الأحد، 12 أكتوبر 2014

المجاز المرسل


المجاز المرسل :

 

 

النص

قال الخاطب لأهل المخطوبة : نحن نسكن المدينة ، ولنا يد في الحكومة  ،  وعيون في مراكز قراراتها  ، نشرب المطر من الينابيع ، ونأكل القمح ، ونلبس الحرير، جئنا نطلب يد ابنتكم أما لأحفادنا إن شاء الله.
 لاحظ وفكر: هل يمكن أن نفهم النص بمعانيه الحرفية  والحقيقية؟.
هل نحن نسكن المدينة  حقيقةأم نسكن بيتا بالمدينة؟. وهل لنا يد وعيون في الحكومة ، أم المقصود معنى آخر ؟. وهل نحن فعلا نشرب المطر ونأكل القمح ؟ أم نشرب ماء كان مطرا، ونأكل خبزا كان قمحا ؟، بنفس الطريقة تأمل الباقي واستخلص ما طبيعة الكلام هنا ، هل هو حقيقي أم مجازي؟
المجاز المرسل :هو استعمال اللفظ في  غير معناه الحقيقي الذي وضع له في أصل اللغة، لوجود علاقة من بين عدة علاقات غير المشابهة مع وجود قرينة  مانعة تمنع إرادة المعنى الأصلي للفظ
وسمي مرسلا لأن العلاقة فيه تتنوع وغير مقيدة بعلاقة واحدة، على عكس الاستعارة المقيدة بعلاقة واحدة هي المشابهة.

ومن العلاقات الكثيرة في المجاز المرسل نذكر:
1-  الكلية: هي أن يطلق الكل والمقصود هو الجزء مثل: قال الخاطب لأهل المخطوبة : المقصود بعضهم ، الأب ، أو الاخ والأم    وقوله : نحن نسكن المدينة، والمقصود بيتا في المدينة.

2- الجزئية: جئنا نطلب يد ابنتكم. فهل تعتقد أنه يريد ما يقول حقيقة ؟ إذا كنت تعتقد ذلك تكون مخطئا ، لأنه لا يمكن ان يحصل على يد المخطوبة ، كون اليد عضو من أعضائها  وفصلها عنها جريمة لا ترضى بها لا هي ، ولا أهلها ولا الخاطب ولا القانون ولا أي كان وهذه قرينة مانعة تمنع فهم الكلام على ظاهره أي على حقيقته. إنما المعقول هو ان نفهم أنه جاء يطلبها بكاملها ، فأطلق الجزء وهو يريد الكل : أي أطلق اليد وهو يريد صاحبتها.

 -  3اعتبار ما كان: نشرب المطر من الينابيع، في الينابيع لا يوجد مطر بل يوجد ماء كان مطرا.

 4- اعتبار ما يكون : كقوله " أما لأحفادنا" أي باعتبار ما سيكون إذا تمت الخطوبة ثم حفل الزفاف ونجح الزواج وحصل الحمل والإنجاب.
  5السببية : وهي إطلاق السبب وإرادة المسبب أي نتيجته: كقول العرب: "رعت الماشية الغيث "والمراد رعت العشب الناتج عن سقوط الغيث.
  6 المسبَّبِيّة : المسبب أي النتيجة  والمقصود هو السبب ، أي عكس  ما ذكر سابقا.
كقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا ..) فالله لا ينزل الرزق من السماء ولكنه عز وجل ينزل مطرا من السماء ينتج رزقا، فهو ذكر المسبب والمقصود هو السبب

7- المحلية أو المكانية : حين يطلق المكان ويراد من كان حالا به  كقوله تعالى : "واسأل القرية التي كنا فيها  ؛وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ."(يوسف 82) تلاحظ ان الفعل مسند إلى فاعل حقيقي  تقديره هو يعود على '' يعقوب والد يوسف   '' وعليه فلا يعد المجاز عقليا  السؤال موجه إلى المكان (القرية) والمكان لا يعقل إذن فهناك إيجاز بالحذف لأن اصل الكلام " اسأل أهل القرية التي كنا فيها" فأطلق المكان والمراد الحال به والنازل فيه  والعلاقة المحلية او المكانية.

 8-علاقة المجاورة: والعير التي اقبلنا فيها  " أي أصحاب العير فأطلق العير وأراد أهلها راكبيها.

9- علاقة الآلية : كقوله تعالى " واجعل لي لسان صدق في الآخرين" (الشعراء:84) تلاحظ ان كل إنسان طبيعي يولد بلسان والمقصود هنا ليس طلب اللسان كعضو ولكنه القول الصائب  فأطلق اللسان الذي هو آلة القول وهو يريد القول أو الكلام.




 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القول ما قالت حذام

  قا ل ، وروي ، والقول ما قالت حذام مع افتراض صدق النية، وسلامة الطوية ، فإن البصر بطبيعته كثيرا ما يخدع ، فيوقع الإدراك في الخطأ، فينقل ال...