" لا نريد
للجزائر أن تكون سورية ثانية أطفالنا مشردين في البلدان، ولا يمن ثاني تهدم بنياتنا
التحتية وتقصف مدننا بالطائرات، ولا عراق ثاني، ولا أي تجربة دموية ثانية.. نريد أن
نحفظ أمن الجزائر وسلامتها ولكن بالتعاون لحل مشاكلنا ومعالجة سلبياتنا وتجاوز عثراتنا". وهو كلام جميل يعبر عن نوايا ملائكية ، بل تغار منه الملائكة ، ولكن السيد معالي الوزير
الأول لم يقل لنا كيف سيمنع ذلك ؟. وبأي وسيلة ؟.
تمنيتم يا معالي الوزير في قولكم هذا ، وأشرتم للمستقبل المأساوي القادم الذي ينتظرنا
بدقة ، ولكنكم أخطأتم ، وعدتم كعادة حليمة لنفس العادة القديمة ، فتعاميتم عن الحل، كونكم
تجاهلتم عن قصد حقيقة أن من دمر هذه الشعوب التي ذكرتموها - وقبلها الشعب الجزائري في
العشرية الحمراء التي تناسيتموها رغم أن جراحها مازالت غضة ، غائرة ، تنزف - هم طبقة الفاسدين المفسدين المتحكمين في مقاليد الحكم والمؤسسات؛ العابثين
بمصالحها بعقلية الثيران والتماسيح وسلوك المجرمين ،وٌقد أمعنوا في غيهم ,وعربدتهم لمعرفتهم اليقينية بالغياب التام للعدالة والعقاب حتى جعلوا هذه الشعوب تكره وجودها ، وهوياتها ، وأوطانها ،فسعت
إلى تدمير هذا الوجود البشع الذي صنعته لها الثيران وأغرقته بأزبالها ودماء ضحاياها التي فاضت في
كل شارع ؛ ورصيف ، وزاوية ، وتسربت من
النوافذ والشقوق والأبواب وغزت مخادع الكبار والصغار.
أما وقد رسمتم المصير المأساوي المنتظر بدقة يا معالي
الوزير ، وعجزتم عن التطهير ، حين دعوتم إلى
التعاون، ولأن معاليكم تعرفون – أو كان يجب أن
تعرفوا- أن التعاون الذي تحدثم عنه مستحيل لأن
الفاسد المفسد الماسك بالسلطة والسلاح والثروة، مزدوج الجنسية متعدد الوجوه والولاءات ، والذي يدخر
أمواله هناك ، ويحصن أبناءه هناك ، وله قصور هناك ، ويعالج إذا مرض أو أصيب هناك، ويقضي عطلته واستمتاعه هناك ،
ولا يرجع إلا حين يحتاج إلى تهريب مزيد من الأموال أو حين يصبح جثة تلفظها الأتربة النظيفة هناك ، هؤلاء الفاسدون هم أصحاب القرار ، وهم أعداء بطبعهم لكل تعاون
فيه خير أو صلاح ، وفي استمرار تربع
هذه الثيران الفاسدة المفسدة على كراسي الحكم
في مذاودها باعتبارها حقوقا موروثة و مكتسبة يحميها القانون ، وهي ثيران تجعل مصالحها فوق كل اعتبار ، وقبل كل مصلحة أخرى مهما كانت .
إن إرغام الشعب على الرضا بالذل والمهانة مهما كان هذا الشعب وضيعا لن يستمر،لأن هناك عتبة للتحمل لدى كل المخلوقات لا يمكن تجاوزها ، وتجاوزها يجعل رد الفعل حتميا دون حساب للنتائج ، خاصة وأن هناك الآلاف يعيشون ظروفا ويعانون آلاما لا تعرفون أنتم عنها شيئا ولن تعرفو.، فلم يبق إذن إلا القول الله يستر.
إن إرغام الشعب على الرضا بالذل والمهانة مهما كان هذا الشعب وضيعا لن يستمر،لأن هناك عتبة للتحمل لدى كل المخلوقات لا يمكن تجاوزها ، وتجاوزها يجعل رد الفعل حتميا دون حساب للنتائج ، خاصة وأن هناك الآلاف يعيشون ظروفا ويعانون آلاما لا تعرفون أنتم عنها شيئا ولن تعرفو.، فلم يبق إذن إلا القول الله يستر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق