الأحد، 15 أبريل 2012

النهر العفن


النهر العفن.

إن الأنظمة العربية الفاسدة والمستبدة القائمة؛  أو تلك التي ستبيد كالنظام السوري،  أو البائدة كنظام بن علي،  والقذافي ، ونظام مبارك كانت  ومازالت لعنه وسرطانا يدمر الشعوب ، يطعمها الألم  ، ويكسوها الأسى ، ويزرع بأراضيها الخراب الفكري والأخلاقي  والمادي، ويفرض عليها الجمود .

ورغم كل هذه الحقيقة الموصوفة والتي ينطق بها حال  كل الأقطار العربية بدون استثناء ؛ المنكوبة بلعنة أبنائها الفاسدين المفسدين؛ فإن الكثير من ضحاياهم الأبرياء، من شرائح هذه الشعوب التعسة المنهوكة ؛  يرضون بقاءهم ويفضلونهم على ما يسمى بحكم '' الإسلاميين'' حملة الراية السوداء، والسكين الذي يقطر  دما تنفيذا لحكم الله ، وشرع الله، والذين لا يفعلون شيئا من عندهم  ، ولكنهم يفعلون ما يؤمرون به من قبل رب العباد، الذي يحرم عليهم التشريع إلا فيم يتعلق بمحاربة  أعدائهم وأعداء الله فهو يبيحه  لهم بل يوجبه عليهم،  ويكفر من تركه منهم  .
 فالديمقراطية حرام  براح في شريعتهم  ولكنها تحل ويحل امتطاؤها  إذا حملتهم إلى سدة الحكم ،  وبعدها تذبح ويؤكل لحمها ، ويلقى عظمها للكلاب .
والإقصاء حرام ولكنه يحل إذا كان إقصاء لأعدائهم  ولكل من لا يروقه تصورهم للكون ، وتفسيرهم لظواهره وبواطنه .
 والغرب عهر ؛ وكفر ؛ وزندقة ؛ وفساد حين يقف مع الفاسدين المفسدين في الأنظمة البائدة ؛ أو تلك التي ستبيد ، أوحين يقف مع اليهود ضد المسلمين ، و لكنه رمز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان  وموطن القيم حين يقف إلى جانبهم.
وأزدواجية المواقف لدى الغرب ولدى خصومهم عامة من الكبائر،  وصاحبها ملعون بمجرد أن يتسم بها حتى وإن كان دون  قصد منه، وهي فطنة يوجبها الشرع ويفرض العمل بها لتحقيق مقاصد الشريعة وتعد مفخرة لمن تجسدت  في أقواله وأفعاله منهم.
" فالمسجون بأرض الغرب أحسن من الطليق في بلاد المسلمين" ووعيا منهم بهذه الحقيقة هددت القاعدة باستهداف بريطانيا ، وبفتح باب الشر عليها في حال إذا ما  سلمت أبا قتادة لبلده الأردن ، وكأن بريطانيا ملك للقاعدة؛ وعليه فالغرب شر يستحق الشر  والإبادة ومعه كل من يخالفهم  الرأي والعمل . وهو خير يحق للمسلمين التمتع  بخيراته وبالإقامة فيه  لأن أهله " بهائم سخرها الله لهم " حسب مقولة أبي حمزة المصري حين يقف إلى جانبهم لتدمير خصومهم .

 والحقيقة ، هي أن كتائب الإسلام السياسي ، التي تريد انتزاع مقاليد الحكم من أيدي  الفاسدين المفسدين؛  في الأقطار العربية كلها ؛ تؤمن كما هو واضح من أخلاقها وسلوكها ، وكما تجسد في الجزائر أيام محنتها ، وفي تونس ؛ وليبيا ؛ ومصر وسوريا نفسها الآن ،  أن "كل من خالفهم الرأي عدوه  بهيمة سخرها الله لهم إذا سالمهم ،وكافرا يستحق قطع الرأس إن جاهر برأيه ورفض منطقهم ورؤاهم ، كما رفض منطق وسلوك  نظرائهم الفاسدين المفسدين ".

" والسؤال: متى نخرج من نهر هذا التخلف العفن ذي الضفتين الذي يجرفنا نحو الفناء؟ .
متى  تتحرك الشعوب العربية المنكوبة؛  لتختار من بين أفرادها نخبة، نظيفة، نظيفة، خيرة؛ متزنة ، رحبة الإدراك ، تبدع الحلول لمشاكلها بعصارة فكرها ،ووضوح مواقفها،وطهارة سلوكها الذي يستمد مواصفات طهره من ينابيع المياه المنبثقة من بطون جبالنا الابية المنيعة ، لا من بطون الكتب الصفراء  الميتة ، والمستوحى  من الرمم الراقدة في المقابر؟.
أم أنّ الشعوب العربية كتب عليها :إما أن تختار واحدا من اثنين لا ثالث لهما : الخلود في نعيم  الجنة أو الخلود في عذاب  النار. الانسحاق تحت أحذية الفساد والاستبداد ، أو الموت البشع بسيوف الإرهاب والدمار. الصبر لعبثية جنون الأهواء واللامعقول ، أوالرضى بالجمود والرجعية والخمول. أو لاتختار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...