السبت، 16 مارس 2013

نبوءة وواقع


نبوءة وواقع

جاء في كتاب الفرق بين القضاة العادلة والجائرة  والشهود الصادقة والكاذبة لأبي سعيد النقاش أنه  روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :

 " بَادِرُوا بِالْمَوْتِ قَبْلَ خِصَالٍ سِتٍّ: إِمْرَةِ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةِ الشُّرَطِ، وَبَيْعِ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافٍ بِالدَّمِّ، وَقَطِيعَةٍ لِلرَّحِمِ، وَنَشْوٍ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَ الرَّجُلَ يُغَنِّيهِمْ بِالْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا. "

 
فهل للعاقل بعد هذا النبوءة، وهذا الواقع اليومي المعيش والمشاهد، أن يسأل لماذا يحرق الناس أنفسهم ؟؟؟ أو لِمَ لا يأملون خيرا، أو يحلو لهم عيش ؟؟؟.

وقديما قال الشاعر ما لا يمكن أو يتصور وصوله إلى أذهان الإمرة السفهاء؛ المتربعين على القمة في حالة استشراف وانتشاء

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.

                               ولا سراة   إذا جهالهم سادوا.

 تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت

                               فَإِن تَـوَلَّوا فَبِالأَشـرارِ تَنقادُ. 

 وهو ما حدث بالفعل؛ وليتهم سادوا وكفى، بل سادوا .... وزادوا، فجعلوا السفاهة والتفاهة دينا ، والوضاعة في القول والفعل سنة مؤكدة وشهادة ثانية لا يصح مع تركها إيمان ؛ والجهر بالنذالة والفسق قاعدة وقانونا ومعيارا للتفاضل والتمايز ؛ فمن حاز منها النصيب الأوفر ؛ كان بالإمارة أولى وأجدر ،و حاز الحق في اعتلاء ظهور الأمة ؛ والتصرف في شؤونها بالتقدير والتدبير ؛ والحل والربط ؛ والحكم والتسيير ، والفصل والتقرير.

ومنهم، وهم، وإليهم المرجع في الأمن والأمان، في كافة الأحوال والظروف والأوقات والأزمان، وليحذر كل متنطع غشيم يدعى بعد، أنه مظلوم، أو مهضوم الحقوق، أو مهان، وليرض صاغرا بما قدر له؛ فليس في الإمكان أحسن مما كان.

أما الحُكْم فما فيه لا وجود له ، وكل مالا وجود له مثبت فيه ،ينفي الموجود ، ويثبت المعدوم ،يدرى الغيب والمجهول ، وينكر الشاخص المعلوم ؛ وإلا فما هو بحكم ، أو هو حكم ضعيف ؛ في جرم خفيف في حادث سخيف ، بين خصوم لِطاف ضِعاف .

وما دام أولئك هم الحكام، وقد أسلموا أمر الفصل في الدماء؛ والأموال؛ والأعراض، لرجال أشداء يدركون من أين تؤكل الكتف، وكيف تحصل المصالح وتصطاد الأغراض، فلا حرج إن واجهوا شكاوى الشاكين بالصد والإعراض، لأن التدخل في شأن القضاء من أخطر المزالق، وأفتك الأمراض.

وعليه فمن ساح له دم ، أو صودر منه عقار ، أو تعاورته سواعد الأشرار ، فليتأسى بنشرة الأخبار في قناة النهار ، وليكن له في أمثاله في البلوى عزاء ؛ فما من بيت إلا وبه من الهم مقدار ، وليصبر ليحشر بعد البعث في الجنة ؛ مع الصابرين والأبرار ، وذلك أخف الأضرار ...... ولك أن تواصل هكذا على نفس المنوال، حتى تنتحر أو يغير ربك وحده الأحوال...

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...