الخميس، 4 يوليو 2013

الثورات العربية،هل هي ثورات؟.

 
بتاريخ 28/12/2012 كتب الأخ أعيان القيسي يلومني على نص كنت قد ساهمت به في ملتقى المفكرين والسياسيين العرب حول الثورات العربية. وٍرأيت ان أنقل هنا تعليق الأخ الكريم القيسي ، وردي عليه.
 
.    1المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعيان القيسي مشاهدة المشاركة.
الاخ الكريم : الضيف حمراوي.
 
تحية طيبة
 بداية اني اؤيد ببعض ما تفضلت به ولكنك هنا وقعت بالمحظور كيف تقول لم يثبت أن العرب قاموا بثورة على امداد تاريخهم ، فهم أمة خلقت بعاهة السير إلى الوراء أو السقوط في نفس المكان الا تعرف اولا ان بداية القرن العشرين كان الوطن العربي يرزح تحت الاستعمار الإنكليزي الفرنسي الإيطالي
 ألم تدرس الثورات العربية ضد الإنكليز ومنها في العراق ثورة العشرين ومنها ثورة مصر ضد الاحتلال الفرنسي وسوريا ضد الاحتلال الفرنسي وليبيا ضد الاحتلال الإيطالي
 كيف انتهى الاستعمار وسلطات الانتداب في ذلك الوقت لو لم تكن هناك ثورات شعبية اتمنى ان نكون منصفين بالراي المطروح اخي درسنا في مرحلة الثانوية العامة في العراق  كل ما حدث في الأمة العربية أخي تاريخ الشعب العربي حافل بالثورات العظيمة والتي كسرت وهزمت قوى الامبريالية والصهيونية دمتم بخير.
 
الأخ المحترم أعيان القيسي؛ لا تعتقد أنني من جنس آخر،  ولتعلم أنني عربي قلبا وقالبا أبا عن جد، ولا تعتقد أنني أكره العرب كأفراد ؛ بسبب جنسهم ، كما لك أن تعلم  أنني لا أجد في العروبة ما يجعلني أفتخر بها ، وليكن في علمك أنني أحمل من الآسي لسوء ما كنا؛ ومازلنا ؛ وسنبقى فيه ؛ ما لا يوصف . ولكنني أحمد الله على ما شاء لمن شاء من خلقه ؛  وعلى ما شاء بهم.
 
أخي لي تصوري الخاص عن الثورة ، وهي في نظري، حركة اجتماعية  أو سياسية أو علمية  أو اقتصادية واعية ؛ وهادفة في مجتمع ما ، تؤدي إلى إحداث تغيرات جذرية ، بإزاحة بنى فكرية ؛و سياسية ؛واقتصادية ؛ واجتماعية أصبحت بالية غير ذات جدوى ، تحقق المجتمع أن بقاءَها واستمرارَها قد أصبح يهدد أمنه ، ويشكل خطرا على وجوده ؛ و عبئا عليه لم يعد قادرا على تحمله ، يعيق تطوره ؛ وازدهاره ؛ وبات من الضروري إحلال بدائل محددة وواضحة محلها ، بحيث يظهر الفرق واضحا بين ما قبلها وما بعدها.
أخي رغم إحساسي هذا ؛ فأنا حين أكتب؛ لا أكتب لمن يوافقني ،وفي نفس الوقت لا أكتب لمن يخالفني الرأي ؛   أو يعارضني فيه ، ولكنني أكتب لأعبر عن رؤيتي التي تخصني للحياة ؛ والأحداث ؛ والأشياء ، وفقا لقناعاتي التي كونتها من تجاربي ، ومطالعاتي ، وفقا للمعطيات التي بحوزتي ، وأعتقد أنها صحيحة ،ووفقا لما تجمع لدي من خلال متابعاتي للحركات ( الانقلابات والغزوات السياسية ) العربية ،عبر المسار التاريخي المدون بالشكل الرسمي المصطنع والمصنوع ؛ وبالشكل الموازي أي التاريخ المقموع الممنوع .
 ثم من خلال المصوغات والاجتهادات الشرعية المضطربة ؛المتناقضة والمتعارضة التي ولدت لنا هذا الكم من الانقسامات ؛و المذاهب ؛والفرق العربية والإسلامية؛ بشعاراتها الوهمية؛ والكاذبة التي صاحبتها ومهدت لها الطريق لتسطيح أذهان السذج الطماعين .
 
أعتقد –وأنا لا ألزم أحدا باعتقادي ولا أدعو إليه- أنه ليس في ثقافة العرب ، وليس في الجزء الأكبر من أخلاقهم المتوارثة ما يمكن أن يؤسس لقيام حضارة حقيقية، أو إنتاج ثورة ،فمصطلح ثورة منعدم في اللغة العربية،  ومعنى اللفظة في قواميسهم لا يتعدى الهيجان والاضطراب والكثرة ؛ بل إن الثورة بمعناها الاصطلاحي محرمة لدى المسلمين ؛  كما كانت لدى المسيحيين ؛ باعتبارها بدعة وخروجا عن المألوف المحدود دينيا في غير السياسة .
و في السياسة تعتبر الثورة  عند المسلمين ، مروقا وخروجا عن طاعة الخليفة ؛  أو الحاكم بأمر الله ؛  أوالمفتي أو" آية الله" الذي تجب طاعته حتى وإن كان فاجرا - وهو كذلك غالبا بطبيعته- والخروج عن الحاكم  في شرائعهم سبيل الهلاك في الدنيا ؛ والخسران في الآخرة.  وقد تعلم؛ أخي –وبإمكانك أن تعلم- أن فضيلة الشيخ القرضاوي ؛ قد أفتى ومن خلال شاشة قناة الجزيرة القطرية بتحريم الثورة في المملكة العربية السعودية.
 
