هلاكه غير مأسوف عليه  ولو على مراكب من قش، أو تجبره على أن يرضخ  لنزواتها ، مكبلا بعجزه فيعيش تحت سطوة إرهابها  موشحا بأسمال المذلة حتي يحمل على النعش ، والغريب أن الرعب وانعدام الأمن والأمان موجود ومتحقق عند الجميع : العصابات الحاكمة ذاتها  كالشعب المسحوق المقموع بأيدي أبنائه، وهي  عصابات مقتنعة بأن ليس لها تحت أقدامها   وطن. ، وبألا علاقة تربطها بالمحكومين الأعداء بالفطرة، أو بالتربية والترويض،  والدليل على ذلك هو كونها تعيش  الاغتراب ، لا تشعر بالأمان ،  وهي مسكونة بالرعب ، الذي يظهر في سلوكها المعيش ، إذ نجدها لا ترتاح إلا إذا قامت قبل كل شيء –وفي أول فرصة تتاح لها – بنهب و بتحويل أكبر ما تقدر عليه من أرصدة إلى ما وراء البحار، تحضيرا وتمهيدا لامتطاء مركب النجاة من المخاطر المتربصة  المتوقعة من  انقلاب الرفاق في العصابة أو ثورة الغاشي المفاجئة ، في حال الصحة. والهرولة إلى مستشفيات الغرب وعياداته الأمنة الموثوقة في حال  الضعف والمرض.
نحن الشعب الوحيد الذي يمكن لأي مجموعة فيه أن تستخدم  ضد اعضائها ، ضد آبائها و أمهاتها ، وضد أبنائها  وبناتها وضد إخوانها وأخواتها ، كل ما يمكن أن يقع بحوزتها من أسلحة مدمرة لم تستعمل حتى في الحربين العالميتين بين دول  أعداء ، تفصل بينها أعراق ، وحضارات وحدود وبحار ومحيطات.
كل منا مستعد لارتكاب أبشع الجرائم في حق أقرب الناس إليه بزهو وانتشاء ، هل رأيتم شعبا يأكل بعضه لحم بعض نيئا مفتخرأ متباهيا ؟؟ ؟. هل رأيتم قادة  السياسة والفكر والدين في أمة يدعون أتباعهم  إلى التقاتل لأن ذلك يرضى الله ؟. هل رأيتم في العالم جيشا يقصف شعبه  : مدنه وقراه ، طرقه وجسوره ومؤسساته  بأسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا؟.
هل رأيتم شعبا يستحل اغتصاب  أمهاته واخواته و بناته وعماته  وخلاته باعتبارهن حريم الكفار يستحل  سبيهن شرعا  وهو يهلل ويكبر؟ وهل ...وهل...وهل. 
 
ولانعدام الثقة العامة والشاملة، المترتبة على انعدام القيم، والفقر ألأخلاقي ،وضياع أبسط مبادئ العقل ، وعدم الاحساس بالانتماء  تجد  الفرد من الأنظمة الحاكمة ،يطير نحو الغرب ، بمجرد شعوره بخطر يتهدده، أو ألم يؤرقه ،  ولا يعود من هناك إلا مسنودا بقوى غربية في حال الصحة والعافية، أو محمولا في صندوق لتقبر رفاته في أرض  ، لم يشعر نحوها بذرة حب طوال حياته ، ولكنها - لغرابتها - تكرم أعداءها ، وتزري  بعشاقها وبالبررة من أبنائها .
وفي مقابل جماعات المافيا العنيدة المتسلطة، تجد راعية بهماء، مهملة متروكة لشأنها  ، تعيش في الهامش،  على حفظ وتصديق ما تسمع ولا تفقه،  يدوس قويهأ  ضعيفها بنفس القدر من الكراهية والحقد ، يأكل القادر فيها العاجز ، دينها الحقيقي هو الكذب والرياء والتضليل  والنفاق الذي، أقامت به تاريخها ، و أسست  عليه وجودها

 أمة  غدا النظيف فيها جوهرة نادرة  عاجزة ، تتفاوت  القبائح و المرتزقة و النتانات  في العمل على حيازتها  لستر بشاعتها ، و للتزين بها كي تمعن في التغطية  والتمويه على السذج ،  وتجعل منها شباك خداع  تواصل به تضليل من قلت لديهم الثقة ، أو تحركت بأعماقهم الشكوك.

ونفس هذه الفئات من الرعاع و الرعية الراعية المقهورة، التي فتك بها توحش الجماعات الحاكمة العنيدة الغبية والمتسلطة ، سرعان ما تتحول هي ذاتها إلى كتائب متوحشة بدورها، تتفنن في صناعة الفناء  بمجرد أن تتوصل  بأدوات تشعرها  بإمكانية  التعبير عن توحشها بلا خوف من العقاب.وليس هناك دليل أصدق من واقع العرب والمسلمين  ، من الهند حتى المحيط الأطلسي، فضحية الأمس هو مجرم اليوم، ومجرم اليوم هو ضحية الغد ؛وهكذا دواليك منذ العصر الجاهلي  وإلى أن يرث الله الأرض.
نحن شعوب متوحشة خلقة، يستحيل أن تتحضر ، حقيقة ينبغي أن تُقررَ بعيدا عن الأكاذيب التي تزخر بها كتب التاريخ الرسمي و المزيف والمصنوع حسب رغبة الامراء والسلاطين والمرتزقة من علماء البلاط  المرتشين  ؛ وأهواء  وإملاءات عصابات الإٍرهاب والمتواطئين معهم في ستر أبشع الجرائم - وهذا بدوره جريمة -.
   إن ما ينطق به التاريخ والواقع يقول : نحن أمة تعيش في انفصام عن الواقع، في  عالم سريالي  عبثي ، لا تحسن إلا القتل، والتفنن في إبداع  ألوان و أساليب الظلم  والنهب، والتدمير والعنف والتخريب  ، والكذب على أبنائنا كي ينشؤوا مثلنا أجيالا متوحشة. نحرص على إيهام  أنفسنا بأنه يمكننا  أن نتطهر من ذلك كله، بالفتاوى ، والأدعية  وبالصوم والصلاة،  و بالحج والزكاة  وكأن الله سبحانه جل وعلا خلق لنا  الكون دون العالم  لنعبث فيه حسب ميولنا المريضة  المتخلفة المشلولة بسموم الخرافات  والترهات المتوارثة.

ولأن أول مراحل العلاج  هي الاعتراف بالمرض،  ثم صحة تشخيصه  ، فعلى كل من له نية  ورغبة ،أو أمل في إمكانية إصلاح هذه  الأمة ، عليه أولا ،  أن يقتنع هو أولا  بأن هذه هي حقيقتنا المشكلة لماهيتنا ، والمميزة لهويتنا ، وأن يسأل نفسه  بعد ذلك ،إن كان قادرا على  مصارحة البقية بها  ؛ ثم إن كان بمقدوره إقناعها    واضعا في اعتباره أنه  قد يلقى على يديها حتفه  .

 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...