الأربعاء، 27 يوليو 2016

تمنياتك يستحيل أن تمر ببالي




كتب الأستاذ عبد الله حسن  يوم 23جويلية 2016م يتساءل متمنيا
 

هل سيأتي ذلك اليوم الذي تنتشر فيه المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز البحث العلمي بدلا من انتشار المساجد والمدارس والمعاهد الدينية ؟؟؟

 هل سيأتي ذلك اليوم الذي نقرأفيه التاريخ ونكتشف حقائقه ونوظفها في خدمة الإنسانية كما اكتشفنا الحقائق العلمية ووظفناها في خدمة الإنسانية ؟؟؟

هل سيأتي ذلك اليوم الذي نعيش فيه احرارا لا نخاف طرح ونقد وتحليل الأفكار ولا مناقشة المعتقدات ؟؟؟

 هل سيأتي ذلك اليوم الذي يحل فيه التفكير العلمي والإبداع والإكتشاف محل التلقين والحفظ الصم للآيات والأشعار والنصوص الدينية.. ؟؟؟

 هل سيأتي ذلك اليوم الذي لا قيمة فيه للإنسان الا بحسب عمله أولا وعلمه ثانيا ..فالعمل ضروري لإستمرار الحياة والعلم ضروري للإرتقاء بالحياة ؟؟؟

 هل سيأتي ذلك اليوم الذي لا عنصرية فيه ولا عبودية ولا تكفير بل عدل ومساواة بين جميع الناس واحترام لجميع العقائد ؟؟؟

هل سيأتي اليوم الذي نجد فيه للفن مكانا محترما فيروح عن النفس ضغوطات الحياة ويهذب النفس ويجعلها تتوق الى الكمال بالحب والإنسانية ؟؟
 هل سيأتي ذلك اليوم الذي ينتفي فيه جميع اشكال الإرهاب والعنف والإكراه والقسر والقهر والحقد والكره ... ؟؟؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                  سيدي الفاضل عبد الله حسن .

تمنياتك يستحيل أن تمر ببالي.
 لا لن يأتي "هذا اليوم" لأننا شعوب كلها تريد الذهاب إلى الجنة ، والطرق المؤدية إلى الجنة أسرارها ومنافذها عند رجال الدين فقط ، و عتبات أبواب الجنة تبدأ من عتبات المساجد والمدارس والمعاهد الدينية  والزوايا والحسينيات ؛ وبمباركة الشيوخ ، العلم عندها هو حفظ القرآن و ما تعلق به، " والعمل الصالح الذي يراه الله ورسوله والمؤمنون هو الجهاد ،ونشر الدعوة ، وعبادة رجل قلبه معلق بالمساجد ؛ أما أبواب المدارس العلمية ، ومعاهد التكنولوجيا المختلفة والجامعات ومراكز البحث العلمي فهي مفاتيح للعقول المقفلة ، وللتفكير الحر في بنية الكون والفكر ،ومنطلق العلمانية وهذه تفضي إلى الكفر والإلحاد ومحالفة الشيطان الذي لا يكف عن طرح الأسئلة التي تجلب اللعنة؟؟؟.

ولن تستطيع أبدا قراءة التاريخ الذي تحب وكما ترغب ، ،، لأنك ستكتشف الفضائح ، والجرائم البشعة ، ستشاهد ملايين الصبايا المقيدات في طوابير لا بداية لها ولها نهاية تسحب لمتعة الخليفة ورجال الخليفة ، وملايين الغلمان المرد، وتكتشف الكذب والتزوير والتدليس والتضليل، وتكتشف الأوهام التي تحولت إلى حقائق مقدسة لا تنتقد ، وتكتشف الحقائق التي سفهت وابتذلت وغدت مسبة، ستكتشف ، وتكتشف ، وتكتشف ، وقد تكتشف أنك لست عربيا ، وقد تكتشف أكثر من ذلك مما لا يستوعبه عقلك.

لن يأتي اليوم الذي تعيش فيه حرا ،لأنك قد تحب أن تفكر أو تقول أو تعمل أشياء لا يحبها الشيوخ ، والأنظمة الراعية لمصالح الشيوخ ، الضاربة بألسنتهم الفتاكة ،  والضاربين بعصاها السامة المميتة ،  أن تكون حرا يعني أنك  ستستطيع أن تفكر أو تقول أو تعمل أمورا لا  يحبها أولو الأمر وأنت مجبر على ذلك بموجب الشرع : "أطيعوا الله ؛ وأطيعوا الرسول ؛ وأولي الأمر منكم ..." و"تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع." إذا أصبحت حرا يعني أنك ستفكر في المحرم ، وستقول رأيك فيه ، وستقرأ التاريخ وتنتقده بصوت عال ، فيغضب ، الأزهر ، والقرضاوي ، وكبار علماء الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، و السلطان والملك و أردغان وأتباع أردغان ، وكافة علماء الوهابية والسلفية  فتكون من الملعونين الخاسرين. المحرومين من ولوج باب الجنة.

التفكير العلمي يستحيل لأنك ستطرح الأسئلة الممنوعة والجريئة ؛  وستقوم بالتنقيب في مواقع مقدسة لا يسمح بالتنقيب فيها خوف أن تكشف الحقائق المرعبة المدفونة ، قد تسأل أسئلة بسيطة مثل: إذا كانت مياه زمزم بالغزارة التي نراها اليوم تروي الملايين المتتابعة ولا تنضب ؛ لماذا لم توجد بمكة واحات النخيل ، وغيرها من المزروعات  ؟ لماذا كانت "واد غير ذي زرع"؟ ولماذا كان الفقر والجوع والعرى عامًا فيها؟ كما تقول كتب السيرة . وستستظهر مخطوطات يمنع استظهارها أو الحديث فيها ، وستكشف أن الشيوخ لا يعلمون شيئا في تخصصاتهم ، أو تكشف بالدليل والبرهان أنهم يعرفون ولكنهم ، يدلسون يعني أنك تريد أن تتجاوز الحدود ، وتثبت عكس ما يقول الشيوخ والأئمة المهتمين بدفع الغمة و هداية الأمة وهم ورثة الأنبياء ، وهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

وأما عمل الإنسان المسلم، وقيمته التي يستمدها من طبيعة عمله، فمنصوص عليها ومحددة بالنص الشرعي، والتخلي عن المأمور به شرعا نفاق يشقي صاحبه في الدارين قال صلى الله عليه وسلم : (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) . وقال: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)، ولا يحق لا لي ، ولا لك  أن نرغب عن صحيح السنة  ونطلب استبدالها بما هو أدنى.

ومحصلة القول كي لا أطيل عليك، أنت واحد من" خير أمة أخرجت للناس"، فماذا تريد أكثر من ذلك ؟؟؟، العالم بأسره يتمنى لو عاش يوما واحدا من أيامك السعيدة.


كاف الخطاب لا تعنيك شخصيا يا أيها الرجل المحترم، مع كامل احترامي لحقك المطلق في الحلم.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  .الدائرة جلست في الساحة العمومية؛ على كرسي من كراسيها الخشبية المهترئة؛ أحادث نفسي وتحادثني، ماذا حدث حتى تكاثرت هذه الوجوه المتعبة الحزين...