الجمعة، 8 يناير 2016

منذ رحلتِ...




جاء وحوش المكتب الثاني من ثكنتهم "حوش النجمة" في احدى ليالي فيفري الشاتية وأحاطوا بالمساكن ، ثم بدأ إطلاق الرصاص وراحت الرشاشات تهدر وتنشر الموت في كل اتجاه ، وصبت إحداها ذخيرتها في جسد أمي التي قاومت الموت  وهي تنزف بشكل عجيب ، وفي صباح اليوم الثاني حملت في نعش إلى مستشفى صور الغزلان الذي مكثت به ما يزيد عن عامين ، ماتت خلالهما أختي الصغيرة :






رحلتِ فلم يأت الصباح

ولم يأت  القمر

ولم تأت الأرانب لنطاردها - على ضوئه- بانشراح

فتصفق بآذانها طربا ليحلو المزاح

ولم تأت العصافير تنقر نوافذ بيتنا

 وتغمزنا لنجري نحوها ؛ نحسبها مكسورة الجناح

مذ رحلت؛ رحل الكل

 ولم يبق إلا عواء الذئاب؛ و نحيب الرياح

تعالج بأظفارها أنكى الجراح.

رحلت فأقام الليل بقلبي واستراح

يدير المأتم  ؛ ويستحم بدمعي ...

  و يشرب نغم النواح.

وبصدري قبر فيه نار...

آه لو قُبرَ القبرُ ؛ لكنت استرحت، ولكان استراح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...