الأربعاء، 4 يناير 2012

نحن والعالم -3

نحن والعالم -3
 ..........واهــــــــــــــــــزز
حين تجد أن أولي أمورنا ، لا يسندونها إلا لمن أثبت بطريقة عملية،ولأطول مدة ،فساده وفشله ؛ وكراهيته لشعبه ، ولأبناء جلدته :  خلقا ؛ وترابا؛  وثقافة؛  وتاريخا . وبرهن على قدرته وبراعته  في إفساد الجميع ؛ وإفساد  كل شيء

وحين ترى أن ما يهم أولي الأمر في بلدك ؛ ويقض مضاجعهم ، هو كيف يكذبون ؛ ويناورون ؛ ويخدوعون السذج . وكيف  ينهبون ، ويسلبون المال العام والخاص بشراهة أكثر ، وكيف  ينتهكون بتوحش، الحرمات والمحارم والمحرمات، وكل ما يرمز للكرامة الإنسانية بمعناها الواسع والضيق

حين تري كل واحد من أولي الأمر، إذا ما سئل بادر بالجواب، وبإسهال مخيف، وبدون حياء أو تحرج، ودون تفكير ليقول بأي لغة أي كلام  والسلام، يدخلك به إلى عالم السيريالية والعبثية المطلقة،وبنفس التلقائية واللامبالاة ، ينتقل إلي تنفيذ أهوائه ونزقه وإشباع نزواته المريضة بعنجهية المستبد ؛ موظفا إمكانيات الأمة " البايلك" بأسرها ، وهو يدرك إدراكا يقينيا أن لا رقيب ولا حسيب يردعه .

وحين تحدث الكارثة ؛ يتبرأ وبنفس الاستخفاف من كل مسؤولية ، ويلقيها على أتباع أسوأ منه ؛  كان قد انتقاهم  واختارهم بعناية لسوء أخلاقهم وأعمالهم ، وفوض لهم حق العبث بحرياتنا ، و بممتلكاتنا ودمائنا وأعراضنا ، وحماهم وحصنهم بمراسيم ،وقرارات  تذوب عند أطرافها كل المساءلات  ، مواصلا - بتنصله من تحمل مسؤولياته  في الجرائم التي ترتكب يوميا في حق البسطاء  الأبرياء الصامتين -  إذلالَنا وقتلَ الأحاسيس البشرية فينا.

حين ترى يقينا أن الجرائم التي تتورع إسرائيل عن ارتكابها في حق أعدائها ؛  يرتكبها أولو أمورنا -نحن العرب- مفتخرين متباهين ، برجال ،وجيوش خلاياهم من خلايانا؛ وبأسلحة، أجورها و مبالغها ، كانت في أصلها أثمانا لأرغفة ضحاياهم من الجياع والمحرومين .


وحين تجد من بين جيرانك؛ وأقاربك المصابين بمصائبك ،والمنكوبين مثلك بدواهي الفساد المستشري في كل حي، وزنقة،ومنعطف  وزاوية  ؛ يداومون على السكر؛ و الرقص ، والربا  ، وفي ذات الوقت  يتشحون بتواشيح  الدروشة ،وكل طقوس العبادات  والورع  المخادع، وبشكل يبعث على اليأس.

وحين ترفع صوتك معبرا عن قناعتك : بأن مفهوم الوطن التقليدي قد صار سخيفا ، وأن وطنك الحقيقي هو كل بقعة على وجه الكرة الأرضية وجدت فيها كرامتك وأمنك ، وأن أهلك من أهلوك وضجوا مستنكرين متى مست إنسانيتك ، لا من بهدلوك وداسوك فأهلكوك ، فيجيبك الضحية قبل الجلاد مكذبا ، صارخا: ذل أخي ولا ذل العدو.

حينذاك تتأكد أن هذه الأمة ، لن ينصلح لها شأن ولن تقوم لها قائمة أبدا ؛ و كل حركة تبدو منها هي هرولة نحو الهاوية..
  ... فرحة في بلاهـــة ،قدرها أن تتحرر سنة وتستعبد مائة سنة ، فإذا تحررت مائة سنة  استعبدت ألف عام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...