في اليوم الثالث والأخير من الزيارة ؛كان السيد بصير
مصطحبا ضيفه ؛ قد تجولا في المدينة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، صعودا ونزولا ، وغاصا
في أزقتها، وتفسحا في شوارعها ، وطافا ساحاتها ؛ وجلسا في مقاهيها ، وكان السيد
بصير قد حرص على تقديم العديد من أقاربه ؛و أصدقائه؛ وأعيان مدينته لضيفه وأعز
أصدقائه الحاج الساسي ؛ الذي كان بدوره حاضر الذهن ؛ يتفحص كل صوت يتلقاه ؛ وكل
مشهد يقع عليه بصره بعين الناقد العارف، ولما حان موعد الوداع ،عانق الحاج الساسي
مضيفه وقال بحزن يظلله الأسى: يا صديقي العزيز ؛لقد قمت نحوي بأكثر مما يجب ؛وهو ما
يدعو للفخر والإعجاب ؛غير أن ما آلمني – مع اعتذاري مسبقا- هو أنك قد برهنت لي على
أنك تسكن مدينة أنت أكبر منها بكثير؛ على شساعتها وكثرة قاطنيها.
نزلت على خدي السيد بصير دمعتان؛ سرعان ما غابتا في شعر ذقنه الذي جلله الشيب ، وصفر القطار...
نزلت على خدي السيد بصير دمعتان؛ سرعان ما غابتا في شعر ذقنه الذي جلله الشيب ، وصفر القطار...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق