لماذا وقعت في هذا المكان والزمان والظرف وليس في غيرها ؟
كيف؟: كيفية تشكل الظاهر، أو حدوث الواقعة، و أسباب ظهورها ووقوعها والظروف والملابسات التي أحاطت بها :نوع التفاعل . التأثير والتأثر، الحركة الجدلية، كل ذلك دون تدخل من جانب المفسر ، إذ لا يحق له إعادة بناء المقولة أو الظاهر أو الواقعة وفق المنظور المنطقي ، أو وفق القواعد المنطقية ، ولكن عليه أن يفسرها كما هي دون زيادة أو نقصان أو تأويل أو تعديل ، يوضحها ويبرز مكوناتها ، وروابطها كما هي في الواقع . وكما تدركها الحواس : السمع ، البصر ، الذوق ، اللمس ، الشم. ويعزز تفسيره بالأدلة والشواهد والبراهين والتجارب والأمثلة التوضيحية.
تقديم المعلومة بجعل غير المعروف معروفا، و المبهم
الغامض واضحا بينا، والعصي عن الإدراك والتصور مدركا متصورا. وهو النمط الغالب في كتب
علوم الطبيعة والحياة والعلوم التجريبية ، وعلوم التاريخ ، وعلم الاجتماع وعلم النفس
... والقواميس والموسوعات.

وقد لعب التفسير دورا كبيرا في الثقافة الدينية
الإسلامية ، واشتهر الكثيرون ؛ لا لشيء سوى لاشتغالهم بتفسير القرآن والسنة ، وشرح
نصوص غيرهم ، كتفسير الطبري ، والزمخشري ،
والقرطبي وقواعد الفقه ؛ والعبادات ،أو شرح المعلقات وعيون الشعر الجاهلي ، وقواعد
اللغة كشرح ابن عقيل لألفية ابن مالك ، وبالغوا في ذلك حتى ظهرت عندهم شروح للشروح
. ولذلك عدوا علماء ، فتجدهم في كتب التراث
يوصفون: " وهو الإمام العلامة ؛ الحجة الفهامة ، شيخ المفسرين، وإمام الشراح " .
وأهم مؤشرات فشل النص التفسيري هو حاجته بدوره إلى شرح أو تفسير
يزيل غموضه كما قال السهيلي " حاجة التفسير إلى تفسير"
ولكتابة النص التفسيري يجب مراعاة ما يلي:
•تحديد الفكرة العامة، والأفكار الأساسية، والفرعية.
•أن يكون في النص ، أوفي الظاهرة ، أوفي القضية غموض
وإبهام أو جوانب خفية يصعب إدراكها على العامة ، وذوي القدرات المحدودة ، لأن توضيح الواضح تعمية له ، وتعريف المعرفة تنكير لها ، وما
كان معناه يسبق لفظه إلى الأذهان يكون تفسيره إفسادا له.
•قراءة النص المراد تفسيره؛ قراءة متمعنة، شاملة،
ملمة بالمعنى العام.•تحديد نوع النص : علمي ، أدبي ، علمي متأدب، فلسفي ،ديني.
•نمط النص: إنشائي ، وصفي سردي ، تفسيري.....
•الإلمام بأهم المصطلحات المستعملة ، وغايات استعمالها، وهل كانت موفقة؟.
أما إذا كانت ظاهرة أو حادثة طبيعية او اجتماعية، فيجب الإحاطة بخلفية تكونها ووجودها وظهورها قدر المستطاع من حيث : المكان ، الزمان ، البيئة الطبيعية ، المناخ ، و الوسط السياسي والاجتماعي والتاريخي، و الثقافي والعلمي ، و الديني ، والعادات، والتقاليد والقيم.
•عناصر الحدث أو الواقعة: بدايتها ، مسار تطورها ، وتراتبها ، وتفاعلها ، وأهم العوامل التي لعبت دورا في التفاعل سلبا وإيجابا؛ وتَشَكُّلها النهائي وخصائصها الفارقة والمميزة مثلا.
"دلالات الرقص عند شعوب إفريقيا "، "دلالات
زيارة المقابر عند كل من السنة والشيعة". " التطرف الديني عند المسلمين"
" التطرف العنصري عند الالمان إبان الحربين
العالميتين ".
- البدء بتحديد و إبراز ما هو واضح بيّن معروف وشائع في الظاهرة أو الواقعة أو النص المطلوب تفسيره ليكون منفذا ومدخلا ولكي لا نقع في ما حذرنا منه في البداية.
