النموذج ولي الأمر
هو الشاطر ؛ هو من ترقى بسرعة ؛ وتسلق الدرجات
كمن يتزحلق ، وأثرى بعد عام ؛ فتغير مسكنه من شقة إلى قصر ؛ وبدل سيارته الخردة بآخر موديل
، و حال من اسم نكرة معدم إلى صاحب
محلات مشهورة ، وغدا تدفعه نزعة الغلبة وشهوة السلطة والسلطان
يتزيا بكل أزياء العظمة و مظاهرها ، يتجنب
الوقوف حيث تقف العامة في المحافل و المآتم والأعراس ، ويحدد لنفسه في حركاته طقوسا وعادات ، وفي تنقلاته مسارات وممرات ،
و يربط مواعيده و علاقاته بفنادق راقية ، ومطاعم ومقاهي وحانات ، له فيها حاجات ومنافع وغايات ، يميل للوحدة والإنفراد ليس لأنه أبو
ذر الغفاري "يمشي وحده ، ويموت وحده
، ويبعث وحده" ولكن لأن طبيعة الكسب
، وناتج الوظيفة والمنصب ، وضرورة التحفظ تفرض عليه ذلك وهي تكفيه شر المتلصصين ،
مادام لا أحد يسال أو يجرأ أن يسأل من أين
لك هذا ؟ وهي المساءلة المرعبة المخيفة التي أدى
خوف طرحها إلى مجازر و مسالخ بشعة أدخلت الجزائر في عشرية سوداء ؛ لم تخف وطأتها حتى أمنت الطبقة المتميزة التي
اختارها الله وفضلها على العالمين أن
العامة قد تخلت عنها مهزومة مكتفية بقناعة "من يسأل من"؟.
الشاطر هو من يؤمن أن لا دين ، غير دين الولاء للعصابة ، ولا مذهب
إلا مذهب الانتماء للفرقة أو الفريق ، أو للحزب أو المنظمة ، باب البنك والخزينة ؛ والصك
المجاني والحصن المنيع .
أما
دين كل الناس فهو عنده طقس من الطقوس ،
وعادة من العادات التي لا تغير من شان
الفقير شيئا ؛ تخدر ولا تغير ، ولكنها قد تعزز مركز القوي ،وقد تساعد على زرع الثقة في مكان لا ثقة فيه
ذلكم هو الشخص الموهوب المرهوب الجانب ، تلميذ
صاحبي المقولتين و"من لا يظلم الناس يظلم" ، و" تؤخذ الدنيا غلابا".
ألا بئس القوم الشطار ؛وسحقا و بعدا لهم إلى جهنم بقاع القرار ؛ ما جن ليل وهل نهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق