الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

المقال (النص) التفيسري




المقال –النص- التفسيري : نص تعليمي يهدف إلى  تفسير وشرح و بيان وتبسيط  وتوضيح  مقولة ،أو واقعة ، أو ظاهرة  يكتنفها الغموض والإبهام ، من منظور أو مقاربة يقوم بها المفسر اعتمادا على اجتهاده ، وأدواته ، ومنهجه في التحليل ، والتعليل والاستنتاج. بإبراز أسباب الظاهرة ، والعلاقة بين مكوناتها ، وبينها وبين محيطها.
 لماذا وقعت في هذا المكان والزمان والظرف وليس في غيرها ؟
كيف؟: كيفية تشكل الظاهر، أو حدوث الواقعة، و أسباب ظهورها ووقوعها والظروف والملابسات التي أحاطت بها :نوع التفاعل . التأثير والتأثر، الحركة  الجدلية،  كل ذلك دون تدخل  من جانب المفسر ، إذ لا يحق له إعادة بناء المقولة أو الظاهر  أو الواقعة وفق المنظور المنطقي ، أو وفق القواعد المنطقية ، ولكن عليه أن يفسرها كما هي دون زيادة أو نقصان أو تأويل أو تعديل  ، يوضحها ويبرز مكوناتها ، وروابطها كما هي في الواقع . وكما تدركها الحواس : السمع ، البصر ، الذوق ، اللمس ، الشم. ويعزز تفسيره بالأدلة والشواهد والبراهين والتجارب والأمثلة التوضيحية.


تقديم المعلومة بجعل غير المعروف معروفا، و المبهم الغامض واضحا بينا، والعصي عن الإدراك والتصور مدركا متصورا. وهو النمط الغالب في كتب علوم الطبيعة والحياة والعلوم التجريبية ، وعلوم التاريخ ، وعلم الاجتماع وعلم النفس ... والقواميس والموسوعات.

وقد لعب التفسير دورا كبيرا في الثقافة الدينية الإسلامية ، واشتهر الكثيرون ؛ لا لشيء سوى لاشتغالهم بتفسير القرآن والسنة ، وشرح نصوص غيرهم  ، كتفسير الطبري ، والزمخشري ، والقرطبي  وقواعد الفقه ؛ والعبادات  ،أو شرح المعلقات وعيون الشعر الجاهلي ، وقواعد اللغة كشرح ابن عقيل لألفية ابن مالك ، وبالغوا في ذلك حتى ظهرت عندهم شروح للشروح . ولذلك عدوا علماء ، فتجدهم  في كتب التراث يوصفون: " وهو الإمام العلامة ؛ الحجة الفهامة ، شيخ المفسرين، وإمام الشراح " .


وأهم مؤشرات فشل  النص التفسيري هو حاجته بدوره إلى شرح أو تفسير يزيل غموضه كما قال السهيلي " حاجة التفسير إلى تفسير"


ولكتابة النص التفسيري يجب مراعاة ما يلي:

أن يكون في النص ، أوفي الظاهرة ، أوفي القضية غموض وإبهام  أو  جوانب خفية يصعب إدراكها على العامة ، وذوي  القدرات المحدودة ، لأن توضيح الواضح  تعمية له ، وتعريف المعرفة تنكير لها ، وما كان معناه يسبق لفظه إلى الأذهان يكون تفسيره إفسادا له.
قراءة النص المراد تفسيره؛ قراءة متمعنة، شاملة، ملمة بالمعنى العام.
تحديد الفكرة العامة، والأفكار الأساسية، والفرعية.
تحديد نوع النص : علمي ، أدبي ، علمي متأدب، فلسفي ،ديني.
نمط النص: إنشائي ، وصفي سردي ، تفسيري..... 
الإلمام بأهم المصطلحات المستعملة ، وغايات استعمالها، وهل كانت موفقة؟.
 أما إذا كانت ظاهرة أو حادثة طبيعية او اجتماعية، فيجب الإحاطة بخلفية تكونها ووجودها وظهورها  قدر المستطاع  من حيث : المكان ، الزمان ، البيئة الطبيعية ، المناخ  ، و الوسط  السياسي  والاجتماعي والتاريخي، و الثقافي والعلمي ، و الديني ، والعادات، والتقاليد والقيم.
عناصر الحدث أو الواقعة: بدايتها ، مسار تطورها ، وتراتبها ، وتفاعلها ، وأهم العوامل التي لعبت دورا في التفاعل سلبا وإيجابا؛ وتَشَكُّلها النهائي وخصائصها الفارقة والمميزة مثلا.

 "دلالات الرقص عند شعوب إفريقيا "، "دلالات زيارة المقابر عند كل من السنة والشيعة". " التطرف الديني عند المسلمين" " التطرف العنصري عند الالمان  إبان الحربين العالميتين ".


