جاء وحوش المكتب الثاني من ثكنتهم "حوش النجمة" في احدى ليالي فيفري الشاتية وأحاطوا بالمساكن ، ثم بدأ إطلاق الرصاص وراحت الرشاشات تهدر وتنشر الموت في كل اتجاه ، وصبت إحداها ذخيرتها في جسد أمي التي قاومت الموت وهي تنزف بشكل عجيب ، وفي صباح اليوم الثاني حملت في نعش إلى مستشفى صور الغزلان الذي مكثت به ما يزيد عن عامين ، ماتت خلالهما أختي الصغيرة :
رحلتِ فلم يأت الصباح
ولم يأت القمر
ولم تأت الأرانب لنطاردها - على ضوئه- بانشراح
فتصفق بآذانها طربا ليحلو المزاح
ولم تأت العصافير تنقر نوافذ بيتنا
وتغمزنا لنجري نحوها ؛ نحسبها مكسورة الجناح
مذ رحلت؛ رحل الكل
ولم
يبق إلا عواء الذئاب؛ و نحيب الرياح
تعالج بأظفارها أنكى الجراح.
رحلت فأقام الليل بقلبي واستراح
يدير المأتم ؛ ويستحم بدمعي ...
و يشرب نغم النواح.
وبصدري قبر فيه نار...
آه لو قُبرَ القبرُ ؛ لكنت استرحت، ولكان
استراح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق