من المساخر القول أن
ما يتم في الرقة والموصل بسوريا والعراق أو باليمن ، أوبسيناء مصر ،أو بجبال وصحراء الجزائر وغيرها هو محاربة للإرهاب ، أي يكفي للقضاء على ثمار شجرة الزقوم
تدمير انتاج سنة من ثمارها ، فتخاف هي من تلقاء نفسها فلا تزهر في السنوات القادمة
ولا تعود للإثمار.
الغرب ذكي ، وقد وجد في غباء العرب مقابله، الغرب لا يفعل شيئا في سوريا والعراق سوى
المساهمة بحظه في التدمير، تدمير البيئة والإنسان و البنى الثقافية والعمرانية
المدنية، أي جاء ليدمر ما عجز الغباء العربي :من أنظمة فاسدة ومخلوقات غبية وإرهاب
متوحش عن تدميره ، والهدف هو تطهير الأرض أو على الأقل جعلها في وضع لا يستعصي على التطهير حين تدعو الحاجة.
الإرهاب لا يوجد
في الرقة ، ولا يوجد في الموصل وحدهما ، بل هو موجود في كل زاوية من زوايا العالم
الإسلامي. الإرهاب ترعاه الأنظمة التي نصبها الغرب ورعاها ويرعاها، الإرهاب في
مكة وفي الرياض ومؤسساتها المنتشرة عبر العالم ،وفي الأزهر والأنظمة المتحالفة معه ، في قطر وتركيا وفي زوايا بيشاور
وكيدال ،وفي قطر وإمارات النفط في الخليج ، وفي حسينيات العراق وإيران ووزارات الديانات التي جعلت لخدمة الملوك
والسلاطين ورؤساء العصابات( الجمهورية الديمقراطية) التي تشارك أنظمة الغرب في احتقار الشعوب المغلوبة على أمرها وفي تجارة النفط ، والمعادن ، والمخدرات والاتجار
بالبشر.
الإبقاء على
الثقافة العربية الاسلامية ، ومؤسساتها ، وعلى مناهجها ؛وعلى المعابد التي تحتضنها بشكلها الحالي أهم ما يحرص عليه الغرب ، وعملاؤه
من رؤساء العصابات الحاكمة في الأليغارشيات المتوحشة في ما يطلق عليه الشرق.
بل كثيرا ما تجعل
عواصم الغرب مدنها حواضن تفرخ رجال دين إسلامي ؛ تحشو عقولهم بمقولات محتواها فراغ
وخراب ودمار وكراهية وتخلف ،أقل ما يمكنهم
أن ينتجونه على شاكلة داعش والنصرة والقاعدة وهواة التحليل والتحريم والذبح والتفجير واستعداء العالم المحايد.
الغرب ليس مجرما؛
ولكنه ماكر يعرف من أين تؤكل الفرائس؛ يستغل أمة غبية تعيش على تراث مستهلك ؛ متعفن مضاد للعقل وللحياة، أمة مجرمة تمارس الإجرام في حق ذاتها ، وقد يصيب الغربَ بعضُ
رذاذها ولكن فوائده معها أكثر من خسائره ولذلك يحميها ، ويخشى أن تخرج عن توحشها أو تجنح نحو التحضر، وهو لا يخجل من تزويد الفريقين المجرمين : إرهابي الأنظمة العميلة الحاكمة، وإرهابي الجماعات الدينية المرتزقة من الحرب والفتن بالأسلحة ، وهو لا يخجل إذا ذهب بعض المئات من الضحايا الغربيين أشلاء في التفجيرات الانتحارية مقابل العائدات التي تحصلها شركات الطاقة والسلاح والأدوية والمقاولات .
وهذا مبرر ما دامت توجد على الساحة "خيرأمة أخرجت للناس" تعتقد
أنها نصرت بالخواء العقلي ،وبالعري
الثقافي والحضاري؛ والصناعي والتجاري؛ وبالسيف والقوانين الردعية الغبية في مواجهة العقل ، وفي مواجهة أحدث الطائرات الحربية ،
والقاذفات الاستراتيجية، والصواريخ المجنحة الموجهة ، والمنتوج الذي يغذي العالم .
والنصر عند هذه الفئة من المتدينين
ليس غلبة الآخر وإلحاق الهزيمة به ، ولكن النصر هو الفوز بالجنة بعد الانفجار والتفجير ، تفجير الذات
والوطن ؛واليسير الصالح من التاريخ المكذوب المهترئ.
والنصر عند العصابة
الفاسدة الحاكمة ليس هو إصلاح العباد والبلاد ، وتحقيق العدل والمساواة والحياة الإنسانية الكريمة للمواطن ، ولكنه سرقة ونهب أكبر قدر من أموال وثروات البلدان والشعوب التي
يحكمونها وتحويلها إلى عواصم الغرب ، وتبذيرها على المومسات في أرقى الفنادق والحانات ، وارتكاب
أكبر قدر من المظالم والجرائم التي يقدرون
على تنفيذها في حق رعاياهم . وهو ما يعزز ويدعم توجهات الفئة الأولى العقائدية الأيديولوجية
والفكرية.
إذن محاربة
الإرهاب في الرقة والموصل والأنبار على فرضية صدق النوايا عند القائمين بذلك لا يعدو أن يكون
محاولة لتدمير منتوج سنة، أو عشرية أو على أبعد تقدير منتوج جيل ، في انتظار أن
يكون منتوج السنوات القادمة وافرا ومبررا مقبولا ليتخذ ذريعة لاستباحة الغرب وعملائه لمزيد من الأعراض و الثروات السائبة ، وذريعة بيد كبار العالم إذا قرروا بإز التخلص من هذا الصنف من
الكائنات الغبية لتهيئة المجال الحيوي المحصور المحيط المتجمد الشمالي من الشمال ،و بين المحيط الأطلسي من الغرب وروسيا والصين والهند المتحفزات من الشرق.