الأربعاء، 20 مارس 2013

يحق للسلطاني


 يحق للسلطاني ما لا يحق لغيره
ورد في جريدة البلاد ليوم 18/03/2013  ما يلي
كشف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطان الذي نزل نهار أمس، ضيفا على منتدى “البلاد”، أنه لم يندهش إطلاقا من الفضائح المدوية التي زلزلت قطاع المحروقات، وأظهرت خيوطها الأولى تورط مسؤولين كبار من طراز شكيب خليل الوزير المسؤول السابق عن القطاع المذكور، وقال عن هذا الأخير “لم أصدم ولو للحظة واحدة بخبر علاقته أو تورطه في هكذا فضائح، لعدة اعتبارات، أهمها استفراده بتسيير هذا القطاع لعدة سنوات، ثم إن الذكاء والكفاءة العالية التي يتمتع بها، لا تسمح لأحد بالاطلاع عما ينوي فعله، خاصة في الملفات والصفقات الكبيرة!!!”
أنا لا أستغرب النهب والسلب الذي تتعرض له الممتلكات العمومية  لأنها أملاك الأنديجان  المستباحة ،  والتي مازالت بيد المستعمر يتصرف فيها بواسطة وكلائه  من أبناء القياد والباشغوات والعملاء الذين نصبهم  في مواقع القرار قبل ان يغادر ، فإذا كنا نحن قد جردنا من ممتلكاتنا  الخاصة  المملوكة لنا بعقود رسمية موثقة في وضح النهار  وتحت نظر العام والخاص، وبتزوير حقائق ساهمت فيه  العدالة ذاتها ؛بشكل يترفع الشيطان نفسه عن فعله لافتضاح أمره وخسته ، ومنحتها لهم بصورة أبشع مما كان يحدث أيام الاستعمار المباشر  ؛ فلا غرابة حينئذ  إذا امتدت أيدهم  تنهب وتلم إليها  مما حولها  من أملاك العامة  المستكينة ، وتحمله  إلى الوطن الأصلي ؛  وطن الأباء والأجداد  الحقيقيين ، هناك وراء البحار والمحيطات. ورغم أن مأساتنا  هذه مؤلمة ، إلا أنها  لا ترقى في إيلامها إلى الدرجة التي بلغها  كلام أبي جرة سلطاني  ؛ حين لم يشكك في صحة ما اتهم به شكيب خليل ، وإنما راح يؤسس له ، معللا ما ذهب إليه بقوله:
 " إن الذكاء والكفاءة العالية التي يتمتع بها، لا تسمح لأحد بالاطلاع عما ينوي فعله " والذي يخرج المرء عن طوره هو الكيفية التي يتمكن بها مثل شكيب خليل وأبو جرة سلطاني  ومَن كان على شاكلتيهما مِنَ الوصول إلى هرم السلطة؟ وكيف يرون غيرهم من البشر ألأنديجان ؟ . وهل يرونهم أو يشعرون بوجودهم أصلا ؟.  والأهم من هذا هو السؤال :  من أي  مادة خلقت أذهانهم ؟. وشكلت ووجوهم ؟. وأين نشأوا وعلى أيدي من تربوا ؟؟؟؟.
  فإذا كان شكيب خليل ذكيا  وكفؤا ،وعلى درجة عالية ؛ ودليل صاحبنا على  كفاءة وذكاء صاحبه – كما يزعم بحكم أنه من أعرف الناس به كما يبدو ؛  وهو رفيقه في الوزارة  ؛ وشريكه في الحكم  ؛ ، وقد عبر عما يعرف  بمنطق سديد لا يشق له غبار-  أنه تمكن من سرقة أموال مؤسسة عمومية  "استراتيجية "أوكل إليه أمر تسييرها  فخان الثقة  وتحول من وزير إلى لص ، فهل يعني هذا وبناء على قاعدة " بأضدادها تعرف الأشياء" أن الخليفة أبا بكر وعمر بن الخطاب  وعلي بن أبي طالب  كانوا أغبياء وأقل كفاءة   لأنهم لم يسرقوا شيئا من بيت مال المسلمين ، أم أنك تعلم عنهم ما لم نعلم وتخفي عنا ؟ ، وهل كان كل الشهداء ، والمجاهدين  والفدائيين المخلصين  الذين كانوا يقطعون بالأموال والأمانات الجزائر من شرقها إلى غربها ، ومن جنوبها إلى شمالها  ؛ دون أن  ينقص منها فلس واحد  ، وزادوا ؛ فقدموا أرواحهم ؛ و كل ما يملكون فداء للجزائر بلا مقابل   سذجا فاشلين  أغبياء؟
وهل كان غيرهم  من -  أمثال قدوتك في الذكاء - من الذين باعوا الدين والوطن و العرض؛ وارتموا بين أحضان المستعمر من القياد والباشغوات  ؛ وأبنائهم  وأحفادهم وعبيدهم   ؛ و الخونة المتعاونين معهم  ، الذين مازالوا يجهدون أنفسهم  في إنهاك  ؛وسحق هذا الوطن الكسيح   هم  الأكفاء والعباقرة والأذكياء ؟.

و هل أصبح السرطان ، ومختلف الأورام الخبيثة ؛ هي  التي تمنح الجسم  ملاحته ؛ و وتشكل أبرز صفات الجمال   والتي   تستحق  التغزل  بها  ؛حسب  أذواق  هذه المخلوقات العجيبة التي تقدم نفسها  كنماذج لسياسي الجزائر المعاصرين  وصفوتها؟؟؟
وهل أصبح مقياس ذكاء و كفاءة  الفرد  والمسؤول – في بلد الأنديجان المضطهدين -  يحدد بمدى قدرته على التمكن من سرقة المؤسسة التي يوكل إليه أمرها  ، و بقدرته على تحويلها إلى ما وراء البحار؟؟.
ومن باب المنطق إذن ؛ فهل كل من أوكل له أمر تسيير مؤسسة عمومية ولم يسرقها وينهبها   ، بل بذل وسعه  في رعايتها وحمايتها ودفع الأذى عنها ، وطورها ورقاها ووسع أصولها ، عد في منطقكم  فاشلا وغير كفء.؟؟؟؟؟
مع العلم أن الشعب قد أصبح  يدرك   ؛ وهو متيقن أن هذا هو المقياس الوحيد  المعتمد في إسناد المهام وإنهائها  لأمثال خليل في بلد "الحكم الراشد "الذي  زعم أن سيقتل مربعا ، فضجت الأنحاء مقهقهة ورددت : اَن  اَبشر بطول سلامة يا مربع

 
يا أبا جرة  ؛ اعلم أن قدوتك في الذكاء والكفاءة وأمثاله  ؛ هم أغبى الأغبياء، وأكثر الناس افتقارا إلى الكفاءة  ؛ وإنما المال السايب تأكله الهمل  أو يعبث به السفهاء ؛ وكل ما في الأمر ،  أن منطقك ومنطق صاحبك  ومحط إعجابك صنوان ولأجل ذلك فزتما برضا السلطان  ؛ مع الفرق بينكما  في طول اليد ومتانة السند.
و السفهاء كانوا دوما أدوات المستعمر  وسلاحه الذي يرمى به نحورنا، لأنه يدرك أنهم  أكثر الناس جرأة على الجريمة  خاصة  إذا أشعرهم بأنه يضمن لهم الأمن والأمان  من جهة؛ ولمعرفته سلفا بوضاعة أصولهم وقلة  حيائهم من جهة أخرى . ولا شيء وراء ذلك مما توهمت يا جلالة السلطاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...