  1. البدء بتحديد و إبراز ما هو واضح بيّن معروف وشائع في الظاهرة أو الواقعة أو النص المطلوب تفسيره ليكون منفذا ومدخلا  ولكي لا نقع في ما حذرنا منه في البداية.
2- تحديد وإبراز الجوانب الأقل وضوحا وشيوعا.


3- تحديد النقاط المستعصية  ومحاولة الوصول إلى كشف ما كان مغيبا، مستورا  وبسطه بطريقة في متناول  الإدراك.

شروط النص التفسيري :

  1. الموضوعية و الحياد الكامل لكاتب النص التفسيري  أو المفسر ، بحيث يقوم بتفسير الظاهرة او النص الأصلي بعيدا عن رغباته وأهوائه وميوله ومعتقداته ، بل يبرز ميول كاتب النص الأصلي (المفسَر) أو مُحدِث الواقعة أو الظاهرة  ، وأهدافه ونوازعه  ورغباته ومعتقداته كما هي
  2. أن يفسر لغة النص بكل مكوناتها : ألفاظها ، تعابيرها ، كناياتها صورها ، حسب السياق العام الذي وردت فيه :  الزمان والعصر ، والمكان ، والمقام أو الحال الذي كتب فيه النص المفسر ،.... بحيث لا نسمح بإسقاط معاني جديدة ، أو تمنيات ذاتية  على معاني قديمة أو حقائق موضوعية مثلا : معاني الصلاة ، الصوم ، الحج بعد الاسلام لا تنسحب ،ولا تصدق على  معانيها ومدلولاتها قبل الاسلام ، أو الصلاة  أو الصوم في دير للصابئة ، أو النصارى لا تعبر عن معاني  الصلاة عند اليهود أو المسلمين. و ومعاني ودلالات حمل الصليب على الصدر عند مسيحي ملتزم ،ليست هي نفسها عند مسيحي عادي ، وليست هي نفسها عند مسلم يضع قلادة عليها صليب  للزينة فحسب ، لأنه إذا كان معنى الكلمة يتحدد من خلال العبارة، ومدلول العبارة أو التركيب  يتحدد من خلال النص ، فإن الدلالة النهائية تتحدد وترجح على غيرها من الدلالات  من خلال السياق العام الذي أنشئ فيه  النص ، أو وقعت فيه  الواقعة ، أو الظاهرة.

3- أن يستخدم المصطلحات ، والصيغ ، والتعابير المناسبة التي تعبر عن    المعنى المطلوب تفسيره  بدقة ، و مباشرة ، ولا تحتمل  تأويلات متعددة.
4  -بيان بنية النص المفسر ، بدايته ، تطوره العناصر المتحولة او المنسحبة ، أو الناشئة ، الروابط المنطقية والعضوية بين مكونات النص او الظاهرة ، داخل الحيز المكاني والزماني والسياق الاجتماعي والسياسي والثقافي الحاضن.


5- عناصر الاتساق والانسجام: في  المقال التفسيري يجب التركيز على الاتساق والانسجام لأن الفكرة الواضحة هي فكرة مرتبة العرض، محكمة البناء، موجزة التعبير خالية من الرطانة.

الاتساق:
-الاعتماد على الربط والإجالة  بضمير الغائب والمتكلم، وأن تكون الإحالة سواء الداخلية  - قبلية كانت  أو بعدية - أو الخارجية - عن طريق أسماء الإشارة ، أو ما قام مقامها وأدى معناها ، كانظر، ولا حظ ؛ وتمعن - أو الأسماء الموصولة ، متوفرة على عنصر  التطابق ،إلى جانب   الاعتماد على الأفعال المضارعة التي تفيد الاستمرار : تلاحظ ، تجد ، تستنتج ،  يتضح ، يظهر ؛ يستوجب ،يستلزم .  واستعمال الروابط المنطقية المناسبة كأحرف التفسير: أي لتفسير المفردات وأن لتفسير الجمل .
-استعمال النمط التفسيري كنمط سائد ، وتدعيمه بالنمط الوصفي والحجاجي كنمطين رافدين .
- استعمال أساليب التفصيل والتفريع والتقسيم :  منه، إما ، وأما.  أو الترتيب أولا ، ثانيا...
 -التعليل والتسبيب : لام التعليل ، كي  ، حتى ،ألفاء السببية،: لذلك ، لهذا ،حيث....
الانسجام : ويتحقق من خلال الترابط بين .
. 1المقدمة: وعادة ما تكون عبارة عن تساؤل : ماذا ، كيف ،أين ،متى و لماذا؟.
. 2العرض : تتلمس في عناصر الإجابة ومراحل و إجراءات تحصيلها  .
 3..  الخاتمة: إبراز العناصر والصفات والخصائص الجوهرية للنص المفسر أو الواقعة أ أو الظاهرة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...