3- تحديد النقاط المستعصية ومحاولة الوصول إلى كشف ما كان مغيبا، مستورا وبسطه بطريقة في متناول الإدراك.
شروط النص التفسيري :
- الموضوعية و الحياد الكامل لكاتب النص التفسيري أو المفسر ، بحيث يقوم بتفسير الظاهرة او النص الأصلي بعيدا عن رغباته وأهوائه وميوله ومعتقداته ، بل يبرز ميول كاتب النص الأصلي (المفسَر) أو مُحدِث الواقعة أو الظاهرة ، وأهدافه ونوازعه ورغباته ومعتقداته كما هي
- أن يفسر لغة النص بكل مكوناتها : ألفاظها ، تعابيرها ، كناياتها صورها ، حسب السياق العام الذي وردت فيه : الزمان والعصر ، والمكان ، والمقام أو الحال الذي كتب فيه النص المفسر ،.... بحيث لا نسمح بإسقاط معاني جديدة ، أو تمنيات ذاتية على معاني قديمة أو حقائق موضوعية مثلا : معاني الصلاة ، الصوم ، الحج بعد الاسلام لا تنسحب ،ولا تصدق على معانيها ومدلولاتها قبل الاسلام ، أو الصلاة أو الصوم في دير للصابئة ، أو النصارى لا تعبر عن معاني الصلاة عند اليهود أو المسلمين. و ومعاني ودلالات حمل الصليب على الصدر عند مسيحي ملتزم ،ليست هي نفسها عند مسيحي عادي ، وليست هي نفسها عند مسلم يضع قلادة عليها صليب للزينة فحسب ، لأنه إذا كان معنى الكلمة يتحدد من خلال العبارة، ومدلول العبارة أو التركيب يتحدد من خلال النص ، فإن الدلالة النهائية تتحدد وترجح على غيرها من الدلالات من خلال السياق العام الذي أنشئ فيه النص ، أو وقعت فيه الواقعة ، أو الظاهرة.
3- أن يستخدم المصطلحات ، والصيغ ، والتعابير المناسبة
التي تعبر عن المعنى المطلوب تفسيره بدقة ، و مباشرة ، ولا تحتمل تأويلات متعددة.
4 -بيان بنية النص المفسر ، بدايته ، تطوره العناصر
المتحولة او المنسحبة ، أو الناشئة ، الروابط المنطقية والعضوية بين مكونات النص او
الظاهرة ، داخل الحيز المكاني والزماني والسياق الاجتماعي والسياسي والثقافي الحاضن.
5- عناصر الاتساق والانسجام:
في المقال التفسيري يجب التركيز على الاتساق
والانسجام لأن الفكرة الواضحة هي فكرة مرتبة العرض، محكمة البناء، موجزة التعبير خالية
من الرطانة.
الاتساق:
-الاعتماد على الربط والإجالة بضمير الغائب والمتكلم، وأن تكون الإحالة سواء الداخلية - قبلية كانت أو بعدية - أو الخارجية - عن طريق أسماء الإشارة ، أو ما قام مقامها وأدى معناها ، كانظر، ولا حظ ؛ وتمعن - أو الأسماء الموصولة ، متوفرة على عنصر التطابق ،إلى جانب الاعتماد على الأفعال المضارعة
التي تفيد الاستمرار : تلاحظ ، تجد ، تستنتج ، يتضح ، يظهر ؛ يستوجب ،يستلزم . واستعمال الروابط المنطقية المناسبة كأحرف التفسير: أي لتفسير
المفردات وأن لتفسير الجمل .
-استعمال النمط التفسيري كنمط سائد ، وتدعيمه بالنمط الوصفي والحجاجي كنمطين رافدين .- استعمال أساليب التفصيل والتفريع والتقسيم : منه، إما ، وأما. أو الترتيب أولا ، ثانيا...
-التعليل
والتسبيب : لام التعليل ، كي ، حتى ،ألفاء
السببية،: لذلك ، لهذا ،حيث....
الانسجام : ويتحقق من خلال الترابط بين .
. 1المقدمة: وعادة ما تكون عبارة عن تساؤل : ماذا ، كيف ،أين
،متى و لماذا؟.
. 2العرض : تتلمس في عناصر الإجابة ومراحل و إجراءات تحصيلها .
3.. الخاتمة: إبراز العناصر والصفات والخصائص الجوهرية للنص المفسر
أو الواقعة أ أو الظاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق