الخميس، 17 نوفمبر 2011

النموذج ولي الامر

النموذج ولي الأمر

هو الشاطر ؛ هو من ترقى بسرعة ؛ وتسلق الدرجات كمن يتزحلق ، وأثرى بعد عام ؛ فتغير مسكنه من شقة إلى قصر ؛ وبدل سيارته الخردة  بآخر  موديل ، و حال من  اسم  نكرة معدم إلى صاحب محلات  مشهورة ، وغدا  تدفعه نزعة الغلبة وشهوة السلطة والسلطان يتزيا  بكل أزياء العظمة و مظاهرها ، يتجنب الوقوف حيث تقف العامة في المحافل و المآتم والأعراس ، ويحدد لنفسه  في حركاته  طقوسا وعادات ، وفي تنقلاته مسارات وممرات ، و يربط   مواعيده و علاقاته بفنادق راقية ، ومطاعم ومقاهي وحانات ،   له فيها حاجات ومنافع وغايات  ، يميل للوحدة  والإنفراد ليس لأنه أبو ذر الغفاري  "يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده"  ولكن لأن طبيعة الكسب ، وناتج الوظيفة والمنصب ، وضرورة التحفظ تفرض عليه ذلك وهي تكفيه شر المتلصصين ، مادام لا أحد يسال أو يجرأ  أن يسأل من أين لك هذا ؟  وهي  المساءلة المرعبة  المخيفة  التي  أدى خوف طرحها  إلى مجازر  و مسالخ بشعة أدخلت الجزائر في عشرية سوداء  ؛ لم تخف وطأتها حتى أمنت الطبقة المتميزة التي اختارها الله  وفضلها على العالمين أن العامة قد تخلت عنها مهزومة مكتفية بقناعة "من يسأل من"؟.  
الشاطر هو من يؤمن أن  لا دين ، غير دين الولاء للعصابة ، ولا مذهب إلا مذهب الانتماء للفرقة أو الفريق ، أو للحزب  أو المنظمة ، باب البنك والخزينة ؛ والصك المجاني والحصن المنيع .
 أما دين  كل الناس فهو عنده طقس من الطقوس ، وعادة من العادات  التي لا تغير من شان الفقير شيئا ؛  تخدر ولا تغير ، ولكنها قد تعزز مركز القوي ،وقد تساعد على زرع الثقة في مكان لا ثقة فيه  ذلكم هو الشخص الموهوب المرهوب الجانب ،   تلميذ صاحبي المقولتين و"من لا يظلم الناس يظلم" ، و" تؤخذ الدنيا غلابا".

ألا بئس القوم الشطار ؛وسحقا و بعدا  لهم إلى جهنم بقاع القرار ؛  ما جن ليل وهل نهار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...