أخي  إن ما تراه أنت ثورات ؛ لا أراه أنا كذلك ؛ قد يكون انتفاضات أو حروبا تحريرية ،أو قتالا ضد الغريب المستعمر ، ضد الكفار الصليبيين لطردهم ؛ و ليس وراءها بعد ذلك  أي تصور لأي هدف آخر ، وفي حالة وجوده فهو عبارة عن ادعاءات ضبابية ؛ تختفي وراءها جماعات متربصة ؛ تنتظر الفرصة للانقضاض على المكاسب والانقلاب بعد استشهاد المتحمسين .
 
 وهذا عشناه  ،وصدقه الواقع ، بل وما أكثر ما انقلب المنتصرون ليس على الأمة فحسب ،  بل  انقلبوا على رفقائهم في  السلاح أو النضال. هذا بالإضافة إلى أن أغلبية  العرب والمسلمين  الذين خاضوا الحرب في القرن الماضي  ضد الإنجليز؛  والفرنسيين ، والطليان ،  وحالفهم الحظ فتخلفوا  وطالت بهم الحياة بعد من استشهد منهم  رحمه الله - .ومنهم بعض المسلمين من غير العرب  في حينه ؛ ممن كانوا ومازالوا يرفضون الانتساب للعروبة  ؛ ويفضلون الانتساب للإسلام ؛ كالفراعنة والأكراد والبربر الأمازيغ  ؛والأفغان وغيرهم - كانوا يرونها حركات مدافعة  جهادية للعدو الكافر الذي غزا بلادهم وهي بالمصطلح الديني فريضة عين ؛ وباب من أبواب الجنة ؛ وشعار من شعارات الإخوة المسلمين  غايتها حفظ الدين : "الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". ولا علاقة بين مثل هذه الشعارات والثورة ، أي  أن هذه الحركات كان الهدف منها يتحقق في الدنيا بتطهير بلاد المسلمين من رجس الكفار، بالغزو  أي الخروج للقتال ،ومهاجمة الناس في أوطانهم  وتحصيل الغنائم ؛وفرض الجزية؛ وتطبيق شرع الله من منظور المنتصر الفائز بالحكم في الدنيا ، وفي حال الفشل أو الإنهزام يكون الجزاء الفوز بالخلود في الجنة  في  الآخرة  والتمتع بحور العين ، وليس وراء ذلك لا دولة ،  ولا دفاع عن الحريات ، لا للأفراد أو للشعوب  بل قتل لها أو عن أي شيء آخر، وانطلاقا من قول الرسول بـ "إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب..."صحيح مسلم2563 ".
وعليه  فإن المسلم  بحكم تكوينه لا يحمل في ذهنه مفهوما محددا للدولة، فدولة الإسلام قد تكون زاوية  ؛ أو بقعة ضيقة من بقاع الأرض يفرض عليها سيطرته بالسيف وبتطبيق الحدود التي تقررها الشريعة على غير المسلم : الإسلام ؛أو دفع الجزية ؛أو الهجرة ؛ أو القتل . وقد تتمدد فتشمل الكرة الأرضية بكاملها ، فحدودها متغيرة غير ثابتة ، وكذلك انتماءات وأفكار وتصورات وأطاع مواطنيها ومواقفهم ، تتمدد وتتقلص ، وتتسع وتضيق ؛ حسب قوة وضعف المسلمين ،وعلى قدر ما يمتلكون من عناصر القهر والغلبة ؛ وحسب ضعفهم ورغبتهم عن ؛ أو قدرتهم ورغبتهم في الجهاد والفتح ،ونفس الأمر ينطبق على الخليفة أو الأمير في سلطته وسياسته  ؛ فمزاجه هو المبدأ وهو المرجع والمنتهى  ، ولب الاهتمام لدى العربي أو المسلم - بغض النظر عن درجة المنصب الذي يشغله - هو الحكم ؛ وليس إقامة حضارة لم توجد بعد ؛  وقد ينظر  للدولة العصرية  بمكوناتها العلمانية ،  وبمِؤسساتها التشريعية والتنفيذية باعتبارها بدعة  ، تتعارض مع شرع الله  ؛ وتختلف عن الموجودة والمحددة الصفات والخصائص سلفا في الشريعة  ، وفي ذهن المسلم ؛ والتي عرفها أسلافنا وعاشوها ؛ وبلغت منتهى ما يمكنها بلوغه في عهد الدولة العباسية والعثمانية.
والدليل على أن الثورات التي ذكرتها ليست ثورات  ، هو واقع الحال؛ أمام أنظارنا فالجزائر والعراق واليمن وسوريا وليبيا ومصر والسودان هي نتائج الثورات التي ذكرتها .
ويبدو لي أن في هذا القدر كفاية ، وشكرا على تعليقك.
 
 

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...