السبت، 27 ديسمبر 2014

بيان موجه لعلماء الأزهر.-5-



البند الرابع والخامس :



يواصل علماء الأزهر القيام بدور السياسيين ويتمسكون بالسلوك العربي الاسلامي النمطي الممجوج وهو اتهام الغير ، الغرب الكافر الانتهازي ،بمسؤوليه ومفكريه وإعلامييه ، وكأن الغرب هو من كتب الأحاديث في مسند أحمد بن حنبل وصحيح البخاري ومسلم ، وكأنه هو من كتب  تفاسير القرطبي والطبري والزمخشري ، وهو من بنى المساجد وعين أئمتها ؛ و أنشأ الفضائيات الدينية ؛ المنتشرة كالفطر في جميع الأقطار العربية ؛ والتي تحث ليلا نهارا  على  لعن البشر ، والتكفير وتحريض الفرق الإسلامية ذاتها بعضها ضد بعض ؛وكأن الغرب هو من كتيب كتب الفقه المليئة بالمخازي والترهات ، وكأنه هو وضع مناهج  التعليم الديني ، للأزهر ومصر والسعودية  ،وكون الشيوخ ؛وفرق الدعوى  الساهرة ليل نهار على تدريس  خريطة المناهج و  الطرق والشوارع والدروب والمعابر المؤدية إلى الجنة.

و على عادة العقلية العربية الاسلامية  المغرمة بالانقضاض على الضحية ؛ والانتصار للمتهم، و قتل المريض حين العجز في الاهتداء إلى المرض ،أو لطغيان الرغبة في  حماية الميكروبات والجراثيم والفيروسات الكامنة وراءه كي تكثر  ولائم المآّتم ، و بعد اتهام الغرب يلتفت البيان فيتهم الجماعات الإرهابية بالافتراء على الدين ؛ دون أن يبين  وجه هذا الافتراء ، ويزعم أصحاب البيان متمسكين بـ "نظرية في العمى والتعامي منجاة، فيوردون"  "أن هذه الجماعات يرفضها الدين رفضا قاطعا .

كيف ذلك ؟. وعلى أي أساس ؟ وبموجب ماذا؟ . لا بيان.

 كيف ذلك ؛ وأمراء الجماعات الجهادية وقادتها وشيوخ الفتوى فيها؛ دكاترة مثلكم يحملون شهادات عليا في الشريعة: في التوحيد ؛والفقه ؛ وعلوم القرآن ،وعلم الحديث ؛ والجرح والتعديل، والسيرة و... بعضهم من رجال الأزهر: كعمر عبد الرحمن أستاذ الأزهر وخطيبه و مفتي جماعة الجهاد المصرية، ، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي  خريج الأزهر  ثم أستاذه، وشيخ الإسلام ورئيس أكبر تجمع فيه ، والداعية إلى الله حتى بات يقال " صل على مذهب القرضاوي. وبعضهم الآخر يقتدي بالأزهر ويحتذي سمت مشاهيره ، قدوته رموز جماعة الإخوان المصري النشأة : كالطيب أردوغان ، ، رئيس أهم دولة في المنطقة وحامي العدالة والعدل الذي  يصر على حكم تركيا وسوريا معا على سنة أسلافه و يمحو كل السوريين القوميين  والاتراك العلمانيين من على وجه الأرض لإقامة الخلافة الإسلامية في الرقة؟ .وبعض قادة الجماعات الليبية.  تم الخليفة، خليفة الدولة الإسلامية ( مولانا أمير المؤمنين): إبراهيم عواد إبراهيم البدري  الحسيني القريشي ،  الذي  تخلى عن هويته الحقيقية  للتدليس والتضليل كما هي عادة  الكثير من الشيوخ في الإسلام، وحل في شخص آخر هو أبوبكر البغدادي  ،يحمل شهادة دكتوراه في الشريعة ؟ . ليكون قاطع دابر المرتدين تماما كالخليفة الأول.
    والجميع - أمراءَ ومأمورين - هم جماعات تتكون من مسلمين ،يشهدون بالله، وبرسوله ، ويقيمون أركان الإسلام ، ويحملون رايته السوداء التي كان يحملها عمر بن الخطاب ؛وأبو بكر وعلي بن ابي طالب ، والمقداد، وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص... ويطبقون الآية  " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "(النساء 76) . وهم لشدة تعصبهم لدينهم ، ووفقا لتفسير المفسرين ،  يتصرفون ككائنات آلية  تطبق الشريعة تطبيقا حرفيا . و الكل مجمع  عبر كافة العصور السابقة أن القتال في سبيل الله هو الجهاد المتعارف عليه شرعا.

" يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ... "(المائدة : 54) ،  ولا يناقشون "لا تسألوا عن أشياء غن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101). وتسلك  نهج السنة الصحيحة الثابتة بالنصوص الصريحة ؛ في مصادر الدين المعتمدة بإجماع المسلمين ، والتي تقدسونها أنتم ، وتدعون الأمة إلى تقديسها ؛ا وإنفاذ ما جاء فيها  .   وهم كبقية أبناء الأمة الإسلامية يقدسونها مثلكم ، والفرق أنهم  يطبقونها بدون تحامل أو تحايل ؛ متبعين السلف الصالح حذو الحافر بالحافر. يقضون الليل في التهجد والاستخارة حتى أسودت جباههم من أثر السجود ، باكين من خشية الله، ويتماهون مع شخصيات الصحابة تمام التماهي : من إماطة الأذى عن طريق المسلم ،إلى  التضييق على غير المسلم فيه،  ( إذا مررتم باليهود والنصارى في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) ،إلى إفشاء السلام بين المسلمين ، إلى تقصير القميص ، والسروال ، والجلوس على الأرض تواضعا لله، إلى قص الشارب والعفو عن اللحية ، إلى التبول جلوسا مع تنكب القبلة ، إلى الحرص في اختيار الألقاب و الأسماء : أبو زيد ،  أبو قتادة، أم اسماء، أم ياسر ،  سلمان ، حذيفة ، المقداد  ،و....و أميرهم أبو بكر خليفة المسلمين  نسخة حديثة  من أول خليف عرفه المسلمون ، قاهر المرتدين . وهم مجاهدون يرمون إخوانهم بحمم من الصواريخ والقذائف والمتفجرات ولا ينسبون الرمي أو نتائج الرمي إلى أنفسهم، بل ينسبونه كاذبين إلى الله « وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى « كأهل بدر تماما، وهم يرددون الله أكبر، الله أكبر. كما يظهر يوميا على قنوات الجزيرة والعربية. ومن أصابه صاروخ فمن الله وليس ممن أطلقه. هل تدرس هذه العقائد في الفاتيكان ، أو السوربون أو في كمبردج أو هارفارد ؟.

هل يوجد في كتب الغرب ما يصرخ به رجال الدين الناظرين في صحاح السنة ومساندها الصحيحة المحرضين؛ الداعين إلى إقامة فريضة الجهاد في العواصم العربية ، وكبرى محطاتها الفضائية ،  صارخين صباح مساء:  " سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ( إيمان بالله ورسوله ). قيل ثم ماذا ؟ قال ( جهاد في سبيل الله ). قيل ثم ماذا ؟ قال ( حج مبرور )" ؟.

والفقهاء كلهم بدون استثناء يشرحون الجهاد هنا على أنه قتل الآخر الكافر والمشرك ، دفعا كان ذلك او طلبا ؛ حملا على ضوء الآية الناسخة لغيرها في هذا الباب " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ... " ( التوبة :5)  "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ "(التوبة:14)

ألا تحمل أسماء  الجماعات الإسلامية بمختلف تشكيلاتها وسراياها الأسماء التراثية المعبرة عن هويتها وغاياتها المفضية إلى  اعتلاء ذروة سنام الإيمان ، و الخلود في الجنة مع الأنبياء والمرسلين؛ ، كشهداء بيت المقدس ، أنصار السنة ، النصرة ،  أنصار الإسلام ، كتائب شهداء الأقصى ،حماس ،  حركة الشباب المجاهدين ، ، ، أنصار الحق، أنصار الدين ، فيلق الفتح ، حزب الله ، حركة المجاهدين و...و.

هل هذه تسميات أمريكية أو انجليزية  ، أو فرنسية ألمانية؟.

وكان عليكم - محرري البيان- أن تبينوا لنا وللأمة بالتحديد موقفكم  وموقف أزهركم السابق والحالي واللاحق  ، من وجود هذه النصوص في التراث العربي الإسلامي الديني. وما الذي نسبته هذه الجماعات إلى الإسلام ظلما وهو براء منه لا نص عليه.

 فمن الذي عليه أن يعيد النظر في جذور معتقداته  وفي فكره وسلوكه ،أأنتم أم الغرب ؟

وما دخل الغرب؟  سوى أنه يبيع سلاحه لشعوب مغرمة حد الجنون بإراقة الدماء والغزو وسبي النساء والأطفال من أبنائها وبناتها ، وآبائها وأمهاتها ؛ و إخوانها وأخواتها  تطبيقا لنصوص معتقداتها كي يذهب نصفها إلى الجنة ، ويذهب النصف الآخر إلى النار.

 قتلتكم نصوصكم المقدسة، وعقولكم المتخلفة البعيدة عن الموضوعية، وأخلاقكم المنحطة اللاهثة وراء الغنائم مثلكم مثلهم تماما. فلوموها ولا تلوموا غيرها.

 

 


 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...