الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

الجريمة المستمرة



في المدة الأخيرة استجمعت فئة قليلة من المجاهدين الوطنيين الحقيقيين شيئا من  الشجاعة ، وعرت مع كثير من الخوف والتحفظ والحذر بعض أعداء  الشعب  الجزائري وثورته  المجيدة ، الذين اندسوا تحت قيادة المخابرات الفرنسية  وتوجيهها   في مختلف  المفاصل والمؤسسات  الجزائرية بعد 1962م وجمعوا بأيديهم كل خيوط  السلطة ومراكز القرار؛ فغيروا دفة التاريخ ؛ووجهة المجتمع ؛وعوموا الفساد، وجعلوه  قيمة مطلقة ، وتاجا على رأس المتنفذين،  وعبثوا بمقدرات الوطن المادية والمعنوية  وأعادوا الخونة والعملاء والأقدام السوداء إلى الجزائر معززين ،  كما كانوا أيام الاستعمار المباشر قبل 1962م ، وضمنوا بذلك استمرار وجود الجزائر الفرنسية على  الأرض ؛عكس ما تدعيه الشعارات المضللة التي تحفظ للأطفال في المدارس؛  وللعامة  في الشوارع ؛والتي لا يستذكرها أحد إلا يوم الكذب على رفات الشهداء في مقابرهم  ؛ بمناسبة أول نوفمبر ؛ ولحسن الحظ يوما واحدا من كل عام.


وللتستر على الخونة والمجرمين الذين يشكلون أعمدتها الرئيسية ، تسارع السلطة لإسكات هذه الفئة القليلة التي صحت ضمائرها أخيرا، فباحت بالنزر القليل من بعض المستور ، باستعمال كل وسائل القمع والردع والترهيب والترغيب ،  إلى جانب هبل ،  نهي عن المعروف ؛ وأمر بالمنكر ؛  يظهره البعض في شكل نصح أبوي سخيف  ، كالذي صدر عن السيد محي الدين عميمور في جريدة الشروق الصادرة يوم 3 أكتوبر2015م في الصفحة الثالثة ، الذي وصف ما يحدث على الساحة من تصريحات بشأن طبيعة وخلفيات الوقائع والشخصيات التي سيطرت على دواليب الحكم في الجزائر خلال53 ستة الأخيرة  تلاسنا بين المجاهدين ، مدعيا أن "التاريخ لا يطرح على قارعة الطريق، ويجب فرض الانضباط على مجموع المجاهدين..."، و هو كلام مخادع ،  يسعى لطمس الحقيقة وتضليل العقول ، لأن الذي يحدث ليس بين "مجموع المجاهدين" ياسي عميمور  ، بل بين المجاهدين وأعدائهم وأعداء الشعب ،لأن جزءا كبيرا مما كشفه هذا التلاسن يثبت عكس ما تريد أن توحي به للسذج ،ويفضح الناتج عن نصف قرن من التزوير المستمر، والتضليل المقنن المشرعن رغم أنف الأمة، وهو يتطلب  مؤازرة المجاهدين الذين خرجوا ولو بشكل متأخر جداجدا عن صمتهم ، وحمايتهم وتشجيعهم ؛ والتصدي للخونة حيثما كانوا؛ وفضحهم ودحرهم ، وعكس ما تقول يحق لكل  من وما هب ودب في الجزائر أن يعرف حقيقة الخدعة التي نفذت بعد 1962م ، وكنت أحد المشاركين فيها بحكم مساهمتك في تنفيذها كمسؤول. وبحكم سكوتك الذي تحاول أن تفرض استمراره بالقوة ، وقارعة الطريق عندنا كانت في كثير من الأحيان أصدق وأوثق من القنوات الرسمية المرتشية والمسترزقة، ومن "المراكز المتخصصة" التي تكتب وتنشر وتحرف ما تؤمربه ويملى عليها وإن كان مناقضا للحقيقة وللواقع، أما دور الجامعات التي تتحدث عنها فيمكن الحديث عنه حين تتحرر الجزائر ،وتصبح حرية الفرد مقدسة ، والجزائريون متساوين كأسنان  المشط ، وللحرم الجامعي حرمته . ومهما طال التستر على الجريمة فلا بد أن تفضح خيوطها يوما رغم انف المجرمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...